وسط مدينة "حلب" وبين شارع (الفيلات) بحي "السليمانية" وقريباً من حي "الميدان" الصناعي يقع ملعب "رعاية الشباب" الرياضي، ضمن منشأة تعود ملكيتها لمديرية التربية بمدينة "حلب" وتضم الملعب الرئيسي لكرة القدم ذا العشب الطبيعي، ومضمار ألعاب القوى، ويحسب لهذا الملعب احتضانه للكثير من النشاط الرياضي المتنوّع، كما أنه يوفر مكاناً لتدريب الرياضيين بشكل عام وللمشاركين في المسابقات المحلية والخارجية بشكل خاص.

تاريخ وبناء

يروي مدير المنشأة الزميل الصحفي "عبد الله مروح" في حديثه لمدوّنة وطن كثيراً من تفاصيل العمل في المنشأة منذ بدايتها، وما يجري تنفيذه من أعمال وصيانة للمحافظة عليها، يقول: «منشأة وملعب "رعاية الشباب" القبلة المفضلة والمحببة لأغلب رياضيي المدينة سواء من فرق كرة القدم أو لاعبي القوى، نظراً لوقوع المنشأة وسط المدينة وسهولة الوصول إليها من جميع المناطق والأطراف، عدا عن أرضية الملعب الملائمة والعشب الطبيعي الذي يكسو كل أجزائه».

منشأة وملعب "رعاية الشباب" القبلة المفضلة والمحببة لأغلب رياضيي المدينة سواء من فرق كرة القدم أو لاعبي القوى، نظراً لوقوع المنشأة وسط المدينة وسهولة الوصول إليها من جميع المناطق والأطراف، عدا عن أرضية الملعب الملائمة والعشب الطبيعي الذي يكسو كل أجزائه

ويضيف: «قامت مديرية التربية بمدينة "حلب" ببناء الملعب في خمسينيات القرن الماضي، بأرضية ترابية، وسط هضبتين وبسور حجري يلفه من جوانبه الأربعة، وكان الهدف الأساسي من تجهيزه إقامة النشاط الرياضي المدرسي المتنوع لجميع الحلقات، وتدريبات الحصص العملية لطلاب المعهد الرياضي للذكور والإناث معاً، ونال هذا الملعب شهرة واسعة واحتضن أكثر من بطولة مدرسية مركزية على مستوى القطر، وآخرها في موسم 2008».

الزميل الصحفي عبد الله المروح مدير الملعب

تاريخ رياضي

اللاعب الدولي السابق أحمد وتد

تضم المنشأة حسب قول مديرها: «الملعب الرئيسي لكرة القدم وهو بطول 105 أمتار وعرض 65 متراً، إضافة لمضمار رئيسي لألعاب القوى بجودة عالية مؤلف من 6 حارات، وكانت المنشأة تضم قاعة لمحكمة قانونية أنشأت أثناء الوحدة بين "سورية" و"مصر" وتم هدمها فيما بعد، وكذلك كان فيها ملعب مكشوف لكرة اليد، وفي عام 1976 تمت إعادة تأهيل المنشأة بالكامل خلال استضافة "سورية" للدورة العربية، وخلالها تم بناء المدرجات لأول مرة وهي بسعة 10 آلاف متفرج جلوساً، وقبل تعشيبه كان يستضيف مباريات الفروسية، وفي عام 1985 تمت زراعته بالعشب الطبيعي لأول مرة، وللاستفادة منه بشكل أكبر تم بناء المعهد الرياضي بجواره».

ويشير "مروح" إلى استضافة الملعب للعديد من مباريات الدوري العام، وآخرها كان قبل 5 سنوات حيث استضاف 3 مواسم متتالية لدوري الدرجة الممتازة بدءاً من موسم 2017 حتى 2020، وكذلك استضاف كل النشاطات الرياضية في المدينة لمختلف الأندية والفئات، وكان الملعب الوحيد الجاهز بعد التحرير لاستقبال النشاط الرياضي الكثيف، ومؤخراً وقبل شهر احتضن معسكرات المنتخبات الوطنية للرجال والأولمبي والشباب لكرة القدم.

