أقيمت بتاريخ 25/9/2013 ندوة حول "ذاكرة دمشق.. الصناعات الدمشقية نموذجاً" للباحث الأستاذ "اسماعيل الملحم" القادم من جبل العرب والذي تناول خلالها جزئيات تفصيلية عن دمشق وتاريخها.
مدونة وطن eSyria حضرت الندوة والتقت من الحضور الأستاذ "حسن ملاك" والذي بين قائلاً: «ما قدمه الباحث "اسماعيل الملحم" هو إطلالة تاريخية على "دمشق" وما تمتاز به من معالم تاريخية وصناعات دمشقية قديمة، إضافة إلى ما اشتهرت به من مقاهى وقصور ومهن وحرف دمشقية مثل "بغجاتي، وسنبوسكاتي، وبرازقي، وعواماتي، وقطيفاتي، وكنفاتي"، ولا يمكن أن ننسى الحكواتي والسهرات والأشعار وغيرها الكثير، بالإضافة إلى النقوش العمرانية التي ميزت فن العمارة الدمشقي، والفسيفساء التي تزين جدران الأبنية القديمة، عدا عن سوق "الحميدية" وشارع "مدحت باشا" وغيرها من الأماكن التي لا تعد، أو ربما تخوننا الذاكرة عند محاولة تعدادها لأهمية "دمشق" ومعالمها الأثرية والتاريخية والاجتماعية».
كتب المؤلفون بالفصحى، وعندما لا يجدون مفراً من إيراد مفردة عامية كانوا يشيرون "حسب التعبير العامي" ومنها أسماء الصناعات بحسب النسب التركية "خضرجي أو خرضجي، انتكجي، ديمجي، بندقجي، بوابيجي، تتنجي، تنبكجي، رهونجي، سفرجي، جوهرجي، شربتجي، وبابوجي"، وهنا أسماء مثل "لا لا" وهو مربي أولاد الوزراء والأمراء والكبراء
وعن الذاكرة الدمشقية أشار الباحث "اسماعيل الملحم" عضو اتحاد الكتاب العرب بالقول: «لقد لخص لنا الكاتب السوري "شريف الراس" المتوفى في أواخر القرن العشرين شخصية "دمشق" بأنها تمتاز عن غيرها من المدن العريقة بثلاثة معالم: العروبة في تشويقها السياسي منذ كان للغساسنة سلطة الحاكمين في الديار الشامية، واللطافة والظرافة في سلوكها الاجتماعي، والزخرفة العربية الرشيقة في منتجاتها المصنوعة التي تبرز الذوق والإبداع فيما تنتجه من فنون».
ويتابع "الملحم" حديثه: «نشر معهد الدراسات العلمية العليا بباريس مؤلفاً يتضمن أهم ما كتب في الصناعات الشامية والذي تناوب على كتابته ثلاثة أشخاص، وأشرف المستشرق الفرنسي "لويس ماسينيون" على طباعته وهو بعنوان "قاموس الصناعات الشامية" وأخرج بثلاثة أجزاء، وهو وثيقة تاريخية هامة رصد فيه حوالي /435/ حرفة وصناعة مما كان متعارفاً عليه، أما مؤلفو الكتاب فهم الشيخ "محمد سعيد القاسمي" المتوفى عام 1900 وهو مؤلف الجزء الأول، والشيخ "جمال الدين القاسمي" المتوفى عام 1914وهو ابن "محمد سعيد" مؤلف الجزء الثاني، والسيد "خليل العظم" صهر الشيخ الأول المتوفى في عام 1926مؤلف الجزء الثالث، اعتمد المؤلفون على بيان سبل العيش مهما اختلفت وتباينت بالوصف الدقيق والأسلوب العلمي بنظرة أخلاقية تقليدية لذلك العصر».
وتابع الباحث "اسماعيل الملحم" بالقول: «كتب المؤلفون بالفصحى، وعندما لا يجدون مفراً من إيراد مفردة عامية كانوا يشيرون "حسب التعبير العامي" ومنها أسماء الصناعات بحسب النسب التركية "خضرجي أو خرضجي، انتكجي، ديمجي، بندقجي، بوابيجي، تتنجي، تنبكجي، رهونجي، سفرجي، جوهرجي، شربتجي، وبابوجي"، وهنا أسماء مثل "لا لا" وهو مربي أولاد الوزراء والأمراء والكبراء».
وختم بما ذكره المستشرق الفرنسي "ما سينيون" عن دمشق: «"إن أصالة دمشق تثبت أمام عيني، ففي دمشق نما خيال الصناع المبدع، وتنوع أكثر ما يكون النمو والتنوع وأكثر ما يمكن من التلون والدقة، إن هذا التوق إلى الكمال في أدق التفاصيل وفي الأشكال التي لا تجسم إلا بقدر، دون السعي إلى محاكاة الحياة ولكن في الاستحياء من انعكاساتها وألوانها القزحية في الزخاريف العربية إنما يتجلى في دمشق"، وبدوري أقول هناك الكثير مما يجعل السوري يكتب ويبحث في عاصمته "دمشق" المدينة الأقدم والأجمل في العالم».