استطاع مزج موهبته الفنية وعشقه لفن الخط العربي بدراسته للهندسة المعمارية، ليقدم للمتلقي لوحات وجداريات تلفت الأنظار بجماليتها وقدرتها على الحفاظ على التراث اللا مادي السوري.

"حازم كرد علي" الذي بدأت مسيرته مع تعلم فن الخط العربي منذ عمر الخمس سنوات يقول في حديثه لمدوّنة وطن: «عند انتسابي لكلية الهندسة المعمارية مشيت في الطريقين معاً بتناغم كل منهما يكمل الآخر، شغفي الكبير بفن العمارة وتعلمي له وسّع مفاهيم التصميم والتشكيل الكتلي والبصري لدي، ما ساعدني في مجال الخط العربي الذي دعم بدوره بمفاهيمه وفلسفة حروفه مجال الهندسة، أردت إثبات أهميته والإمكانية الفنية والتشكيلية الكبيرة الموجودة ضمنه وإظهارها بجوانب فنية عديدة، وانعكس تأثير دراستي للهندسة المعمارية ضمن إطار علمي فالخط هندسة روحانية».

تتميز لوحاته بتناسق الألوان ويمكن استخدامها للديكور، تضيف جمالية خاصة للغرف، كما تتميز بالتنوع والحداثة، وتقدم الخط العربي بشكل جديد من حيث الخطوط والكتلة، كما أن الجهد المبذول لإنجازها واضح جداً

الفنان الذي أبدع في جدارة حي "التيامنة" يتابع قائلاً: «حاولت إدخال الخط العربي على الجدارية لأنه (ما لامس شيء إلا زانه)، كما أنه من أصول الفن التجريدي من هنا انطلقت لرسم الجدارية بحي في "باب مصلى" عند مشاركتي بملتقى "فن الطريق"، وحققت الجدارية صدى واسعاً لدى الجمهور».

الخط العربي في لوحاته

الربط بين تراثين فريدين بنتاج نهائي واحد، كان هدفه، وعلى ذلك يعلّق قائلاً: «أحاول الربط بين التراث المادي والتراث اللا مادي الذي يميزنا كسوريين وفن الخط العربي يشكل جزءاً لا يتجزأ من تراثنا وهويتنا العربية حاولت أن أضفي عليهما بعداً فنياً جديداً، ولأن الجدار القديم تألف من قسمين: علوي مكسي بالمواد الحديثة (الطينة والطلاء) وآخر سفلي حجري قديم، حاولت تجميل القسم العلوي المشوه للنسيج العمراني بأبسط الوسائل المتاحة بجدارية تحكي تراث "سورية"، وتجنبت وضع رسوماتي على القسم الحجري منه للمحافظة عليه».

وفيما يتعلق بمراحل رسم الجداريات يقول: «تختلف كل واحدة عن الأخرى من حيث الأدوات المناسبة والمواد المستخدمة، وفيما يتعلق بالجانب الفني تضفي روح المكان على الجدار التصميم المناسب لها والذي يليق بالفراغ، من حيث تكوينات الظل والنور والكتل الحروفية والمعمارية، أما بالنسبة للألوان يختلف اختيارها حسب الرسالة والفكرة المراد إيصالها للمتلقي فالألوان تعكس بعداً نفسياً وجمالياً ومن الصعب أن يكون هناك لون واحد طاغٍ دائماً».

أثناء رسم الجدارية

من جهته الخطاط "أحمد سوار" يقول: «تتميز لوحاته بتناسق الألوان ويمكن استخدامها للديكور، تضيف جمالية خاصة للغرف، كما تتميز بالتنوع والحداثة، وتقدم الخط العربي بشكل جديد من حيث الخطوط والكتلة، كما أن الجهد المبذول لإنجازها واضح جداً».

الفنانة التشكيلية "نجوى الشريف" تحدثت عن جداريته الناجحة بقولها: «من اللوحات الجدارية الناجحة في "فن الطريق" لوحة المهندس "حازم" وهو شاب موهوب من طلاب الهندسة بجامعة "دمشق" يبرز حبه لهذه المهنة، اختار الخط السنبلي ليعبر عن تشكيلاته التي تهتم بالتراث من "أوغاريت" للبيوت العربية، للمهن الفلكلورية، والتراث اللا مادي، خطوطه الهندسية أنيقة بفضل دراسته التي أعطت لوحاته بعداً جمالياً آخر أضيف لخبرته، وهو من المدربين الذين عملوا معي في معهد "الكندي" من فريق "بي إن أي"».

جمالية الخطوط

يذكر أن الفنان الشاب "حازم كرد علي" من مواليد "دمشق" عام 1997 شارك بعدة معارض مشتركة ضمن إطار الجامعة وخارجها عام 2019 و2020.