مدخل الملعب

عودة ميمونة

ويتابع الكابتن "مروح" حديثه للمدوّنة قائلاً: «تعرّض الملعب خلال الأزمة للقذائف ما جعله خارج الخدمة، لكن ومع بدء التحرير تضافرت الجهود مجتمعة لإعادة الحياة والحيوية إليه، والبداية كانت من تنظيفه، ثم إعادة زراعته بالعشب الطبيعي مع تركيب شبكة الري والسقاية اليومية، وخلال فترة قصيرة من المتابعة وجهود عمال الملعب الأربعة فقط، عاد للملعب رونقه ولونه الأخضر، واستطعنا بزمن قياسي احتضان مباريات الدوري العام لكرة القدم لمدة 3 مواسم، وأشهر تلك المباريات مباراة "الاتحاد" و"الجيش" عام 2018 بحضور 10 آلاف متفرج».

ويحسب للملعب -وفق "مروح"- احتضانه جميع مباريات الفئات العمرية والمدرسية والمركزية، والحصص التدريبية والمباريات الودية والرسمية لأندية "الاتحاد" و"الحرية" و"عفرين"، وتمارين واختبارات حكام الكرة وبشكل نصف سنوي، وأيضاً احتفالات ومهرجانات وفعاليات الطائفة الأرمنية التي يقيمها نادي "اليرموك" سنوياً ويحضرها مشاركون من مختلف دول العالم.

نجوم وأضواء

إضافة لكرة القدم يضم الملعب -كما يبين مدير المنشأة- مضماراً بجودة عالية لألعاب القوى يتم التمرن عليه بشكل يومي، ويحسب لهذا المضمار دوره في جهوزية ونجومية الكثير من نجوم المنتخب الوطني في هذه اللعبة، ومنهم "محمود وفايز خيرات" و"ماهر رز" و"منيرة الصالح" و"رولا همبرصوميان" و"غفران محمد" و"أحمد خانطوماني" و"محمد أوسو" وغيرهم، وكذلك من لاعبي الوثب العالي والثلاثي ورمي الرمح، مثل "حمزة إسماعيل" و"محمد ملا خلف" و"عبد الرحمن قاسم" و"محمد حزوري".

ويعرب مدير المنشأة عن أمله في التزام الرياضيين والجمهور بالحفاظ عليها وعلى النظافة العامة فيها، وأيضاً تنسيق مواعيد التدريبات قبل فترة خشية حدوث تضارب بالمواعيد، مبيناً أن الملعب مجاني لا يتقاضى أي رسوم لقاء اللعب والتمرين، وهو يفتح أبوابه في الثامنة صباحاً ويغلق في الخامسة مساءً.

شهادات رياضية

يروي الصحفي الرياضي "جمال الدين نشاوي" الكثير من ذكريات هذا الملعب: «ذكرياتي في هذا الملعب تعود إلى فترة السبعينيات، وعلى هذا الملعب نال فريق "الحرية" بطولة الدوري العام لكرة القدم موسم 1994 بعد فوزه على "الوحدة" بهدفين لهدف، وأيضاً استضاف الكثير من اللقاءات الحماسية والندية بين ناديي "الحرية" و"الاتحاد".. وما يميز هذا الملعب وقوعه وسط المدنية وسهولة الوصول إليه، وأرضيته المرنة ومدرجاته المريحة».

بدوره يعود اللاعب الدولي السابق "أحمد وتد" بذكرياته لأيام خلت على ملعب "رعاية الشباب"، يتذكر الأيام التي كان فيها لاعباً مع ناديه "الاتحاد" وثم "الشرطة" و"المنتخب الوطني"، والأهداف التي سجلها أمام الجماهير الغفيرة التي كانت تحضر وتتابع وتصفق لنجوم الكرة.

"حمدي قواف" مشجع رياضي يقول: «في فترة السبعينيات اشتريت ثمن بطاقة دخول بليرتين لحضور مباراة مع المنتخب الصيني، ولم تكن هناك مدرجات على جوانب الملعب وإنما كانت المدرجات عبارة عن تلتين متقابلتين، وتابعت بعدها حضور الكثير من المباريات لفريقي "الاتحاد".. وأتذكر أنه في أحد اللقاءات كان الحكم الراحل "عدنان بوظو" يقود إحدى مباريات الدوري العام، كما كان الملعب يستضيف الفرق الأجنبية التي تحضر للعب في "سورية"، وفي كل فترات الصيانة لملاعب المدينة الرئيسية يكون هذا الملعب في أتم الجهوزية لاستقبال النشاط الكروي المتعدد والمتنوع».

تم إجراء اللقاءات والتصوير داخل ملعب "رعاية الشباب" بتاريخ 16 آب عام 2021.