سنوات قضاها في مهنة صناعة المعجنات التي ورثها عن والده، وتابع المشوار لتبقى هذه المهنة حاضرة بين أفراد العائلة، ولم يكتفِ بالموروث بل جددّ وقدّم أنواعاً جديدة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 14 أيلول 2020، التقت "هادي الحسن" الذي بدأ حديثه: «البداية كانت عام 2005، حيث مارست هذه المهنة أنا وأولادي، وكنا نعتمد أسلوب التوزيع للمحال عبر سيارة مغلقة، وبعد ذلك دخلنا أسواق مدينة وريف "دير الزور"، ولاقينا نجاحاً كبيراً وحضوراً ملفتاً، وهذه المهنة متوارثة من جيل إلى جيل، وكان والدي يمارسها ومهتماً بها، وتابعت هذا المشوار لأن صناعة المعجنات مرتبطة بالمهن التراثية لهذه المدينة، وخاصة أنواع المعجنات المعروفة وفي مقدمتها "الكليجة" والأقراص الديرية" إلى جانب المعجنات الأخرى».

تابعت لأكون ضمن فريق عمل اتحاد الحرفيين في المحافظة لأشغل مهمة أمين سر مهنة الأفران والمعجنات، وحاولت من خلال مهمتي ومهنتي توفير سهولة العمل لاستمرارية المهنة ضمن العائلة

ويضيف "الحسن": «وخلال مراحل عملنا ركزنا على صناعة المعمول بأنواعه المختلفة (الفستق والجوز والنانرج ومعمول الراحة)، وأنواع أخرى كنا نطورها بين الحين والآخر، وكذلك أنواع الكعكة والغريبة وجوز الهند وكعكة اليانسون والكعك الحلو والمالح والصمون، ولم نتوقف عند هذا الحد، بل ركزنا على أنواع (الكاتو) السادة والمزيّن للأفراح، والقطع و(الكلير والكيك) وأنواع (البيتفور) وأنواع (البسكويت) والبقلاوة والقطريات، وقد تميزنا بأنواع جديدة من القطريات المعروفة بأصابع جوز الهند بأنواعها، وبسبب الظروف التي مرت بها الأسواق واجهتنا عدة صعوبات ومنها ارتفاع أسعار المواد ونقص بعضها، ومع هذا تمكنا من التغلب على هذه الصعوبات وحافظنا على الحضور الذي حجزناه في الأسواق».

المعجنات

ويتابع "الحسن" حديثه بالقول: «بشكل عام كان اهتمامنا منصباً على أنواع "الكليجة" والأقراص الديرية، وهي معروفة بمذاقها الطيب، وتطلب بشكل كبير لكلّ المحافظات السورية، وحتى باتجاه الدول العربية والأجنبية، و"الكليجة" معروفة منذ القديم، وكانت أمهاتنا يقمن بتجهيزها منزلياً، وذلك أيام المناسبات والأعياد، وكانت لها طقوس خاصة بها، ولا يكاد يخلو منزل منها، وبقيت صناعة "الكليجة" حاضرة مع انتشار محال صناعة المعجنات.

وخلال سنوات العمل، بنينا جسور محبة مع المواطن لأن نجاح العمل مرتبط بكميات ما تستطيع تصريفه بشكل يومي، وهذا يعطي مؤشر النجاح، يضاف لذلك قدرتنا على إدخال أنواع جديدة من المعجنات».

محل "هادي الحسن"

ويختم "الحسن" حديثه: «تابعت لأكون ضمن فريق عمل اتحاد الحرفيين في المحافظة لأشغل مهمة أمين سر مهنة الأفران والمعجنات، وحاولت من خلال مهمتي ومهنتي توفير سهولة العمل لاستمرارية المهنة ضمن العائلة».

عنه يقول الصحفي "مروان كمور" (من أحد زبائنه): «"هادي الحسن" له حضوره في صناعة المعجنات، وتميز بطرح أنواع جديدة تخص هذه المهنة، وهو معروف بحسن استقباله للزبائن، وليس هذا فحسب بل بقي محافظاً على الجودة والنوعية في ظل هذه الظروف الصعبة، وهذا يعود إلى التطور الذي تم إدخاله على هذه الصناعة التي لها زبائنها، وبتنا نشاهد أصنافاً جديدة مع إدخال التمر والفستق وجوز الهند وغيرها من هذه المواد التي تدخل في صناعة المعجنات».

الصحفي "مروان كمور"

يذكر أنّ "هادي وهاب الحسن" من مواليد "دير الزور" عام 1958، وهو معلّم في الثانوية الصناعية.