هو الطائر الوحيد من بين طيور جنسه الذي يحب العيش في مناطق شبه صحرواية خاصة في بادية "دير الزور" ذات الغطاء النباتي المفتوح والشجيرات البرية "كالشيح" و"القيصوم"، ويتميز بقدرته على الطيران السريع على الرغم من ثقل وزنه وحجمه.
أطلق عليه أهالي الفرات اسم "دجاجة البر والخرب" لأنه يعيش في المناطق المهجورة، وللوقوف عند هذا الطائر وشرح صفاته ونمط حياته وعاداته التقت مدونة وطن eSyria بتاريخ 18/2/2013 المهندس "محمد حاج خضر" والذي تحدث بالقول: «"الحباري" طيور برية يتراوح حجمها بين المتوسط إلى الضخم، والذكور منها أكبر بصورة عامة من الإناث، وتستوطن "الحباري" المناطق شبه الصحراوية، تكون الذكور عادة اكبر حجماً من الإناث فاتحة اللون، وخصلة الريش في قمة الرأس مسودة، وللذكور ريش استعراضي جميل، فأجزاؤه العليا عادة تكون ذات ألوان مضللة للتخفي، أما الأجزاء السفلى فإن ألوانها قد تكون بيضاء أو صفراء برتقالية أو سوداء».
يعتبر من اكبر الأنواع، وربما يكون أثقل طائر قادر على الطيران، حيث يصل وزن الأنثى إلى 2 كيلوغرام والذكر يتخطى 3,5 كيلوغرامات، ويزين طائر "الحباري" العرف والشوارب وريش الرقبة
يضيف: «يعتبر من اكبر الأنواع، وربما يكون أثقل طائر قادر على الطيران، حيث يصل وزن الأنثى إلى 2 كيلوغرام والذكر يتخطى 3,5 كيلوغرامات، ويزين طائر "الحباري" العرف والشوارب وريش الرقبة».
وأشار المهندس الزراعي "أحمد الحسين" إلى موعد تكاثر "الحباري" بالقول: «تضع الإناث من 2 – 5 بيضات ويكون لونها مائل إلى "الأبيض الطحيني" وهي عموماً لا تبيض إلا بعد سنه أو أكثر من العمر، وتحضنها مدة 28 إلى 30 يوماً، وتقوم برعاية الفراخ بمفردها دون مساعدة الذكر لمدة 8 أسابيع تقريباً حتى ينبت ريشها وتبدأ الصغار الطيران لمسافات قصيرة، تقضي طيور "الحباري" أكثر أوقاتها مشياً، إلا أنها تعتبر من الطيور القادرة على التحليق بقوة وسرعة كبيرة، وخاصة إذا ما أحست بالخطر».
يتابع: «تميل الحباري إلى الصمت، إلا في موسم التكاثر حيث تحدث بعض أنواعها أصواتٍ عديدة، أما الأنواع الأصغر فهي تستخدم أصواتها بصورة متكررة كما أنها كثيرة الضوضاء، تتغذى معظم طيور "الحباري" على ما تجده في البيئة المحيطة بها، وتتضمن وجبات الكبار منها "الجراد، صراصير الليل، براعم النباتات الصغيرة، البذور والفاكهة والأزهار والحيوانات الفقارية الصغيرة"، أما صغارها فتأكل أساساً الحشرات، ومن الملاحظ أن "الحباري" تركز على البروتينات كطعام وذلك لبناء الشحم في الجسم للتكاثر، وأيضاً قبل الهجرة إلى مناطق الشتاء وذلك لمساعدتها على قطع المسافات الطويلة بالاعتماد على الشحم المخزن في الجسم».
ويشير الباحث المرحوم "عبد القادر عياش" عن طيور وادي الفرات بالقول: «"الحباري" طائر من بين أكثر الطيور التي تعلق بها وأحبها الإنسان في منطقة الفرات، والعلاقة بين هذا الطائر البديع والإنسان غائرة في القدم فهو يعتبر من الطيور الجميلة، وأطلق عليه أهل الفرات "دجاجة البر والخرب" فهو يعيش في الأماكن التي توجد فيها الشجيرات البرية "كالقيصوم" و"الشيح"، وأكثر ما ينتشر "الحباري" في بادية الفرات والشامية والجزيرة، فهو طويل العنق فيه ريش ناعم أسود في منقاره بعض الطول».
يضيف: «تهاجر "الحباري" أواخر تشرين الثاني إلى العراق لأنها لا تتحمل البرد، وتقصد "الدير" في الصيف، وتعيش "الحباري" منفردة أو في زمر صغيرة ولكنها تتفرق أزواجاً في موسم التفريخ، ولثقل جسمها وقصر جناحها لا تطير بسرعة فهي تحتاج إلى أن تدرج على الأرض ثم تطير، وتصل سرعتها إلى 80 كم في الساعة إذا أحست بالخطر، وتختبئ بين الشجيرات حيث يساعدها تقارب لون ريشها مع الطبيعة الصحراوية المحيطة بها، ما يصعب على الصيادين ملاحظتها، فلونها بين (البيج والحنطي) منقط بنقط قهوائية لها عرف صغير، أما صدرها فأسود ضعيف وعيونها كبيرة ورأسها مربع طول ساقها 25 سم وترتفع 40 سم ولها ثلاثة أرجل.
يقول أهل "الدير" بعض الأمثال "أكمد من الحباري" و"الكمد" من الحزن المكتوم، وقالوا: "اسلح من الحباري" عند حالة الخوف، والمثل الثالث "اقطر من إبهام الحباري" لصغر أصابعه».