بدأ المخرج المسرحي "محمود عوض" حياته المسرحية عام 1990، حين حاول أن يكتب عملاً مسرحياً عن القضية الفلسطينية يرصد فيه المرحلة من إعلان وعد بلفور حتى وقوع النكبة، لم يكن حينها -حسب قوله- يعرف شيئاً عن أصول وقواعد الكتابة المسرحية ،لكنه كان يشعر أنّ ثمة شيئاً ما في أعماقه يريد الخروج على حد وصفه.

محطة الانطلاق

عن بداياته يقول "عوض" في حديثه لمدونة وطن: "في عام 1994 دعاني صديق للمشاركة في مسرحية لاتحاد شبيبة الثورة.. رافقته لأتعرف على المسرح عن كثب، كانت المسرحية بعنوان "الصراط"، وأسند لي المؤلف وقتها أقصر الأدوار، وما إن جاء وقت العرض حتى كنت أقدّم دور "عبد ربه" الشخصية الرئيسية والمحورية في المسرحية، من هذه المحطة بدأت حياتي المسرحية، ثم انطلق السفر في هذا العالم والغوص في أعماقه ما بين مسرح كبار وآخر للصغار، ومن الشرف العظيم أني عملت مع أستاذين أعدهما قدوة في المسرح ،الأستاذ "نضال حمادي" والأستاذ "هشام كفارنة".

حكايته مع الإخراح

ويضيف "عوض" : "في عام 2003 تم توريطي من قبل بعض الأصحاب لإخراج عمل مسرحي كان يحمل اسم "الحجر لا يؤكل" وحصل العمل على ثلاث جوائز، جائزة ثاني أفضل عرض وجائزة ثاني أفضل ممثل وجائزة أفضل إضاءة.. ثم أشرفت على إعداد وإخراج مسرحية «هذيان» التي فازت بجائزة أفضل عرض في مهرجان مسرح الشباب الأول بدرعا عام 2019 .. وفي عام 2015 عاودت مزاولة المسرح وأنجزت العديد من العروض المسرحية وبمشاركة العديد من الممثلين".

شغف المسرح

لم يقتصر شغف العمل المسرحي على المخرج "عوض" بل تعداه وصولاً إلى طفليه "الوتين وإيلياء" حيث نقل إليهما حب المسرح.

يقول المخرج" عوض": "بدأ أطفالي "الوتين وايلياء" رحلتهما مع المسرح في 2015، كنّا حينها مهجرين إلى "القطيفة" في "ريف دمشق"، وقد اقتربت مسابقات رواد الطلائع ، فاخترت لهم المنافسة في مجال المسرح، وكتبت مشهداً من ثلاث شخصيات.. شارك أطفالي في المسابقة، حيث تم اختيار المشهد استثنائياً للمشاركة في المسابقات القطرية التي أقيمت في "طرطوس".. وفي عام 2016 عدنا إلى "درعا" وتكررت التجربة، حيث شارك كل من "الوتين و ايلياء" بمونولوج خاص بكل واحد منهما، وسافرا إلى "طرطوس" للمشاركة ثانية في مسابقات الرواد للطلائع، واستمرت المشاركات ففي عام 2018 حققنا جائزتين في مسرحيتين، جائزة المركز الأول لأفضل عرض كبار للصغار، وجائزة ثالث أفضل عرض لمسرح الصغار للصغار، وفاز "الوتين" بجائزة أفضل ممثل طفل، وفي 2020 فاز كل من "إيلياء ووتين" بجائزة أفضل ممثلين في مسابقة يوم المسرح العالمي التي تقيمها وزارة التربية كل عام، وفي 2021 حصل "الوتين" على جائزة أفضل ممثل على مستوى "سورية" في فعالية استديو شباب التي أقامتها الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بالتعاون مع اتحاد شبيبة الثورة.

المخرج محمود عوض

ويختم "عوض" حديثه عن واقع المسرح في محافظة "درعا" بالقول: "توجد خامات مسرحية واعدة في محافظة "درعا" ويمكن التعويل عليها، هذه الخامات تنتظر من المعنيين في المحافظة تسليط الضوء عليها والاهتمام بها أكثر والأخذ بيدها لإظهار مواهبها".

مهنية عالية

بدوره يتحدث مدير ثقافة" درعا" "عدنان الفلاح" عن أعمال المخرج قائلاً: "ما يميز أعمال "محمود عوض" كمخرج مسرحي، المهنية العالية التي تُغلّب المشهد التراجيدي والكوميدي الإنساني، على بقية الأشياء الأخرى المؤثرة في العمل المسرحي، وهذا ما لمسناه بمسرحية «عواء الديك»، حيث يحكي المخرج قصة المواطن ويأسه من الحروب وتداعياتها على مناحي الحياة، وأيضاً في مسرحية «اللّحاد» التي تتطرق لجدلية الموت والحياة والصراع ما بين الفن وحقيقة الحياة".

ويشير "الفلاح" إلى أن ما يميز" العوض" أنه اجتهد أكثر في مجال مسرح الكبار المقدم للأطفال واليافعين الصغار، وهذا العمل ينطوي على كثير من الجوانب الإيجابية التي تخاطب هذه الشريحة، وهي قليلة عموماً وجاء هذا في عرضه المسرحي «الغابة المسحورة»، وهو نص كبار موجه للأطفال وينتمي لمسرح الطفل، يحض على العلم وضرورة نبذ الجهل، والتمسك بالأسرة والمهنة الشريفة.

ويختم "الفلاح" بالقول : "محمود عوض" مسرحي جاد وملتزم، ما يميز أعماله التركيز على القضايا الكبرى للمجتمع العربي مثل القضية الفلسطينية، وقضية الحريات وواقع الإنسان العربي وتحسين ظروفه".

كلام الروح

كلمات نطقت بها روح المسرحي المبدع "محمود عوض" الملقب "حاصود الجوائز" دون أن تنبس بها شفاهه: المسرح يستحق أن نعطيه.. ودرعا تحتاج إلى المسرح.. فالناس متعطشة لهذا الفن الأصيل.