اكتشف والده ميوله للموسيقا ومدى اندماجه معها منذ الأشهر الأولى وبدأ معه تدريبات على آلة الكمان، وجعلها ذلك الآلة المفضلة لديه حتى نال جائزة كان فيها العازف الأول على مستوى "سورية".

"فراس حرب" ابن محافظة" السويداء" طالب الحادي عشر الثانوي اعتاد منذ الصغر أن يفرد ساعات للموسيقا في تدريبات يصفها بالصعبة، فلهذه الآلة نمط خاص من التدريبات تختلف به عن غيرها من الآلات الموسيقية.

بعد رحلة طويلة حاولت فيها تقديم الوقت والجهد ليتابع "فراس" موهبته ويصل إلى بداية الطريق، وكان له ما اختار مع نيله جائزة رفيعة ليتابع اليوم مع الموسيقا دراسته ويستعد لمراحل قادمة، لم أعد فيها مدربه كونه تقدم بشكل كبير

بداية الطريق

يقول "فراس": «والدي عازف كمان وموسيقي اختار الكمان كآلة أحبها واستمتع بجمالياتها ودعاني بمحبة إلى هذا العالم منذ السنوات الأولى من عمري، وأذكر أنني عندما كنت بعمر الأربع سنوات وقفت على المسرح وعزفت، ومنذ ذلك التاريخ لم يخرج الكمان من دائرة اهتمامي وكان لا بدّ من تجاوز التدريبات مع والدي بنجاح».

فراس مع والده حسين حرب

يحدثنا "فراس" عن مرحلة أولى تابع فيها التدريبات تحت إلحاح من والده، هذه الفترة كانت الأصعب تبعاً لطبيعة التدريب وما يفرضه على المتدرب من صبر وتعب، إذ إن العازف في هذه المرحلة لا يعزف أغانيَ أو مقطوعات بعينها، هي تدريبات تقنية تدرب العازف على مهارات التعامل مع الآلة وكيفية إخراج العلامات بالشكل الصحيح.

الشاب يقر بفضل والده وهو معلمه الذي أفرد له ساعات طويلة من التدريب والاهتمام، حتى انتقل من مرحلة التعلم إلى الإتقان والتميز ليصبح العزف هوايته ومشروعه المستقبلي ويتطور بهدوء ودون ضجيج.

جائزة المركز الأول في المسابقة السورية الأولى لعزف الكمان

خطوة التميز

يتابع "فراس": «لم أظهر على المسرح إلا مرات قليلة لعدة أسباب، قد يكون أحدها نقص الاهتمام بالمواهب، لكن ذلك لم يكن ليشغل بالي فأنا أتدرب على نوع خاص من الموسيقا الكلاسيكية العالمية، وأشعر أن هذه الموسيقا هي الأقرب إلى روحي، وبعزفها أجد فرصة كبيرة لأكون أكثر معرفة بالموسيقا العالمية، وما ينتشر على مستوى العالم وكل المعزوفات التي ارتبطت بأسماء العازفين العالميين من مقطوعات تسحرني وأمضي ساعات طويلة بالتدرب عليها ليكون عزفي بالمستوى المطلوب».

التحق "فراس" بمعهد "فريد الأطرش" في "السويداء" وتلقى تدريباً جيداً من عدة مدربين، لكن لم يكن له نصيب بالمشاركة بحفلات صولو أو عروض تظهر موهبته، إلى أن ظهر بشكل متميز خلال مسابقة على مستوى "سورية" ونال فيها المركز الأول نهاية العام الفائت على مسرح دار الأوبرا في الواحد والعشرين من شهر تشرين الأول.

يقول: «تقدمت للمسابقة الوطنية الأولى لليافعين على آلة الكمان لأختبر ما لدي بثقة كاملة بمهاراتي، وحاولت تقديم أفضل ما لدي مع العلم بالمستوى العالي للمسابقة الذي يتطلب مهارة عالية وجهداً كبيراً، وهذا ما حفزني أكثر على الاستمرار وخوض التحدي لأحقق الفوز بجدارة وأخطو خطوتي الأولى في مجال الجوائز والمسابقات، وهذا بحد ذاته إنجاز أشعرني بالرضى».

جدارة الأداء

الشاب الذي لمع اسمه بهذه المسابقة وأخذت تشكل خطوته القادمة لعازف عير اعتيادي ظهر دون ضجيج، يخبرنا عن دروس غنية وتدريبات راقية حصل عليها على يدي الدكتور "نسيب رضوان" كانت مدخله للموسيقا العالمية، وما قدمه له من اهتمام جعله يبتعد عن الاهتمام بعزف الأغاني العربية والغربية، بل ارتفع معه إلى أعمال الموسيقيين العظماء مؤكداً جدارته بتأديتها.

ويقول: «ميزة العازف الناجح من وجه نظري الاجتهاد في متابعة ما يطور مشروعه الموسيقي ويكثف مهاراته، لذا أفرد الكثير من الوقت لمتابعة الموسيقيين العالمين "Paganini" و"Bach"، أعيد وأتدرب على كثير من المقطوعات والأعمال التي أرشدني لها أستاذي الدكتور "نسيب" وأكثر ما شغلني كان "Paganini Capric" وهي مقطوعات رائعة أستمتع كثيراً بأدائها وإتقانها».

استعداد للقادم

سنواته الأولى بقيت في ذاكرة والده الذي تعود العزف في المنزل، ويبدو أن الطفل استمع ومال إلى الموسيقا كما أخبرنا "حسين حرب" والده الذي اشترى له بعمر الثلاث سنوات كماناً صغيراً ليباشر بتدريبه وتابعه حتى أصبح شاباً، لكنه اليوم تقدم بشكل يفرحه، واتخذ نوعاً من الموسيقا الغربية يختلف عن الذي اختاره الوالد.

ويقول: «بعد رحلة طويلة حاولت فيها تقديم الوقت والجهد ليتابع "فراس" موهبته ويصل إلى بداية الطريق، وكان له ما اختار مع نيله جائزة رفيعة ليتابع اليوم مع الموسيقا دراسته ويستعد لمراحل قادمة، لم أعد فيها مدربه كونه تقدم بشكل كبير».

"فراس حرب" طالب في الصف الحادي عشر، متفوق ولديه طموح باجتياز الشهادة الثانوية بتفوق، ليتابع دراسته الموسيقية والأكاديمية بما ينسجم مع موهبته وعلاقته مع الكمان والموسيقا العالمية.