أكثر من ثلاث سنوات مرّت ولا تزال أنشطة منتدى "نساء سلمية ونفتخر" مستمرة ومتواصلة بل تكبر يوماً بعد آخر بانضمام سيدات جدد ملأن أوقات فراغهن بأنشطة ثقافية واجتماعية ومهنية، وبحوارات جادة لكل ما يواجههن من مشاكل حياتية، والأهم تخفيف الضغوط النفسية عنهن، وتحويلها إلى طاقة إيجابية، وهكذا كبرت عائلة المنتدى لتضم حالياً أكثر من 200 امرأة بعدما بدأت بـ14.

أهدافُ المبادرة

انطلقت المبادرة من فكرة كسر الفراغ بعد التقدم في السن والإحالة على التقاعد، والتحول إلى ممارسة أنشطة تعود بالنفع على المجتمع ككل، من هنا جاء اجتماع تأسيس المبادرة في 13 شباط 2018 حيث بدأ الاجتماع بأربع عشرة امرأة وأصبح العددُ الآن مئتين.

تقول المربية "صباح شاهين" 1954: <<تقاعدت منذ تسع سنوات وأرفض أن أعيش بعد التقاعد في زوايا البيت والحارات أستجدي إحسان الزائرين ببعض الدقائق يتصدقون بها من أوقات فراغهم، وأعدُّ مرحلة ما بعد التقاعد بداية حياة جديدة ولقد ألقيت محاضرة في هذا الصدد، وأصبح هاجسي وسعادتي الحقيقية عندما تخرج امرأة من حالة حزن أو مرض، أو عند المساعدة في عمل خير يخدم الناس، ورغم كل الظروف المحيطة بنا يجب أن نساهم في ترميم بعضنا بعضا>>.

المربية المتقاعدة صباح شاهين

تجربةٌ إنسانيّة

ربة منزل نعمات الخالد

بدورها تتحدث ربة المنزل "جمانة قاسم" عن تجربتها خصوصاً بعد استشهاد ولدها، وكيف كانت في حالة من الحزن والزهد في الحياة، والتزمت البيت حتى أنها حسبت العمر انتهى، إلى أن جاءت دعوة المربية "صباح شاهين" كنافذة ضوء لتنقلها إلى عالم الحياة، فانتسبت للمنتدى منذ ثلاث سنوات، ويعدُّ يوم الاجتماع الأسبوعي من المواعيد المقدسة بالنسبة لها، فهو السبب الذي ساهم عن طريق الأنشطة الاجتماعية والثقافية والترفيهية بتخفيف الحزن عن كاهلها، بل هي سعيدة ومتفائلة وتهتم بصحتها، وتعدُّ المربية "صباح" أمّاً وأختاً وصديقةً للجميع، فقد بدّلت حياتها الحزينة بحالة من الفرح ومصالحة مع الحياة، وجعلتها تشعر بذاتها وكيانها وأخرجتها من النفق الأسود الذي كانت تعيش فيه.

(فشة خلق)

تجربة أخرى جسّدتها السيدة "حكمت بربر" 1970، التي لم تترك والدها بعد وفاة والدتها وحيداً، فهي تهتم به وتعمل في بيع العطورات والألبسة المستعملة، وتقول عن منتدى نساء "سلمية" الذي انتسبت إليه منذ سنتين: <<المنتدى يضم نساء دون النظر لأي مؤهل علمي، وهو غير ملزم بأي اشتراكات مالية شهرية، أو تبرعات لأي جهة معينة، وغير ملزم بهدايا أو مناسبات ضمن المجموعة، وأما عن المشاركة بمناسبات الأفراح والأتراح فذلك يعود لمن تساعدهن ظروفهن دون إلزام أيضاً، والحضور بحسب ظروف كل امرأة.. تتخلل الاجتماعَ تجاربُ نسائية ومحاضرات وحكم ومواعظ واستضافة بعض الشخصيات الاجتماعية الناجحة وممارسة نشاطات تجارية وتسويق منتجات بيتية أو ألبسة لبعض النساء، وأنا منهن، بالإضافة للفقرات الفنية الترفيهية وعرض بعض المواهب، وفقرة "فشة خلق">>.

ترتيبٌ للذات

من جانبها تقول السيدة "نعمات الخالد" ربة منزل وأرملة 1960 وهي تعيش وحيدة منذ 2015 بعد أن هاجر أولادها، وزوّجت بناتها إلا الصغرى الموظفة في "دمشق" وأيضاً بعيدة عنها: <<كنت أقضي بعض الوقت في نادٍ رياضي صباحاً أو مساءً، أو أقوم بزيارة أخوتي، وأسافر لـ"دمشق" صيفاً حيث تقطن ابنتي، ولكن لم أكن راضية بشكل أو بآخر عن طريقة حياتي؛ حتى انتسبت لمبادرة المربية "صباح شاهين" في دعوتها نساء "سلمية"، ومن خلال هذا المنتدى قمت بدورة (كوافيرة) لأعتمد على نفسي في ترتيب ذاتي، لقد توسّعت دائرة معرفتي الاجتماعية بنساء كثيرات أخرجنني من وحدتي، ودعمتُ شخصيتي الخجولة لأكون حاضرةً أكثر، وزرتُ الكثير من المناطق السياحية التي لم أكن أعرفها قبلاً، وما زلت أتابع في هذا المنتدى من بداية تأسيسه وأعدّه سر سعادتي>>.

أجري هذا اللقاء في 14 أيلول 2021.