يعد "جامع الرحمن" من جوامع مدينة "حلب" الحديثة، والمتميز بجماله وشهرته، ويقع في شارع "الملك فيصل" بحي "طارق بن زياد".
حول الجامع يتحدث لمدونة وطن eSyria العم "سليمان حسو" 67 سنة وهو من "حي السبيل" المجاور: «يعد "جامع الرحمن" والمشفى الملحق به ذا أهمية كبيرة في حياة السكان، فالجامع يستقبل يومياً المئات من المصلين من أبناء الحي والأحياء المجاورة لأداء الصلوات فهو يقع في مكان لا يوجد فيه جامع، وخاصة في أيام المناسبات الدينية كأعياد الفطر والأضحى وغيرها حيث يجتمع الناس لتبادل التهاني والتبريكات فتزداد المحبة وتتمتن أواصرها.
يعد "جامع الرحمن" والمشفى الملحق به ذا أهمية كبيرة في حياة السكان، فالجامع يستقبل يومياً المئات من المصلين من أبناء الحي والأحياء المجاورة لأداء الصلوات فهو يقع في مكان لا يوجد فيه جامع، وخاصة في أيام المناسبات الدينية كأعياد الفطر والأضحى وغيرها حيث يجتمع الناس لتبادل التهاني والتبريكات فتزداد المحبة وتتمتن أواصرها. أما بالنسبة للمشفى فيقدم خدمات صحية متنوعة لأهالي "حلب" وبأسعار رمزية وهو بالتالي جزء من منظومة الخدمات الصحية التي يتم تقديمها للناس في "حلب"، يرتاده يومياً العشرات من المرضى وخصوصاً من أصحاب الدخل المحدود للاستفادة من هذه الخدمات وفي مختلف المجالات والاختصاصات الطبية والصحية
أما بالنسبة للمشفى فيقدم خدمات صحية متنوعة لأهالي "حلب" وبأسعار رمزية وهو بالتالي جزء من منظومة الخدمات الصحية التي يتم تقديمها للناس في "حلب"، يرتاده يومياً العشرات من المرضى وخصوصاً من أصحاب الدخل المحدود للاستفادة من هذه الخدمات وفي مختلف المجالات والاختصاصات الطبية والصحية».
الدكتور "نور الدين التنبي" المستشار في جمعية العاديات تحدث عن الجامع وعناصره المعمارية قائلاً: «يقع الجامع في حي "طارق بن زياد"– شارع "الملك فيصل".
في أوائل العام 1976 تنادى عدد من سكان حي "شارع فيصل" والأحياء المجاورة له وعلى رأسهم المرحوم الحاج "محمد بادنجكي" لإنشاء جامع في هذا الحي نظراً لكثافة السكان ولافتقاره إلى جامع.
وتم حينها اختيار قطعة أرض تبلغ مساحتها 1907 م2 وشكلت لجنة من أهل البر والإحسان بقرار وزارة الأوقاف، عهد إليها جمع التبرعات والإشراف على التنفيذ، وفي 23 أيار 1976 تم وضع حجر الأساس للجامع.
وشمل المشروع جامعاً ومشفى خيرياً، أما الجامع فقد تم تصميمه بشكل مثمن مستمد من العمارة الإسلامية، ويتألف من طابقين متماثلين مساحة كل منهما 650 م2 ويتسع كل طابق لـ 1200 مصلٍّ، يحيط به رصيف مرصوف بالحجر الأصفر الحلبي تتوسطه مربعات زخرفت بقطع صغيرة من المرمر الملون مشكلة نقوشاً هندسية عربية.
وقد ارتفع فوق الرصيف المؤدي إلى مدخل الجامع ثمانية أعمدة اتصل أعلاها بأقواس إسلامية الشكل حمل كل قوس في أعلاه لفظ الجلالة "الله" مكتوب بخط كوفي مؤلف من قطع من السيراميك الأبيض، ويحيط بالجامع 25 عموداً مثمن الشكل انسجاماً مع شكله وجرى إكساؤها بالمرمر الإيطالي والسيراميك الإسباني المزخرف بخيط عربي».
ويضيف "التنبي": «يبلغ ارتفاع قبته 25 م وقطرها 27 م كُسيت من الخارج بالسيراميك الإسباني الذي يتجدد رونقه كلما أمطرت السماء، أما من الداخل فيغلب عليها اللون الأخضر وقد زُينت بنقوش فاطمية جاء في أعلاها 49 نافذة فتحت بشكل مثلثات من الأعلى وصنعت في دمشق بما يسمى صناعة المعشّق يليها الآيات الأولى من سورة "الرحمن" كتبت بخط كوفي مزخرف صنع من الخشب الذي غشي بورق الذهب وهي من عمل الفنان الخطاط المرحوم "محمد كامل فارس"، وجاء تحتها إحدى عشرة نافذة كبيرة شكّل زجاجها الملون أشكالاً هندسية متناسقة.
