نقل تجربة آبائه وأجداده في مجال الزراعة إلى مدينة "أربيل" في العراق، مُحققاً نجاحاً كبيراً، خاصة في تجربة زراعة "العجّور" التي لاقت إعجاب أهل المدينة، وأسعدت السوريين المقيمين هناك، فقد زرع لهم أصنافاً من الخضار لم يتوقعوا أن يشاهدوها في مكان إقامتهم.

قصة العجّور

قصة نجاح "أحمد مصطفى" ابن "عين العرب"، في الزراعة قديمة ولكنها نضجت أكثر منذ أن سافر إلى مدينة "أربيل" عام 2013، هناك وجد الفرصة مناسبة للعمل في الزراعة التي ورث عشقها من آبائه وأجداده، ويقول: «عملنا في الزراعة قديم جداً، وعلى مستوى المنطقة كانت عائلتنا تشتهر بهذا المجال، لم تقتصر زراعتنا على أصناف محددة، بل كان توجهنا لزراعة كل الأصناف، خاصة تلك التي تحتاج لشروط معينة ومتعبة، ومع ذلك نجحنا فيها كزراعة "العجّور"، على مدار سنين طويلة خدمنا المنطقة بتقديم تلك الأصناف بجودة عالية».

استطاع بفضل نجاحه أن يكسب محبة واحترام كل من تعامل معه وسمع عن عمله الناجح في مجال الزراعة، وأنا كسوري فخور بنجاحه

بعد رحلة الاغتراب إلى "أربيل" بدأ التحدي الأكبر كما يصفه "أحمد"، وهو زراعة أصناف من الخضار لم تكن مزروعة سابقاً في الإقليم بأكمله، وبعد عدّة تجارب وأيضاً عدة خسائر تكلل جهده بالنجاح، واستطاع إنتاج كميات من "العجور" للمرة الأولى هناك.

زراعة ونجاح تجربة الفليلفة

رغم التحديات

عاشق الأرض الزراعية

تحديات كثيرة واجهت مشروع "أحمد" الزراعي وعنها يقول: «الرطوبة هنا ضعيفة فمناخ المدينة جاف، وكان ذلك من التحديات التي واجهت زراعتي للعجّور، لذلك لم تنجح زراعة المحصول بعلاً، فاتجهت بعد محاولات عديدة إلى الزراعة عن طريق الري بالتنقيط، ونجحت التجربة، بداية بكميات محدودة، لكنني تفاجأتُ بحجم الإقبال عليها من السوريين وأبناء الإقليم، لدرجة بات كثيرون يتصلون لحجز كمياتهم، وتوافد البعض منهم لمكان المشروع، للتعرف على هذا النوع من الخضار وكيفية زراعته».

تجارب عديدة أجراها "أحمد" على زراعة العجور في المدينة العراقية إلى أن نجحت التجربة داخل البيوت البلاستيكية، فقرر حينها تخصيص البيوت البلاستيكية العشرة التي أنشأها لزراعة العجّور، فالإقبال -كما يقول- كان كثيفاً، وسعيه لتقديم منتج بجودة عالية دفعه لتخصيص بذار من نوعية جيدة اعتمدها بعد تجارب كثيرة.

العجور في الأراضي العراقية

تجربة "المحمّرة"

ورغم أن العجّور كان منتجه الزراعي الرئيسي، إلا أن "أحمد" قام بزراعة أنواع أخرى من الخضار في مكان إقامته، صحيح أنها لم تكن بجديدة على الإقليم، لكنها كانت بجودة عالية، ومنها الخيار والبندورة والباذنجان الأسود والفليفلة الحمراء التي لم تلق رواجاً كبيراً هناك في البداية، وحسب ما يشير إليه "أحمد" فإن أهالي الإقليم كانوا يهملونها ويتخلصون منها عندما تبدأ بالتحول إلى اللون الأحمر، لكن تجفيفها وتحويلها إلى "المحمّرة"، أعاد حساباتهم، ولاقى المنتج الجديد إعجابهم خصوصاً أنه يصنع للمرة الأولى في مناطقهم.

إشادة وافتخار

حقق "أحمد" بزراعته للعجّور رغبة الكثير من السوريين، منهم "خالد حسين" المقيم في "أربيل" منذ عام 2015 والذي أشاد بجهد المزارع السوري ونجاحه في زراعة هذا النوع من الخضار حيث «استطاع بفضل نجاحه أن يكسب محبة واحترام كل من تعامل معه وسمع عن عمله الناجح في مجال الزراعة، وأنا كسوري فخور بنجاحه».

"أحمد مصطفى" من أهالي بلدة "عين العرب" مولود عام 1971.