استطاعت الشابة السورية "كايانه يوسف" وخلال فترة زمنية وجيزة، أن تفرض نفسها على الوسط الفني والإعلامي في "السويد"، وأن تحجز لنفسها مكاناً مهماً فيهما، وقد اختصرت الزمن من خلال عملها الدؤوب، وحققت هدفها وخاصة بعد اتقانها عدة لغات، ما مكّنها من تحقيق نجاحات كبيرة وسريعة "حسب قولها".

الانطلاقة

فرضت عليها ظروف الحرب، الهجرة خارج الحدود، لكنها كانت نموذجاً سورياً مميزاً ولافتاً في تلك البلاد، هذا ما قالته في حديثها مع "مدوّنة وطن"، وأضافت: «درستُ في المراحل الأولى (الابتدائية، الإعدادية) بمدارس مدينتي "المالكية"، غادرتُ الوطن عام 2014 متوجهة إلى العاصمة اللبنانية "بيروت"، وبعد فترة وجيزة، انتقلتُ إلى "أرمينيا" وهناك كوّنت صداقات ومعارف، وشاركت في عدة أنشطة طلابية في "أرمينيا" بشكل خاص، عملتُ واجتهدتُ كثيراً، ومن هنا جاءت فكرة َ الدخول لعالم السينما والإعلام، قضيت ساعات وساعات في مشاهدة الأفلام، بحثتُ عن أسماء الممثلين وأخبارهم، وقرأت المقالات والنقد وكل ما يخص أخبار الفن، رافقني هذا الشعور طويلاً، بأنني أقف أمام كاميرا أو أعد تقريراً خاصاً عن أحد المشاهير».

عندما انتقلتُ للعيش في "السويد" التحقت بالمدرسة الثانوية حتّى أكمل دراستي، بالإضافة إلى تعلم اللغة السويدية، التي تمكنتُ منها في أربعة أشهر، وهذه فترة تعد قصيرة جداً، وبالتزامن تابعتُ الأخبار والنشاطات الثقافية، بالإضافة إلى تعلم لغات أخرى كالإنكليزية والتركية، وهذا ما زاد في رصيدي المعرفي بكل ما يدور حولي وما يجري في العالم.. كان جلّ وقتي للتعليم والقراءة وكسب معرفة تفاصيل البلد التي أقيم فيها، وكان تركيزي واهتمامي بشكل خاص بفن التمثيل، لأنني وجدت أنه الطريق الأفضل والأنسب لإيصال رسالتي

أبواب الشّهرة

وتضيف "يوسف": «عندما انتقلتُ للعيش في "السويد" التحقت بالمدرسة الثانوية حتّى أكمل دراستي، بالإضافة إلى تعلم اللغة السويدية، التي تمكنتُ منها في أربعة أشهر، وهذه فترة تعد قصيرة جداً، وبالتزامن تابعتُ الأخبار والنشاطات الثقافية، بالإضافة إلى تعلم لغات أخرى كالإنكليزية والتركية، وهذا ما زاد في رصيدي المعرفي بكل ما يدور حولي وما يجري في العالم.. كان جلّ وقتي للتعليم والقراءة وكسب معرفة تفاصيل البلد التي أقيم فيها، وكان تركيزي واهتمامي بشكل خاص بفن التمثيل، لأنني وجدت أنه الطريق الأفضل والأنسب لإيصال رسالتي».

الصحافة السويدية تتحدث عنها

وتؤكد "يوسف" بأنها تتحدث حالياً وبطلاقة عدة لغات ومنها: "الإنكليزية والسويدية والأرمنية والتركية إلى جانب إتقانها للغتها الأم العربية"، وكانت نقطة التحوّل في حياتها ومسيرتها في أواخر سنة 2016 عندما التقت بالمخرج السينمائي السوري "عبد الله السالم"، وشاركت بدور بسيط في أحد أفلامه.

