مقال مهم:

الملخص:

بخطوات واثقة وبكثير من الهدوء والإتقان والتدرج في ممارسة التحكيم الكروي، سطع نجم حكم الكرة الدولي الشاب "محمد قزاز" كواحد من أفضل الحكام الدوليين في ساحات ملاعبنا، مثبتاً موهبته وعلو كعبه وجدارته، بعد النجاحات التي حققها في قيادة مباريات الدوري العام، الأمر الذي وضعه تحت مجهر الخبرات التحكيمية على ما يقدمه من مستوى وتميز، مع حصوله على علامات مرتفعة للمباريات التي كلف بها، كل ذلك أفسح المجال أمامه لنيل اللقب الدولي بجدارة تزامناً مع دخوله ضمن حكام النخبة الآسيوية.

نظراً لمهارته التحكيمية وجدارته وحياديته وتميزه في قيادة المباريات، ولكونه من جيل الشباب الواعد، تم تكليفه برئاسة لجنة الحكام الفرعية بالمدينة، وننتظر منه الكثير بتطوير قاعدة التحكيم في المحافظة وسنقف بجانبه وندعمه في مهمته الجديدة

المشوار مع الكرة

يتحدث الكابتن "قزاز" خلال لقائه المدونة في ملعب الحمدانية بـ"حلب"، عن سيرة حياته الرياضية وتعلقه وشغفه منذ الصغر بلعب الكرة مع ناشئي كرة الاتحاد لموسمين، ومن ثم تحوله وبشوق أكبر نحو ممارسة هواية التحكيم فوق البساط الأخضر الذي أوصله لنيله لقب اللائحة الدولية.

نجاح وثقة في قيادة المباريات المحلية والقارية.

يقول "قزاز": «تعلقت بلعب الكرة منذ البدايات وأنا طالب في المدرسة الابتدائية، مقتبساً حب الكرة من والدي "الحاج منير"، الذي كان حكماً وبطلاً في ألعاب القوى، ومن ثم إدارياً في فرق نادي الاتحاد ولسنوات طويلة، ما زاد في أسباب ممارستي للعب الكرة مبكراً، والبداية كانت لي مع ناشئي الاتحاد ولمدة موسمين تحت إشراف المدرب "محمود درويش" كجناح أيمن، حيث استفدت كثيراً من تلك التجربة في الدخول والتعرف أكثر على أجواء وندية وحماسة اللعب على الأرض، وفهم وتطبيق قوانين اللعبة والمخالفات والعقوبات الموجبة لها».

ويضيف: «مع ممارستي للعبة كانت عيوني تراقب حكام المباريات، الأمر الذي دفعني للدخول والاقتراب أكثر من أجواء أسرة الحكام والانتساب إليها، كان ذلك في عام 2004، وبتشجيع ودعم من والدي حكم الكرة السابق، وبعد اعتمادي حكماً عاملاً بدأ تكليفي بقيادة مباريات دوري الفئات العمرية على مستوى أندية المحافظة، لاكتساب المزيد من الخبرة، وبالتدرج وخضوع الامتحانات الكتابية والنظرية انتقلت للدرجة الثانية، وفي عام 2009 أصبحت في عداد حكام الدرجة الأولى المساعدين، ومع كل مرحلة من المراحل السابقة كان يزداد عدد المباريات التي أكلف بها كحكم مساعد سواء بالنوع أو الكم».

الكابتن "قزاز"حكما" في اتجمع لمنتخبات الآسيوية.

عودة وثقة ونجاح

شهادات رياضية - الحكم الدولي عبدالله بصلحلو- الدولي خالد دلو- المدرب جمال هدلة - الصحفي الرياضي عبد الرزاق بنانة.

بعد عودته للملاعب بعد توقف فرضته ظروف الأزمة، باشر الكابتن "قزاز" نشاطه الرياضي: «جرى تكليفي كحكم مساعد بقيادة مباراة "الوحدة" مع "حطين"، وبعد اللقاء أثنى مراقب المباراة الكابتن "محمد كوسا"، على أدائي ودقة قراراتي ومتابعتي وضبطي لحالات التسلل، ومساعدة حكم الساحة بالإعلان عن الأخطاء القريبة مني، الأمر الذي أعطاني دافعاً للاستمرار وبمعنويات أكبر، ومن ثم المشاركة بأغلب النشاط المحلي ومباريات الدوري العام الذي كان يقام على شكل تجمعات، وتم تكليفي بعدها من اللجنة الرئيسية للحكام، بالمساعدة وقيادة الكثير من المباريات المصيرية في الدوري العام سواء على مستوى الصعود أو الهبوط، مثل مباراة "النواعير" مع "المحافظة"، ولقاء "الكرامة" مع "تشرين"، وقدت كحكم مساعد مع زميلي الحكم الدولي "عبد الله بصلحلو" عدداً كبيراً من مباريات الدوري ومن أهمها لقاءات "الجيش" مع "تشرين" و"حطين" مع "الجيش" و"تشرين" مع "الوحدة"، وكان التوفيق والنجاح حليفينا وشكلنا تعاوناً وتفاهماً مثمراً في أرض الملعب».

