بداية بسيطة لمشروع عائلي أثمر شركة لإنتاج العسل الطبيعي من أنواع نحل جرى تهجينها وتطوير منتجاتها، حتى حجزت لنفسها مكاناً مهماً في السوق على مستوى محافظة "طرطوس"، وطلباً متزايداً في الأسواق بمختلف المحافظات.

بدايات المشروع

منذ عشر سنوات وبعدد محدود من الخلايا، بدأت عائلة "بهاء اسكندر" مشروع إنتاج العسل الطبيعي ليكون مصدر دخل مساعد للعيش، بدأت العائلة بإنتاج محدود تم بيعه لبعض المقربين والأصدقاء وأهل القرية، وبعد أن لمسوا القبول لنوعية ما يتم إنتاجه، باشروا بتطوير العمل من خلال زيادة عدد الخلايا، وبذلك بدؤوا بتغطية حاجة السوق على مستوى المحافظة.

في البداية واجهتنا صعوبة تأمين رأس المال، حينئذٍ كانت قدرتنا المادية لا تزال محدودة، بالإضافة إلى صعوبة تأمين سوق لتصريف الإنتاج، كذلك موضوع التعامل مع النحل هو أمر في غاية الحساسية والدقة ويحتاج إلى خبرات كبيرة، واكتسابنا لهذه الخبرات وتذليل الصعوبات الأخرى استغرق الكثير من الوقت والجهد

في لقائه مع مدونة وطن يقول "بهاء إسكندر" صاحب مشروع "عسل طرطوس الطبيعي" : «في البداية واجهتنا صعوبة تأمين رأس المال، حينئذٍ كانت قدرتنا المادية لا تزال محدودة، بالإضافة إلى صعوبة تأمين سوق لتصريف الإنتاج، كذلك موضوع التعامل مع النحل هو أمر في غاية الحساسية والدقة ويحتاج إلى خبرات كبيرة، واكتسابنا لهذه الخبرات وتذليل الصعوبات الأخرى استغرق الكثير من الوقت والجهد».

بعض خلايا النحل

أصناف مطورة

جانب من منتجات عسل طرطوس الطبيعي

يمتلك "اسكندر" في مشروعه أنواعاً من النحل منها السوري "نحل سيافي" الذي يتميز بشدة شراسته، كذلك "الغنامي" الهادئ وإنتاجه جيد، كما عمل على تطوير وتهجين أنواع أخرى مثل "البيكفاست" و"الكارنيكا"، وهي أنواع هادئة وجيدة ومنتجة للعسل من النوع الممتاز المقاوم للأمراض. أما عن أنواع العسل المنتج فيقول "اسكندر": «تصنف أنواع العسل التي ننتجها بحسب كل موسم حيث نقوم بنقل الخلايا من "طرطوس" إلى المراعي في محافظات أخرى، فالبداية تكون في الربيع مع عسل الحمضيات، كذلك يوجد صنف عسل الكزبرة وحبة البركة، وعسل اليانسون، والقبار، والجيجان، والخريفي، والشوكي، وجميعها من الأنواع الممتازة والعلاجية والمطابقة للمواصفات السورية القياسية والعالمية، وجاهزة لإجراء أي فحص بما فيها التحاليل المخبرية».

ثقة المستهلك

وإلى جانب جودة المنتج يهتم "اسكندر" بتفاصيل الشكل الخارجي للعبوات من خلال وضع اللصاقة الاحترافية على كل عبوة زجاجية سعة كيلوغرام، بالإضافة إلى الكيس القماشي والذي يحتوي بالإضافة إلى عبوة المنتج ملعقة خشبية خاصة للاستخدام وبروشورات تعريفية بالمنتج المطلوب وفوائده، وبروشورات أخرى للتعريف بباقي منتجات الشركة، حيث أدى الاهتمام بأدق التفاصيل المتعلقة بالشكل والمضمون إلى جعل منتجاتهم منافساً قوياً في السوق المحلية. كذلك يسعى "اسكندر" إلى الترويج المستمر لمنتجات مشروعه من خلال وسائل الإعلام والتسويق عبر الشبكة ومواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها، ما أدى إلى التعريف بالمنتج على نطاق واسع وارتفاع الطلب على المادة، وزيادة حجم الإنتاج والمبيعات.

ويضيف: «أيضاً من الأمور المهمة التي تزيد من ثقة المستهلك بمنتجاتنا هو تعاون مشروعنا مع أطباء مختصين يعملون على إنتاج خلطات علاجية لأمراض ومشكلات صحية متعددة، منها مشاكل الجهاز الهضمي والتنفسي، وأمراض العضلات والعظام والمفاصل والقلب، وخلطات الإنجاب ومرض الداء الزلاقي وغيرها، وهذا كله مبني على دراسات وتجارب سريرية وتجارب حقيقية على أرض الواقع، ولدينا حالياً بالإضافة للمختصين كادر مسؤول عن الإنتاج والتسويق، ومحامي قانوني للشركة، كوننا نواجه منافسات من مشاريع تحاول الاستفادة من اسم شركتنا، وهنا كان لا بدّ من الاستفادة من قانون الجرائم الإلكترونية واللجوء إليه ضد كل من يحاول انتحال شخصية الشركة واسمها كوننا نمتلك سجلاً تجارياً وصناعياً وزراعياً، كذلك حماية ملكية للاسم "عسل طرطوس الطبيعي"، الذي قررنا من خلاله تصدير اسم هذه المحافظة السورية المهمة إلى كل مكان على أرض الوطن خاصةً أن منتجاتنا الآن يتم شحنها إلى كل من "دمشق وحمص وحلب ودرعا والقنيطرة" وغيرها من المحافظات السورية، بالإضافة إلى مشاركتنا بعدد من المهرجانات في المحافظات صيف 2021».

طلب متزايد

لم تشهد مادة العسل بأنواعه إقبالاً واسعاً من قبل مختلف الشرائح في الماضي، لكن في الوقت الحالي تشهد المادة طلباً متزايداً، حيث يرجع "اسكندر" السبب إلى زيادة وعي الناس بعد جائحة كورونا وتوجههم لتناول الأغذية التي تزيد من مناعة الجسم وتقوي الصحة ومن أهمها العسل، الذي شكل خياراً مناسباً ليستبدلوا به أنواعاً أخرى من المحليات الضارة بالجسم. ويشير إلى الطلب المتزايد على العسل الجبلي المنتج في المناطق الجبلية الغنية بأنواع الأعشاب والزهور والأشواك ما يعني قيمة غذائية مضاعفة.

جودة استحقت الثقة

اعتاد "أحمد عيسى" وعائلته شراء منتجات "عسل طرطوس الطبيعي" منذ أكثر من سبع سنوات ويقول: «لأن العسل منتج حساس للغاية لم نعتد شراءه إلا من مصدر موثوق، لذلك وجدنا في منتجات مشروع "بهاء اسكندر" الجودة العالية والطعم المميز لأي نوع من أنواع العسل التي نشتريها سواء الحمضيات أو اليانسون أو الجبلي، كما أن أكثر ما يجذب أي زبون للتعامل معهم هو المصداقية العالية في التعامل وسرعة التوصيل والأسعار المدروسة التي تناسب مختلف الشرائح في ظل ما نشهده من ارتفاع جنوني بأسعار الأغذية وغيرها، كذلك إنتاجهم لخلطات علاجية لعدد كبير من الأمراض، ولنا في العائلة تجربة في علاج أحد الأمراض المناعية حيث كانت النتائج جيدة جداً».

يذكر أن اللقاءات أجريت بتاريخ 12 حزيران 2022