وتتابع حديثها بالقول: «بعد بضعة أشهر تم دعوتي لحضور حفل افتتاح الفيلم، وقتها قال لي المخرج أن لديه عملاً آخر، ومنحني دوراً أكبر ورئيسياً في فيلم "أوكسجين"، ثم تراكمت خبرتي من خلال عملي في مؤسسة "نيكتيف" للأفلام تحت إدارة المخرج "عبد الله السالم"، أو ما يعرف باللغة السويدية (Negatif film) قسم الميديا، واستطعت تحقيق تقدم كبير وقدمت برنامجاً باللغة "السويدية"، اعتبرتها مسؤولية كبيرة، فالظهور أمام الناس في برنامج سويدي ومن شابة سورية، هو تحدٍ كبير، لأنّ البرامج السويدية تغزو مواقع التواصل الاجتماعي، وتنال اهتماماً وشهرة، وكانت المسؤولية مضاعفة لأنني من خارج السويد».

تقدم أهم برنامج إذاعي

صباح الخير

في مكان عملها

وتضيف "يوسف": «فتح البرنامج واسمه "غودموغون اوديفالا" ويعني بالعربية "صباح الخير" أمامي آفاقاً واسعة، وحقق لي معارف على المستوى المهني والشخصي، وفكرة البرنامج تدور حول الاندماج في "السويد" وكيفية مساعدة القادمين الجدد على معرفة كل الأمور الثقافية والفنية والنشاطات التي يصعب إيجادها إذا لم تكن تتحدث السويدية، ومن هنا أتت فكرة البرنامج، حيث يتم تقديمه باللغة السويدية البسيطة بعيداً عن المصطلحات الصعبة أو الكلمات غير المفهومة، وعندما تم بث أول حلقاتنا، بدأت الصحف والإذاعة الرسمية السويدية تتواصل معنا بهدف إجراء مقابلات لمعرفة ماهية البرنامج، في فترات زمنية لا تتعدى العام، وإلى الآن استطعنا تحقيق تميز على مستوى المنطقة بشكل خاص، وجدنا تعاوناً مع منظمات وجهات تعنى بالثقافة، وحصلنا على دعم ومكافأة من البنك السويدي تقديراً ودعماً لهذا البرنامج، وقمنا بإضافة فقرات جديدة سعياً لتقديم الأفضل والأحدث والأهم، وأعدّ حالياً لإنشاء سلسلة من الأفلام الوثائقية باللغة السويدية مترجمة ومدبلجة لعدة لغات منها العربية، مع التحضير للمشاركة في تجسيد دور بطولة لفيلم قصير، مع الاستعداد للمشاركة في برنامج تلفزيوني».

شغف وإبداع

المخرج السوري "عبد الله السالم" أشار إلى امتلاك "كيانه" لشغف وحب المهنة وهي ملتزمة بكل تفاصيل عملها، تنجز أعمالها في الوقت المطلوب ودائماً تبحث عن أفكار جديدة إبداعية أو كما نسميها خارج الصندوق، وهذا ماكنت أبحث عنه كمخرج سوري يقيم في دولة أجنبية، حسب كلامه.

ويضيف "السالم": «التحقت "يوسف" بمؤسسة "نيكتيف" للأفلام، وأول نشاط فني لها في فيلم "اعذرني" ووصلت لهذه المرحلة بعد عمل كبير، وجدية واضحة، حيث نالت ثقة الشركة والمعنيين، ومن ثم شاركت في فيلم "أكسجين"، فزادت الثقة بها، وحجزت مكاناً واضحاً على الساحة الفنية، فكانت انطلاقتها لتحقيق الحلم الأكبر بتقديم عدة برامج باللغة "السويدية" من أهمها برنامج (صباح الخير) "أوديفالا"، وهو برنامج عن الاندماج، والذي نال شهرة واسعة في المنطقة، بدأ البرنامج يأخذ مساحة كبيرة من حديث "السويديين" وغيرهم، خلال عام فقط كتبت عنه الصحف "السويدية" وتحدث عنه الراديو السويدي، والتقت وأنجزت لقاءات خاصة مع مشاهير وأسماء سويدية كبيرة، يمكننا القول إن الشابة السورية "كايانه" تبدع كأول سورية في هذه المنطقة».

"كايانه" من مواليد "مدينة "المالكية" في محافظة "الحسكة" المولودة عام 2000.