يوجد في مدينة "حلب" عدد كبير من المباني الدينية التي تضم قصصاً وحكايات تعود بأصولها إلى أقدم الأزمنة ومن هذه المباني "جامع الصالحين" الذي يضم "حجرة إبراهيم".

حول أهمية هذا الجامع تحدث لمدونة وطن بتاريخ 3/1/2013 السيد الحاج "حنان عبدو" من أهالي "باب المقام" القريب من المكان بالقول: «يضم الموقع المذكور مقبرة قديمة تضم عدداً كبيراً من مقابر الأولياء والصالحين وكذلك جامعاً، والموقع بشكل عام يسميه الناس مقام الصالحين. وبالنسبة لتاريخ بناء المقام أو الجامع، فهو قديم جداً وليس لدي معلومات دقيقة ويمكنكم الاستعانة هنا بباحث أثري، أما بالنسبة لأهمية هذا المكان شعبياً لدى الناس فهو من أكثر الأماكن المباركة في "حلب" وريفها، إذ فيه حجرة قديمة ومباركة في الجامع يعتقد الناس بأنها عائدة للنبي "إبراهيم الخليل" وقدمه مطبوعة عليها، ولذلك يأتي الناس للمكان من مختلف الأماكن للتبرك وبشكل كبير وخاصة خلال أيام الجمع والمناسبات الدينية، كما يزوره سنوياً المئات من السياح الأجانب والباحثين المحليين والأجانب للتعرف عليه وكتابة تاريخه باعتباره من أهم المواقع الدينية– التاريخية بحلب».

يقع الموقع خارج أسوار المدينة القديمة ويمكن الوصول إليه من خلال "باب المقام" في الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة القديمة

وتابع: «يقع الموقع خارج أسوار المدينة القديمة ويمكن الوصول إليه من خلال "باب المقام" في الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة القديمة».

صخرة إبراهيم في الجامع

وحول الموقع يتحدث الباحث الأثري "عبد الله حجار" وهو مستشار جمعية العاديات للفترات الكلاسيكية بالقول: «"مقام الصالحين" هو عبارة عن مكان عبادة قديم جداً فيه صخرة تنسب إلى "إبراهيم الخليل" ويتم الدخول إلى المسجد من باب حجري بازلتي يذكر بأبواب نساك الأبراج في القرن السادس الميلادي وقد قامت فوقه مئذنة صغيرة. فوق المدخل إلى القبلية توجد كتابة قديمة بالخط الكوفي المورق مؤلفة من سبعة اسطر ونصها: بسم الله الرحمن الرحيم مما أمر بعمله ملك الملوك عضد الدولة أبو شجاع أحمد ابن يمين أمير المؤمنين وجرى ذلك على يد تاج الملوك أبي الغنائم في سنة تسع وتسعين وأربعمئة، ويقابل هذا التاريخ 1106م».

وأضاف: «يقال بأن الصخرة الموجودة في قبلية الجامع هي من أيام "إبراهيم الخليل" وأن قدمه مطبوعة عليها، ويذكر "الغزي" وهو مؤرخ حلبي بأن الأمير "مجد الدين أبو بكر محمد بن الداية" أنشأ خانقاهاً في "مقبرة الصالحين"، وفي شرقي صحن الخانقاه توجد "مغارة الأربعين" وفي المسجد جهة الشمال قبر الإمام "علاء الدين أبي بكر القاشاني الحنفي" وقبر امرأته "فاطمة بنت الشيخ علاء الدين السمرقندي"».

مئذنة الجامع

ويختم: «تحوي "مقبرة الصالحين" العديد من القبور القديمة عائدة للقرن الرابع عشر الميلادي وما قبله وقد نقل أحد قبورها الجميلة إلى الجناح الإسلامي في المتحف الوطني بحلب ويحمل كتابات كوفية مورقة بديعة».

الدكتورة المهندسة "نجوى عثمان" تتحدث في كتابها الشهير "الآثار والأوابد التاريخية في حلب وكلس وغازي عنتاب": «يقع جامع الصالحين ضمن "مقبرة الصالحين" وقد أمر بإنشائه "عضد الدولة أبو شجاع أحمد" في العام 499 هجرية 1105 م. وأهم ما في هذا الجامع هو محرابه الذي يحوي صخرة ناتئة يقال بأن سيدنا "إبراهيم الخليل" عليه السلام جلس عليها مستقبلاً "حلب" حين فارقها وكأنه يودعها ويتأسف على فراقها، وهذا المحراب مزخرف بزخارف حجرية، وقد تم تجديده في العصر العثماني في العام 1144 هجرية 1731 م ، كما أضيفت الغرف شرق الصحن وغربه وكذلك الأقبية التي تحت الغرف الشرقية في العام 1190 هجرية 1776 م. وفي المقبرة التي تحيط بالجامع مجموعة من القبور القديمة التي تعود إلى العصور السلجوقية والزنكية والأيوبية والعثمانية وكذلك قبور العديد من العلماء والصالحين».

موقع الجامع حسب خريطة غوغل