اللقب الدولي

في نهاية موسم 2018 بعد أداء وتحكيم موفق وناجح في قيادة العديد من المباريات المحلية، تم اختيار الحكم "محمد قزاز" -كما يروي للمدونة- ضمن لائحة الحكام الشباب المميزين لدخول اختبارات نيل لقب اللائحة الدولية.

وبالمثابرة والثقة بالنفس اجتاز اختبارات اللياقة البدنية وفحوصات المقابلة واللغة الأجنبية بشقيها (التحريري والنظري)، لتأتيه المفاجأة السارة باعتماده حكماً دولياً من الفيفا.

ويشير "قزاز" إلى أن المشوار الحقيقي والتحديات في عالم التحكيم، كانت قد بدأت من هذه اللحظة المفصلية، ما فرض عليه ضرورة مضاعفة جهوده وتركيزه للظهور الرياضي اللائق ممثلاً لبلده ولنفسه وبأجمل صورة أثناء تكليفه بقيادة المباريات المحلية والعربية والدولية للأندية والمنتخبات.

ويوضح أن النجاح كان حليفه في المهام التي كلف بها كحكم مساعد في نهائي كأس الجمهورية موسم 2020، بين فريقي "الوحدة" و"المجد"، ونهائي كأس السوبر بين "تشرين" و"الوحدة"، ومن ثم تكليفه بالمهمة الخارجية الأولى له، وكانت بالمساعدة بقيادة مباراة فريقي "السويق العماني" مع "المالكية البحريني"، ومباراة منتخبات "أوزبكستان" مع "اليمن"، و"العراق" مع "الكويت" للشباب، وتكليفه ببطولات كأس الاتحاد الآسيوي للأندية والمنتخبات على مدار الموسمين الماضيين، وآخر مشاركاته الدولية، كانت في تجمع المنتخبات العربية للناشئين في "الجزائر" وقبلها في "الأردن".

أرقام وإحصائيات

"يقول الكابتن "قزاز": «أحببت اختيار التخصص بمهام الحكم المساعد لحساسية ودقة مهامه في أرض الملعب، من خلال ضبط حالات التسلل والأخطاء القريبة منه وتثبيت الهدف ومتابعة حالات الاحتكاك غير المبرر.. في سجلي أكثر من ثمانين مباراة محلية بالدوري الممتاز، وعدد كبير من المباريات الخارجية، ومنذ فترة قريبة تم تكليفي برئاسة لجنة الحكام الفرعية بمدينة "حلب"، وأنا عازم وبمساعدة زملائي في اللجنة، على الاستعانة بكافة الخبرات التحكيمية الحلبية والمحلية القديمة، التي بصمت ولها باع في هذا المجال والعمل بشكل علمي ورياضي لتوسيع القاعدة، ولإعادة الهيبة والسمعة للتحكيم الحلبي على الساحة المحلية كما كان في السابق».

شهادات تحكيمية

يقول "جمال هدلة" رئيس اللجنة الفنية: «نظراً لمهارته التحكيمية وجدارته وحياديته وتميزه في قيادة المباريات، ولكونه من جيل الشباب الواعد، تم تكليفه برئاسة لجنة الحكام الفرعية بالمدينة، وننتظر منه الكثير بتطوير قاعدة التحكيم في المحافظة وسنقف بجانبه وندعمه في مهمته الجديدة».

الحكم الدولي "عبد الله بصلحلو" يقول: «الكابتن "قزاز" هادئ ولديه تركيز عالٍ في أرض الملعب، ويقبل النصح ويتطور فنياً وتحكيمياً، ويحرص على صقل ذاته من خلال حضوره كافة دورات الصقل المقامة في الاتحادين السوري والآسيوي لكونه من حكام النخبة، وشاركني بنجاح وثقة بقيادة عدد كبير من مباريات الدوري الممتاز».

فيما أكد الحكم الدولي السابق "خالد دلو" والصحفي الرياضي "عبد الرزاق بنانة"، جدارة الكابتن "قزاز" بمهامه كحكم دولي مساعد، من خلال فهمه الواضح وتطبيقه لمواد قانون اللعبة، مع نجاحه بالمباريات التي قادها، وتوقعا له مستقبلاً تحكيمياً ناجحاً.

بقي أن نذكر أن الكابتن "محمد قزاز" من مواليد مدينة "حلب" لعام 1985، ويحمل شهادة دبلوم تقني بالمحاسبة.

تم إجراء اللقاء والتصوير داخل "ملعب الحمدانية الصناعي" بتاريخ الثالث عشر من شهر تشرين الأول لعام 2022.