منذ أن كان في السادسة عشرة من عمره رافق "شمس الدين الشعار" من مدينة "سلمية" والده في تسوق الصوف الأوروبي والسوري من "دمشق" و"حلب"، وظل تحت مظلته حتى عام 1985 حيث لازم والده المرض وتسلم إدارة المحل، فزاد عليه ما يلبي حاجة الخياطين ونساجيّ التريكو بأسعار منافسة للسوق وما زال مواكباً لكل جديد لينال ثقة الجميع.

رحلة التميز

بداية انطلاقة أصواف "الشعار" حسب قول "شمس الدين"، كانت في عام 1955، على يد الراحل "جمال الشعار أبو علي" ، والد "شمس الدين" الذي افتتح حينها محلاً لصنع (العقالات) العربية من (غزل مرعز)، وهي لباس أهل المنطقة تاريخياً في ذلك الزمن، والمكون من جلابية أو قنباز، ومع ما يسمى "قضاضة" بيضاء أو الشماخ الذي يوضع على الرأس ويثبت بواسطة البرايم.

صنع الراحل "أبو علي الشعار" مع (العقالات) سمعة طيبة وزبائن أوفياء، وفي عام 1960 أدخل في تجارته أصواف تحيكها النساء، كـ(الكنزات) الشتوية التي تحاك بواسطة صنّارة أو صنارتين لأفراد أسرهن أو (كنزات) صيفية من خيوط الحرير، وكان من الأوائل في تأمين حاجة السوق، ولا سيّما في موقعه وسط المدينة جانب الحمام الأثري، وأسعاره المناسبة.

المربية وهاوية الصوف دعد الماغوط

مهارات العمل

الخياطة عصرية العلي

يقول "شمس الدين": <<كنت أساعد والدي في عمله منذ الصغر، وأجد متعة في مرافقته في شراء البضائع ومستلزمات المحل من "حلب" و"دمشق" أسبوعياً.. كانت البضائع متوافرة بكثرة وبأسعار زهيدة، أما الآن فالتسوق والسفر معاناة كبيرة بسبب ارتفاع الأسعار ويرافقه ركود في الأسواق بسبب ظروف الأزمة>>.

ويضيف" الشعار": <<تعلمت مهارات التعامل مع التجار والزبائن في المحل، وأدخلت إليه كل ما يحتاجه الزبائن من مستلزمات الخياطة ونسيج التريكو، وبعد مرض والدي وتسلمي لإدارة المحل أضفت إليه الكثير من طلبات الزبائن، بالإضافة لحاجات مدرسة الفنون النسوية من مستلزمات الخياطة ومن لوحات التطريز وخيوطها المتنوعة، وبأسعار مناسبة ومشجعة لكل مبتدئة، ودعمها للوصول لمرحلة الاحتراف والانتشار في المنطقة، وقد علمت أبنائي هذا العمل بالإضافة لمتابعتهم الدراسة وحصولهم على الشهادات الجامعية وأبناء أقاربي أيضاً>>.

شال صوف من أعمال دعد الماغوط

َمشاريع نسوية

اكتسبت أصواف "الشعار" شهرتها في المنطقة ليس فقط من جودة البضائع والأسعار المنافسة، وإنما أيضاً من تقديم أصحابها يد المساعدة لكل راغبة بتعلم مهنة الحياكة وافتتاح مشروعها.

تقول "دعد الماغوط" مدرسة لغة إنكليزية وهاوية في حياكة الصوف: <<تعلمت الحياكة منذ كنت في المرحلة الإعدادية في حصص التدبير المنزلي، وكانت هوايتي الخياطة وحياكة الصوف بصنارة واحدة، ومع أنني أكملت دراستي الجامعية ومن ثم عملت مدرسة، إلا أنه وبسبب الظروف المعيشية وجدت في عملي على صنارة واحدة مجالاً لزيادة الدخل لمساعدة عائلتي على العيش الكريم، ولقد ساعدني التعامل مع أصواف "الشعار" منذ 2005، على المتابعة في هوايتي هذه، فقد كنت أبتاع الخيوط الصوفية بكل أنواعها من محلهم، وأصنع منها بداية ألبسة لعائلتي، ثم زاد إنتاجي فصنعت الشالات النسائية وألبسة الأطفال وأغطية الطاولات، وأقوم بعرضها في محلي لتسويق الألبسة الشرقية>>.

بدورها تقول الخياطة "ولاء درويش" حاصلة على الثانوية: <<بدأت بالخياطة في عام 2012 حيث اتبعت دورة في مشغل للخياطة وتابعت في تصميم الملابس الشرقية كالعباءات والجلابيات.. تعاملت مع محل أصواف "الشعار" منذ عام 2012 وكان داعماً لي فقد اشتريت مستلزمات الخياطة من عنده، فبضاعته ذات جودة عالية وأسعارها مقبولة ومنافسة بالسوق>>.

الخياطة "عصرية حسين العلي" تقول: <<تعلمت في البيت وزادت خبراتي باتباع دورة للخياطة، فصممت الملابس لأفراد أسرتي ولأقاربي وجيراني، ودائماً ما أحببت تصميم الملابس ووجدت فيها دعماً في معيشة الأسرة، وكان "شمس الدين الشعار" صاحب محل أصواف "الشعار" منذ 12 عاماً داعماً لي وساعدني في تعلم المهنة، فاقتنيت من عنده كل مستلزمات الخياطة ابتداء من المقص، ثم زينة الملابس كالكلف وحبات الألماس، ومنذ ثلاث سنوات بدأت بورشة خاصة بي تعمل فيها خياطتان وأقوم بتسويق الملابس الشرقية لريف "سلمية">>.

أجري اللقاء في 11 آذار 2022.