لا ينتظر من يتصدى للعمل الإنساني أيّ مقابل لقاء ما يبذله من جهد ويكرّسه من وقت في سبيل تأدية أعمال يعدّها من واجبه ولا شكر عليها، وفي هذا السياق جاءت مبادرة السيدة "فاطمة خليل" من مدينة "القامشلي" التي أطلقت صندوقاً لجمع التبرعات في منطقتها، فاستقطب الأطفال قبل الكبار، في مبادرة لمد يد العون والمساعدة لكل من يحتاجها فقيراً كان أو مريضاً.

الهدف إنساني

في حديثها عن تجربة الصندوق تقول "فاطمة" لمدوّنة وطن "eSyria": «بعد انتشار وباء كورونا، توقفت الحياة عند أسر كثيرة، وازدادت الحاجة للمساعدة، فقررتُ جمع التبرعات لهم، كانت البداية بنداء استغاثة عبر الـ"واتس آب"، كثيرون لبوا النداء واستطعت جمع مبلغ مالي قمت من خلاله بتأمين المستلزمات الضرورية لعدد من الأسر التي لا معيل لها.. الفكرة كانت ناجحة وهو ما شجّعني على الاستمرار وتعزيز فكرتي، فكان قرار الصندوق، حيث تبرع بصناعته أحد النجارين في المدينة، وضعته في محلي الخاص، وبدأت بجمع التبرعات، وأكثر ما يسعدني منظر الأطفال يتراكضون إليه بفرح لوضع مبالغ بسيطة فيه».

أي عمل خير أدفع من الصندوق، قبل أيام وضعوا خيمة عزاء في شارعنا، تبرعت بمبلغ مالي لتقديم وليمة المتوفى، كانت بادرة اجتماعية إنسانية طيبة، وكل أسرة أسمع أنّها محتاجة، أتفقدها وأتيقن بنفسي من واقعها

"فاطمة" تصدت لعمل الصندوق بشكل ذاتي، وهي تعطي الأولوية للمرضى وشراء الأدوية، بعد أن تتأكد من المريض والأسرة، وأحياناً تكون هناك مبالغ مادية في الصندوق تكفي لمبادرة أخرى، فتتصدى لها، من بين تلك المبادرات واجب خيمة العزاء، تقول عن ذلك: «أي عمل خير أدفع من الصندوق، قبل أيام وضعوا خيمة عزاء في شارعنا، تبرعت بمبلغ مالي لتقديم وليمة المتوفى، كانت بادرة اجتماعية إنسانية طيبة، وكل أسرة أسمع أنّها محتاجة، أتفقدها وأتيقن بنفسي من واقعها».

مشاركتها في الإشراف على إنجاز معرض خاص بالنساء في المركز الثقافي

إشادة وتقدير

الإشادة كبيرة بما قامت وتقوم به "فاطمة خليل" من عمل نبيل، حيث كرست جهدها لهذا العمل الإنساني ولو كان على حساب بيتها وأولادها، هذا ما قاله الدكتور "ريبر مسوّر" وأشار إلى عديد المواقف التي قامت بها وما تزال بشكل دائم، وخاصة مبادرة صندوقها الخشبي الذي شجع الكثيرين على الخير وتقديم المساعدة.

الـ"مسوّر" سمع من أهالي المدينة عن فكرة الصندوق وصاحبة المبادرة، فكان ذلك حافزاً ومشجعاً له للذهاب والتوجه إليه والتعرف على تفاصيله، يقول عن ذلك: «أجمل مشهد يمكن رؤيته عندما ترصد طفلاً يتجه للصندوق ليقدم مبلغ بسيطاً قد لا يتجاوز 200 ليرة ضمن الصندوق، بالنسبة للكثيرين يعدُّ هذا المبلغ متواضعاً ولكن الفكرة هي تربية الأبناء على حب الخير ومساعدة الآخرين، كل ذلك يعود الفضل فيه للسيدة "فاطمة" التي تبذل جهوداً رائعة في هذا المجال الإنساني والاجتماعي».

دعم المرأة

اكتسبت فكرة الصندوق الخشبي احترام الأهالي وتقديرهم للتجربة المتميزة والنادرة على مستوى المنطقة، كونها تتجه بالدرجة الأولى لشراء الأدوية والاهتمام بالجانب الطبي، إلى جانب مبادرات أخرى تقوم بها "فاطمة" لتعزيز دور المرأة في المجتمع ومساعدتها، هذا ما قالته "فائزة القادري" مديرة المركز الثقافي بمدينة "القامشلي" والتي استقبلت مبادرة من مبادرات "فاطمة" تقول عنها: «لا يتوقف عملها الإنساني والاجتماعي على فكرة الصندوق، فقد شاركت في معرض خاص بالنساء ضمن مركزنا، لمساعدة النساء المحتاجات واللواتي يتقنّ مهنة وهواية الأعمال اليدوية، قدمت جهداً كبيراً في سبيل إنجاز المعرض والإشراف عليه لعدّة أيّام، كل همها وهدفها دعم النساء والأسر المحتاجة، وتحديداً الأسر التي تعيلها النسوة».

"فاطمة محمد خليل" من أهالي مدينة "القامشلي" 1983 وأجري اللقاء معها عبر مدوّنة وطن بتاريخ 13 آذار 2022.