تختلف الآراء في تعدد أسباب الإقبال الكبير الذي تشهده الرواية بمختلف أجناسها الأدبية والفلسفية والخيالية والعلمية من قبل الشباب، ولكن تتفق في أن الأساسي منها في الوقت الحالي له علاقة بالظروف الاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها جميعاً، كما أنها أكثر إشباعاً من القصة والقصيدة من وجهة نظر البعض.

أكثر نهماً

تبدو الرواية في الوقت الحالي أكثر إشباعاً للحاجة الفكرية حسب قول الشاب "أحمد اليوسف" الذي يرى أنه مع عدم توفر الكهرباء اللازمة لشحن أجهزة المحمول والجوالات لتصفح الكتب الإلكترونية، تكون الرواية الورقية هي الحل الأمثل لقضاء الوقت فهي تحتاج ساعات من الوقت، وتشكل بدايات لمواضيع جديدة وقصصاً قد تحتاج لتعمق في البحث عنها، فرواية "الكوميديا الإلهية" من وجهة نظر "أحمد يوسف" /18/ عاماً تستحق القراءة وهو يبحث عنها بين الكتب المعروضة، وعرج خلال البحث على الكثير من العناوين الروائية المشجعة للاقتناء والقراءة، واقتنى ما سمحت له ميزانيته المالية التي وفرها من مصروفه اليومي، وأشار إلى أن هذا الاهتمام ليس وليد المرحلة العمرية الحالية وإنما منذ الصغر كان يقضي جل وقته بين أحضان مكتبة عمته.

روايات للناشئة

ثمة أيضاً توجه نحو روايات الناشئة من قبل الفئات العمرية الصغيرة، لتساعدهم على التركيز الدراسي وتنمي وتصقل ملكاتهم التي تجاوزت حدود التحصيل العلمي، وفق حديث الشاب "سلمان شعراني" ذي الثلاثة عشر عاماً، حيث وجد أيضاً ذات الميول عند أخيه الصغير، فجل الوقت يقضيه في التحصيل العلمي ويجد حاجة كبيرة للتمتع بالوقت الباقي مع ضعف الإنترنت الذي كان يوفر الوقت والجهد خلال البحث عن عناوين روايات جديدة، ويعزو ملكة الكتابة لديه لكم الروايات التي قرأها منذ نحو عام وحتى الآن.

أحمد يوسف

وأيضاً كان للرواية الناقدة والساخرة حظ وافر وفق حديث الشاب "أسامة الرضوان" ذي الخمسة عشر عاماً، الذي بحث بين مختلف عناوين الروايات ليجد ما يشده ويرضي ذائقته، كما بحث عن عنوان محدد للأديب "محمد الماغوط" ليكمل مجموعته المنزلية، علماً أنه -كما أوضح لمدونة وطن- شخص شغوف بارتياد معارض الكتب بشكل مستمر، بحثاً عن عناوين سمع بها من أحد أفراد أسرته أو أصدقائه، وجميعها روائية تحاكي بفلسفتها الواقع الحالي، ليتمكن من الحصول على مفردات ومعطيات تساعده في إيجاد حلول لواقع الحياة المتغيرة باستمرار، وتحديد أهداف حياته العلمية الدراسية.

معرض "طرطوس"

الطلب على رواية الممثل "بسام كوسا" كبير في الوقت الحالي وقد ظهر جلياً خلال معرض مكتبة "مجد"، فلم تتبق أي نسخة منها، وهذا وفق حديث "حسان يونس" صاحب المكتبة لمدونة وطن، خلال معرضه الذي انطلق في المركز الثقافي العربي بطرطوس بتاريخ /10/ آذار 2022 واستمر حتى /31/ منه، كما أن اللافت في المعرض توجه الحضور نحو الرواية بمختلف أجناسها على خلاف العامين السابقين حيث كان التوجه نحو مؤلفات التنمية البشرية، وكذلك متوسط أعمار مقتني الكتب حوالي /20/ عاما، وقد ضم المعرض نحو /10/ آلاف عنوان من مختلف دور النشر السورية.

أسامة الرضوان
سلمان الشعراني وعائلته