منذ صدور قرار إشهارها في 17 تموز عام 2018 عملت جمعية إيواء المسنين في "سلمية" على تقديم المساعدة الطبية للمسنين في المنطقة، وإقامة النشاطات الرياضية والثقافية لهم بما يضمن تأمين احتياجاتهم الصحية والنفسية وتغيير المفهوم السائد عن إيواء العجزة بشكل إجباري أو تخلي الأبناء عنهم، وإشغال وقتهم ثقافياً ورياضياً.

نشاطات الجمعية

وعن تأسيس الجمعية يقول مديرها المهندس "محمد السيد" لمدوّنة وطن: "اجتمع ثلاثون مثقفاً متقاعداً من ميسوري الحال في "سلمية"، لبحث إقامة دار للمسنين، وخاصة ممن يقيمون لوحدهم بعد تكرار حوادث الموت لمثل هؤلاء لرعايتهم والحفاظ على حياتهم ضمن نشاطات حضارية، واتفق الجميع على شعار الجمعية وهو عبارة عن مسنّ ومسنّة يحملان مظلة وهي قلعة "شماميس" الأثرية التي تميز "سلمية".

ويتألف الهيكل التنظيمي للجمعية من المهندس "محمد السيد" رئيساً لمجلس الإدارة، والمهندسة "خديجة عابدين" نائباً له، والمربية "سوسن شتيان" أمينةً للسر، و"المهندس "محمد الجرري" أميناً للصندوق.

الشرطي المتقاعد علي عزوز

ويضيف" السيد: "بعد استئجار المقر تمّ تقديم مشروع (أولاد الأصل) وهدفه تقديم أجهزة طبية، وتم التعاون مع" شبكة الأغا خان" التي دعمت الجمعية بثمانية ملايين ليرة سورية لتقديم أجهزة طبية خاصة بالمسنين، وهي 3 أسرّة و6 من الكراسي المتحركة و5 (ووكر) مفصل و5 (ووكر) عادي و10 عكازات و6 فُرش هوائية، وتتم إعارة هذه الأجهزة للمرضى المسنين حيث بلغ عدد المستفيدين ثلاثين مريضاً، والمشروع الثاني (الرياضة للجميع) ويعمل على تأمين صالة وتجهيزات رياضية ليمارس المسنون الرياضة، وهذه الخدمة مجانية لأعضاء الجمعية وأسرهم، ورمزية لغير الأعضاء، وتتضمن الصالة بساطاً للمشي، وأجهزة لياقة بدنية، بتكلفة بلغت سبعة عشر مليوناً ونصف المليون مقدمة من الشبكة، وثلاثة ملايين ونصف المليون من الجمعية، حيث بلغ عدد المنتسبين حتى الآن مئة شخص، أما المشروع الثالث فهو النادي السينمائي، ويقدم كل أسبوع فيلماً سينمائياً مختاراً بإتقان، معرفياً أو وثقافياً يعرض في قاعة الجمعية.

بما يليق بهم

يقول مهندس الميكانيك "عدنان عفارة" من مؤسسي الجمعية: "إنّ ما يميز الدار المزمع إقامتها، أنها ليست داراً للعجزة بل هي دار للمعيشة اللائقة للرجال والنساء المسنين ممن قضوا حياتهم بالعمل، وهم لا يريدون أن يكونوا عبئاً على أبنائهم أو أقربائهم في المغترب أو داخل المدينة، وقد صممت هذه الدار على أن يكون فيها غرف نوم مع المعيشة، وتتنوع بين غرف مفردة لرجل وامرأة مع الحمام و(التواليت)، وكذلك غرف مزدوجة (غرفة نوم وغرفة استقبال) لرجل وامرأته مع الحمام و(التواليت)، وجناح للغرف المفردة وجناح للغرف المزدوجة، وجناح كامل للخدمات الطبية والخدمية، وجناح كامل للمطعم وصالة رياضة ومسبح، بمعنى أن تصميم الدار جرى ليكون مكاناً للحياة المتكاملة للأعضاء وكأنه فندق، وسوف تخصص حدائق حوله لكل من يحب ممارسة الزراعة والعناية بالحدائق".

خطة الاستيعاب

ويضيف المهندس "عفارة" إن استيعاب الدار كمرحلة أولى 20 غرفة مفردة و20 غرفة مزدوجة و5 غرف استضافة لضيوف المقيمين في الدار، مع كامل الخدمات اللازمة للمعيشة وممارسة الرياضة والعناية الصحية والثقافية، حيث تحتوي الدار على صالة للمطالعة وتناول المشروبات الساخنة والباردة وكذلك صالة عرض لبعض الأفلام السينمائية المميزة، كما تتضمن وضع نظام لتشغيل الدار، وسوف يقرُّ في مجلس الإدارة.

الشرطي المتقاعد "علي عزوز" 1951 انضم لجمعية المسنين في شباط 2021، وقد وجد في الجمعية البيئة التي تناسبه بعد التقاعد حيث الرياضة والنادي السينمائي وتقديم المساعدات الطبية لكل الأعضاء وذويهم، ويوضح أنه استعار من الجمعية لوالدته العاجزة فرشة طبية بأجر رمزي، وهذا المبلغ يصرف على ترميم وإصلاح الأدوات إذا تعرضت للأعطال، ولكن للأسف توفيت والدته منذ شهرين.

بدوره يبين"وليد صبح" حجم المساعدات التي قدمتها جمعية المسنين الطبية لوالده المصاب بكسرين في الحوض، حيث أعارته سريراً طبياً منذ شهرين ولا يزال والده قيد المعالجة، ويقول إن المساعدات التي تقدمها الجمعية توفر التكاليف المادية الباهظة على ذوي الدخل المحدود، لأنه من الصعب تأمين هذا السرير بسبب غلاء سعره.

معوقات العمل

عود على بدء، يختم مدير الجمعية "محمد السيد" حديثه عن معوقات العمل التي تتركز حسب وصفه: "بعدم وجود الأرض التي ستقام عليها الدار، وعدم وجود متبرعين داعمين بسبب الحصار الاقتصادي، كما لم تقدم وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أي دعم لإقامة المبنى، فضلاً عن وجود صعوبات أخرى تتمثل بعدم وجود خط (إنترنت) للجمعية رغم وجود الهاتف الأرضي، إضافة لجائحة كورونا التي ألقت بظلالها على نشاطات الجمعية".

أجري هذا اللقاء في مقرّ الجمعية في 6 آب 2021.