رغبته بالعمل الدبلوماسي وتطلعه للحوار والتحدث في أيّ شأنٍ يتعلق ببلاده، دفعاه لترك كلية الاقتصاد بجامعة "تشرين" والتقديم لمنحة دراسية في "موسكو"، ليبدأ مشواره مع فرع العلاقات الدوليّة والعلوم السّياسيّة هناك.

مشاركاته المتواضعة في بلده التي أتاحت له التحدث عبرَ المنابر الحواريّة وتحليل موقف وسياسة "سورية"، أحاطت "غسان جديد" بهالة العمل الدبلوماسي والسّياسي قبل إتمامه سنّ الثّامنة عشرَة، فأنهى سنته الأولى في كلية الاقتصاد جامعة "تشرين"، ليلتحق بجامعة "روسيا الحكومية للعلوم الاجتماعية" في "موسكو"، عبرَ منحةٍ دراسيّة فتحت له أبواب الدخول للكليات الطبية والهندسية والكثير من الكليّات، لكنّه اختارَ رغبته ويدرسها بحبّ.

تؤمّن الجامعة للطالب الدارس فرص عمل بالفرع الذي يدرس به، وحتّى لو كانت بلا راتب فالأهم هو الخبرة والتمكّن من مجاراة واقع الاختصاص، فحظيتُ عدّة مرّات بتمثيلِ بلدي "سورية" ضمن مؤتمرات تشبه محاكاة بسيطة تابعة للجامعة

وحسب ما يقول في حديثه لمدوّنة وطن "eSyria" : «شاركتُ ضمن عدّة فرق في "سورية" بورشات حواريّة دوليّة، وبرامج لمنظمة الأممّ المتحدة كـ"افلاتين"، فشعرتُ بثقة بالذّات عالية وأحسستُ أنّ هذا مكاني ويجب عليّ أن أندفع لتحقيق هذا الحلم، انتهيتُ من الثانوية العامّة في "طرطوس" عام 2018، وتحرّيتُ عن فرع العلوم السّياسيّة في "دمشق" فوجدته جزءاً صغيراً من علوم العلاقات السّياسيّة والدوليّة التي رغبت بها، ولذا لم أفكر قط في استبدال حلمي بدراسة أي شيء متعلق به هنا، فأنهيتُ السّنة الأولى في كليّة الاقتصاد وسمعتُ عن منحة مقدمة من المركز الثقافي الروسي للدراسة في جامعات "موسكو"، تقدمتُ إليها وسافرتُ إلى "روسيا" في شهر تشرين أوّل عام 2019».

"غسان جديد" وهو يأخذ حقّ الدفاع في المؤتمر.

حبّه لهذا المجال من جهة، وتألق "روسيا" تعليميّاً فيه من جهة أخرى دفعه للتمسك بدراسة هذا الفرع، فتعلمَ في السّنة الأولى اللّغة الرّوسيّة، وبعدها بدأ التعمق بالاختصاص والمشاركة بالمؤتمرات.

التطبيق العملي وإعطاء فرصة العمل الحقيقي أكثر ما يميّز الجامعات الرّوسيّة كما يذكر "غسان": «تؤمّن الجامعة للطالب الدارس فرص عمل بالفرع الذي يدرس به، وحتّى لو كانت بلا راتب فالأهم هو الخبرة والتمكّن من مجاراة واقع الاختصاص، فحظيتُ عدّة مرّات بتمثيلِ بلدي "سورية" ضمن مؤتمرات تشبه محاكاة بسيطة تابعة للجامعة».

ولرفع قدراته العملية تقدّم "غسان" إلى برنامج الأمم المتحدة وبعد إتمام بعض المقابلات وكتابة المقالات نجح في حجز مقعده، كممثل لدولة يختارها ويصيغ موقفاً لها حول التنمية المستدامة والصّناعيّة، وقال: «عند سؤالي عن الدّولة التي أرغب بتمثيلها اخترتُ بلدي "سورية" ولكن للأسف لم تكن ضمن هذه المحاكاة، لأختار بعدها دولة "الإمارات العربيّة المتحدة"، وهذا المؤتمر هو نموذج محاكاة للمؤتمر الفعلي لمنظمة الأمم المتحدة وطبيعة جلساته، ويعدُّ نوعاً من التدريب للدبلوماسيين المستقبليين والجدد».

"غسان" رئيس الفريق الإعلامي لمنصة الشّباب العربي في "روسيا" وهي منصة تعنى بشؤون الطلاب العرب ورفع مستواهم التعليمي من خلال التحفيز وتذليل الصعوبات، والجدير ذكره أنّ هذه المنصة معترف بها من قبل جامعة الدول العربية ولها مشاركات بالعديد من الأنشطة بين "روسيا" والوطن العربي وقال عن نشاطاتها: «لقد غطّت المنصة إعلامياً برنامج pyatigorsk للتنمية المستدامة، وأجرت لقاءات مع السّفير التونسي للوقوف على العلاقات الروسية - التونسية، بالإضافة لمشروع Akhtoshka المعني بأهمية دخول الأنثى العربية في جميع مجالات الحياة ودعمها خاصةً في "روسيا"».

"حلا ابراهيم" وهي إحدى المشاركات مع "غسان" في مؤتمرات ضمن "سورية" تؤكد أن: «جلسات الاستراحة التي تتخلل لقاءات المؤتمر كان يقضيها "غسان" بمتابعة النقاش مع مجموعات من المشاركين ويدافع عن وجهة نظره، فالجميع لحظَ أنّه كثيرُ التحدث ويأخذ هذه اللقاءات بشكلٍّ جديّ فوق المستوى المطلوب، ولكن عندما حقق جزءاً من حلمه بالدراسة والمؤتمرات العالمية تيقنا أنّه لم يكن يدّعي هذه الشّخصية بل سكنته ودافع عنها لتصبحَ حقيقة، مع استمراره في مواكبة كلّ حدثٍ جديد، ونفخرُ جميعاً بكلّ شابٍّ سوريّ يحقق ذاته خارج البلاد وداخلها».

والجدير بالذّكر أنّ "غسان" من مواليد "طرطوس" عام ألفين.

وقد جرى اللقاء بتاريخ 20 نيسان عام 2021.