انتشرت المبادرات الإنسانية في "سورية" في محاولة للتخفيف من الآثار الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، وتعد مبادرة "حبة دوا" الشبابية، واحدة من هذه المبادرات الإنسانية التي انطلقت عبر صفحة على "فيس بوك"، لتنتشر كوسيلة تواصل بين المتبرع والمستفيد تحت مظلة إنسانية غير ربحية، فساعدت كثيرين على تأمين أدويتهم، ومع الوقت والاستمرارية أثبتت وجودها وامتلكت جميع مقومات المصداقية.

صلة وصل

يقول مؤسس ومدير مبادرة "حبة دوا " "أحمد وليد برو": "إن المبادرة بدأت تزامناً مع العقوبات المفروضة على "سورية"، وهذا ما خلق إحساساً بالمسؤولية تجاه مجتمعنا الذي يصارع في ظل هذه التداعيات وأهمها الصحية، فتم إطلاق هذه المبادرة بالتعاون مع مجموعة من الشباب والأطباء والصيادلة والممرضين، لنكون صلة وصل بين أشخاص يمتلكون الأدوية في منازلهم، وإيصالها بمهنية عالية لمن هم بحاجتها، حيث يكتب صاحب الدواء أسماء أدويته على صفحتنا، ويقوم الفريق الطبي والإداري المتطوع بفلترة هذا المنشور، والعمل على كيفية طرح اسم الدواء بعد أن يستوفي الشروط المطلوبة، وهي أن يكون ضمن مدة الصلاحية ومسجل في وزارة الصحة، و أن لا يكون دواءً عصبياً أو نفسياً لا يصرف إلا بموجب وصفة طبية".

مواقف إنسانية

ويضيف "برو": "يوجد زملاء متخصصون ومتابعون لحظة بلحظة من أطباء وصيادلة، عملهم التأكد من الصلاحية والتأكد من صحة التخزين للطرح، وأكثر الصعوبات التي تواجهنا إيصال الدواء من محافظة إلى أخرى بسبب الشحن، فبعض شركات الشحن ترفض توصيل الدواء، وهنا نستعين ببعض الأشخاص من فاعلي الخير، وهناك مواقف حصلت في عائلة "حبة دوا" تستدعي الوقوف عندها لما تحمله من مواقف إنسانية، حيث اقتسم مريض علبة دوائه الوحيدة مع مريض آخر كان بحاجة للعلاج".

أدوية المتبرعين في صفحة حبة دوا على فيسبوك

ويتابع: "الأفكار ولاّدة وتتبلور لتوسيع نطاق المبادرة، فمستقبلاً سيتم تقديم استشارات طبية مجانية في الأسبوع، كالاستشارات الجلدية أو القلبية من خلال تنسيق مسبق بين "حبة دوا" والمريض مع الطبيب الاختصاصي المعني".

أولويات

تركز المبادرة على كبار السن خاصة ممن يأخذون أدوية الضغط والقلب ومميعات الدم والسكري والربو، وتتم متابعة حالة المريض شهرياً.

السيد أحمد وليد برو

ويشير "برو" إلى التفاعل الكبير من قبل المجتمع الأهلي وردة الفعل الإيجابية لدى المواطنين وتفاعلهم، والرغبة بالمساهمة ليس فقط بعلبة دواء، حيث استلمنا من بعض الأشخاص أجهزة طبية لفحص السكري والضغط، بالإضافة إلى العكازات والنظارات الطبية وغيرها، وتجدر الإشارة إلى احترام الخصوصية بعدم الإفصاح عن الأسماء وحفظها في داتا خاصة.

دعم وتسهيلات

في السياق نفسه يقول الدكتور "صفوان عابدين" إن مبادرة "حبة دوا" من أرقى وأهم المبادرات الخيرية الإنسانية التي تعنى بتأمين وتوصيل الأدوية بمختلف أنواعها على نطاق واسع في المحافظات السورية، وعلى سبيل المثال فقد ساهمت المبادرة في دعم العديد من السيدات الناجيات من سرطان الثدي وتأمين أدوية ما بعد العلاج لهنّ، وتأمين الأدوية أيضاً لمن هنَّ على قيد العلاج، وجميعنا يعلم مدى غلاء هذه الأدوية في الصيدليات الخاصة".

رسائل أشخاص يطلبون أدوية معينة على صفحة حبة دوا على فيسبوك

ومع تزايد التفاعل الشعبي المشكور لمبادرة "حبة دوا" ترتفع أصوات الدعم والتشجيع من الهيئات الرسمية لدعم هذه المبادرة الإنسانية، كما يقول الدكتور "محمود شبار" نقيب الصيادلة في محافظة" اللاذقية" لمدوّنة وطن، مؤكداً دعمه الكامل لهذه المبادرة التي تبلسم أمراض وأوجاع المرضى الفقراء في "سورية"، وتقديم كل التسهيلات لاستمرارها وانتشارها لتصل إلى أكبر عدد من المرضى، و لذوي الشهداء والجرحى.

إشادة وامتنان

من خلال متابعة صفحة المبادرة على فيسبوك، يمكن ملاحظة الاستجابة السريعة من قبل البعض لتأمين الأدوية، وجل التعليقات المنشورة تعبر عن مدى امتنان المرضى والإشادة بالمهنية والاحترام وسرعة الرد.

المريضة "أمل" التي تحفظت عن ذكر اسمها بالكامل، تحدثت بامتنان حول أسلوب التواصل المحترم والسرعة في تأمين أدوية السكر والضغط لوالدتها، وهذه حالة إنسانية من عدة حالات أنقذتها المبادرات الأهلية الخيرية كمبادرة "حبة دوا".