ويتوسط الضلع القبلي للجامع المحراب الذي زُخرف من الداخل بالمرمر والسيراميك وكتب على جداره المقعر بالخط الكوفي المزخرف وعلى ثلاثة أسطر الآية "كلما دخل عليها زكريا المحراب.. إلى آخر الآية". صدق الله العظيم.
ويتوضع على جانبي المحراب منبران متناظران يصعد إليهما بـ 13 درجة بشكل حلزوني مخفي بعد اجتياز باب مزخرف بالخيط العربي ونقش داخل كل منهما الآية "كنتم خير أمة أخرجت للناس" صدق الله العظيم.
أما المشفى فيلاصق الجامع ويتألف من 11 طابقاً وعدد غرفه يقارب 150 غرفة.
يعود الفضل في بناء الجامع للمرحوم الحاج "محمد بادنجكي" في إرساء اللبنات الأولى وجمع التبرعات وللمرحوم الشيخ "محمد الشامي" في الدعم والتعريف بالجامع.
أما الجهد الأكبر فيعود للمرحوم العميد المتقاعد "محمد عادل ميري" نائب رئيس اللجنة والذي تولى الإشراف على إدارة المشروع ومتابعة أعماله ومستلزمات بنائه إثر مغادرة المرحوم الحاج "محمد بادنجكي" إلى "السعودية" حيث وافته المنية هناك في العام 1978».
وختاماً يقول: «بلغت الكلفة الإجمالية للجامع والمشفى 30 مليون ل. س، وقد تم استيراد بعض لوازمه من خارج القطر، فالمرمر من "إيطاليا" والسيراميك من "إسبانيا" والألمنيوم من "اليونان" والكريستال من "النمسا" وأجهزة الصوت من "ألمانيا" والسجاد من "تشيكوسلوفاكيا" والبوليتان من "تركيا" والدهان من "لبنان".
والجدير بالذكر أنه ساهم في الجامع عدد من الفنانين المبدعين، وهم: المرحوم المهندس "بشير المهندس" الذي قام بتصميم الدراسات المعمارية والتزيينية ورافق المشروع من بدايته ودون أي مقابل، وكل ما أنجز معمارياً وتزيينياً كان بإشرافه وإرشاده خلال 18 عاماً وهي المدة التي استغرقها المشروع، والمرحوم المهندس "زهير الخيمي" الذي قدم مخططات الأعمال الكهربائية والصوتية، والمهندس "سهيل بنقسلي" الذي أدار المشروع وقام على تنفيذه لسنتين، وأخيراً المرحوم الفنان الخطاط "محمد كامل فارس" الذي قدم الأعمال الفنية والكتابية».
الأستاذ "حسن بيضة" وهو باحث في التراث الحلبي وأمين "مكتبة الصابوني" بجامعة "حلب" قال عن الجامع: «يقع "جامع الرحمن" بالقرب من "حديقة السبيل" في "شارع فيصل".
لقد تبارى المبدعون فيه في صب ما لديهم من إبداعات ومواهب، لأن "حلب" أرادت أن تجعله متحفاً لفنونها المتعددة، حداثة في البناء في مآذنه المتعددة الصغيرة، وقبة مترفة بالألوان والمرصعات، فإذا انعكست أشعة الشمس تلألأت فنشرت ضياءها فيما حولها.
أما من داخل الجامع فقد جاءت وفود الفنانين لتتبارى في إظهار الجمال والجلال فهذا الرسام أمسك بريشته المرهفة وأخذ يتلاعب بالألوان والأشكال وذاك الفنان بدأ قلمه يخط كلام "الله" على الجدران وفوق المحراب وبجانبه عامل الموبيليا الذي جلب ورشته ونام على هدهدة الجمال الذي تراءت له فأبدع في التصاميم، أما المهندس فكم سهر الليالي الطوال وهو يصمم ويعدل حتى تربعت على أوراقه تلك الأشكال الرائعة.
بهذا تستطيع مدينة "حلب" أن تباري المدن الإسلامية كلها بقبة الجامع بفن عمارتها وجمالها الهندسي فحينما تتأملها تصبح مبهوراً إذ تضارع "تاج محل" وقصور "إسبانيا" والشرق لتبقى أجمل قبة في جوامع "حلب" والعالم الإسلامي عموماً».