لم يكن الدكتور "يحيى قطيش" بعيداً عن الإدارة رغم إتقانه للتأمل الصامت في حل المسائل المعقدة في التحليل والتركيب لعلم الرياضيات الحديثة، بل تجاوز الاختصاص ليكون الإداري الناجح والمصمم الواثق بالنجاح في العمل والمؤسس لقسم الرياضيات في فرع جامعة "السويداء"، إضافة لحلوله الابتكارية المعروف بها.

مسيرة حياة

تتميز شخصية الدكتور "قطيش" بالهدوء والسكينة والابتسامة المتفائلة التي تجعل مرافقه يتمتع بثقة رأيه السديد وعقله الرشيد، وذلك حين يتخذ من معطيات الحياة مسألة ذات معادلة بسيطة الحل، وهو ابن بيئة اجتماعية وأسرة محبة للعلم والعمل.

أحاول اليوم بناء جسور علاقة مع الطبيعة والأرض واكتشاف أسرار الحياة في مكونات الأرض الخافي جمالها على العديد من غير المهتمين، واضعاً نصب عيني أن الحياة المتجددة هي الحاملة للعقد التي نبذل جهداً في حلها، وبحلها نشعر بمتعة الوصول إلى الهدف المنشود

في حديثه لموقع مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 18 حزيران 2021، يقول الدكتور "يحيى قطيش": «تشكلت رغبتي في دراسة الرياضيات منذ كنت في المرحلة الثانوية، ليقيني أنها الأقرب إلى حل تعقيدات الحياة، كانت الدراسة الجامعية متعة بالنسبة لي، اكتسبت خلالها خبرة في التفاعل مع زملاء من بيئات متنوعة، وبعد أن أنهيت المرحلة الجامعية تقدمت إلى عدد من الوظائف، وحصلت على الموافقة على ثلاث وظائف "البحوث، الطاقة الذرية، معيد في الجامعة" واخترت طبعاً التعليم العالي أي المعيد لثقتي أنني سوف أحصل على الدكتوراه، وكان نصيبي السفر ضمن منحة دراسية إلى "ألمانيا" وهناك بدأت العمل في البحث العلمي وحصلت على الدكتوراه بمرتبة ممتازة عام 1996، ثم عدت إلى الوطن لأبدأ رحلة التعليم العالي وأقوم بالتدريس لمواد الرياضيات، وضمن المناهج العلمية المعتمدة، ولعل رغبتي في تطوير المناهج والإدارة جعلتني أعمل أكثر على تطوير المهارات الذاتية، وخاصة لطلاب اختصاص معلم صف، في الوقت الذي استطعت فيه إجراء أبحاث علمية متطورة وأشرفت على رسائل ماجستير ودكتوراه، وقدمت أوراق عمل علمية في العديد من الملتقيات العلمية والمؤتمرات».

الدكتور غسان أبو طرابه

العمل وقيمته

الدكتور يحيى قطيش بابتسامته

يتابع الدكتور "قطيش" حديثه بالقول: «لقد أخذ مني العمل الأكاديمي جلّ اهتمامي، حاولت جاهداً إغناء المحتوى العلمي في فرع جامعة "دمشق بالسويداء" لأنني شعرت أن الشخصية العلمية تصقل جوهرها في تطوير العمل القائم، حتى تكلفت بمهام نائب عميد علمي لأكثر من كلية، ولأن مرحلة التأسيس هي أصعب مراحل العمل، حاولت تسهيل الإجراءات الإدارية للطلاب في التسجيل والدراسة، وكان لزاماً عليّ القيام بإعداد برنامج عمل يتضمن ذلك، وبالفعل حققت ذلك يقيناً مني أن العاشق للرياضيات هو العاشق للحلول المعقدة، وبالتالي لا أجد صعوبة في فك العقد القابلة للحل.. ثم جرى تكليفي بتدريس مواد متنوعة في الرياضيات، وساهمت في تأسيس كلية العلوم الرابعة (قسما علم الأحياء والرياضيات)، وشغلت نائب العميد في كلية التربية والفنون الجميلة، ونائب عميد للشؤون العلمية والإدارية وشؤون الطلاب في كلية العلوم الرابعة، وقمت بتدريس العديد من مواد قسم الرياضيات في السويداء ودمشق، وأشرفت على رسائل الماجستير والدكتوراه».

ويضيف: «أحاول اليوم بناء جسور علاقة مع الطبيعة والأرض واكتشاف أسرار الحياة في مكونات الأرض الخافي جمالها على العديد من غير المهتمين، واضعاً نصب عيني أن الحياة المتجددة هي الحاملة للعقد التي نبذل جهداً في حلها، وبحلها نشعر بمتعة الوصول إلى الهدف المنشود».

الدكتور يحيى قطيش مع أبحاثه

حلول مبتكرة

الدكتور "غسان أبو ترابة" عميد كلية الفنون الأسبق أوضح قائلاً: «من يتعرف على الدكتور "يحيى قطيش" في العمل والحياة الاجتماعية، يكتسب من رفقته مهارات من نوع خاص، فهو واحد ممن وضعوا أسس العلاقة الوجدانية في العمل الأكاديمي بجامعة "دمشق" فرع "السويداء" وهو الحريص على إنجاز العمل بشكل هادئ ورزين، شعاره "إن التأمل صمت والصمت أحياناً كلام مبين"، يحمل رؤية متنوعة متجددة في التطلع نحو الأمام، تسلّم مهام عديدة لعل أهمها مساهمته في تأسيس قسم الرياضيات في كلية العلوم فرع "السويداء"، ظل يتمتع بخاصية قل ما تجدها عند غيره من الزملاء في الجامعة، فهو صاحب الحلول الابتكارية لأي مشكلة تواجهه ولا يقف عندها مهما بلغت، كما يتميز بسلوكه ومسلكه، ويرنو نحو التخلص من الفوقية لبناء جسور علاقة مع الطلبة والمشاركة بحل مشاكلهم الإدارية والتعليمية، وغالباً الاجتماعية، تلازمنا معاً في كلية الفنون لنصف عقد فهو أستاذ مميز بالعطاء العلمي، وتربوي ناجح لا يعرف الملل في العمل مهما عظمت عقد الحياة، وبالتالي فهو أكاديمي مخلص لاختصاصه، ولمهنته السامية، وإداري ناجح بامتياز».