حفظ القرآن الكريم منذ طفولته على يد شيخ لقّنه الآيات، وبعد افتتاح المدارس حصل على (السرتفيكا) وبعدها الإعدادية، ثم الثانوية العامة عام 1958، ليلتحق بعدها بقسم اللغة العربية في جامعة "دمشق" ويتخرج عام 1976، ويبدأ مشوار حياته الأدبية معلماً وكاتباَ وروائياً، وهو الذي ما زال يمضي جلّ وقته في المطالعة رغم بلوغه سن التسعين.

ذكريات

اقتدى "سليمان الشيخ ياسين" المولود في "سلمية" 1932، بوالده الذي حرص على تعليمه هو وأخوته، ويتذكر "سليمان" كيف كان يرافق أخاه إلى الشيخ "علي زينو" ليحفظ عنه القرآن، ليكمل بعدها مسيرته الدراسية بمراحلها المختلفة التي توّجت بحصوله على الإجازة في اللغة العربية.

بعد تخرجه من الجامعة عمل مدرساً في ثانوية جودت الهاشمي في "دمشق" لعامين متتاليين، ثم سافر إلى "المغرب" إعارة لمدة أربع سنوات وعاد 1980، ليمارس التعليم في ثانوية "قتيبة بن مسلم الباهلي" في مسقط رأسه "سلمية"، وبقي حتى عام 1992، ولكن بسبب الظروف المعيشية الصعبة قرر السفر مجدداً إلى "اليمن" هذه المرة، وبقي هناك حتى عام 1996 ثم عاد لوطنه "سورية" ليتفرغ للكتابة والإنتاج الأدبي.

المحاضر والأديب السياسي مهدي الشعراني

طبع"سليمان" على حسابه الخاص رواية (خريف في ربوع اليمن) ورواية (على أعتاب الخريف) ورواية (ضياع في ليل المغرب) ورواية (جنتي بكيتك قبل الرحيل) ورواية (قبور في واحات الحب) ونشر دراسة أدبية بعنوان (البردي في ثوبها الجديد) ومجموعة قصصية بعنوان (الجرش) ومجموعة نثرية بعنوان (كلمات فيها دموع) وله منشورات في مجلة المعرفة.

نتاج أدبي

يستعرض المربي "فاضل الشيخ ياسين" وهو ابن أخ الأديب "سليمان" وأحد تلامذته، كثيراً من محطات حياة عمه الأديب وكيف نشأ في بيت علم وثقافة، فكان مثالاً للعطاء والتفاني في عمله كمدرس للغة العربية وهو الذي عشقها منذ نعومة أظفاره.

روايات من إنتاج الأديب سليمان الشيخ ياسين

يضيف "فاضل": "قرأت العديد من نتاجات الأديب "سليمان" منها مجموعته القصصية "الخنزيرة والزهرة البرية"، وفيها يختصر الكاتب حياة المغلوبين على أمرهم، وقرأت روايته "جنتي بكيتك قبل الرحيل"، وفيها اختصر الكاتب تاريخ "سلمية" وحياته مع أسرته بأسلوب شائق ومبسّط، وأيضاً دراسات أدبية تسهل للطالب دراسته، ولدى الأديب "سليمان" مكتبة خاصة تتجاوز سبعة عشر ألف كتاب بعد أن أضاف إليها مكتبة أخيه الراحل" هاشم الشيخ ياسين"، ورغم اقترابه من التسعين عاماً لا يزال يقضي معظم وقته في القراءة، ولم يسلط الضوء عليه بالطريقة التي يستحقها ككاتب فهو لا يحب الأضواء".

مرجع ثقافي

بدوره يتحدث المحاضر الأدبي والسياسي "مهدي الشعراني" 1961 عن معرفته بالأديب "سليمان الشيخ ياسين" بالقول: "أعرفه مذ كنت في السادسة عشرة من عمري، و رغم أني كنت أسكن في "دمشق" إلا أنني كنت أمضي إجازتي السنوية ملازماً له، فأقصده لأنهل من بحر معرفته، وكنت أجد عنده جواباً لأي سؤال يدور في خلدي، فهو جامع لعدة ثقافات وأهمها اللغة العربية وقواعدها وتاريخها والتاريخ بشكل عام، وأستفيد من مكتبته الغنية، ومكتبة أخيه الراحل "هاشم الشيخ ياسين"، والأديب "سليمان" إنسان هادئ يعشق التأمل، واسع الأفق، بعيد النظر، يترجم ما يفكر به وما تلقاه من دراسات وعلوم.. حرصَ على تعليم أولاده العشرة، وهو متصالح مع ذاته ومع الآخرين، محبوب من الجميع ويكاد يكون محور كل جلسة ثقافية فهو المرجع الثقافي للجميع، وهو رجل عملي يمارس رياضة المشي يومياً متحدياً سنوات عمره التسعين".

شهادة (اليسانس) للأديب سليمان الشيخ ياسين

أجري هذا اللقاء في 2 آب 2021.