تكثر الحيوانات في منطقة الفرات ومنها اللاحمة والعاشبة، وقد استفاد أهالي "دير الزور" وريفها من هذه الحيوانات وكسبوا رزقهم منها، ولكن بعضها هجر المنطقة ولم يبق له اثر فيها.
«منطقة "دير الزور" غنية بحيواناتها ولا نغالي إذا قلنا إن البيت الديري سواء أكان في الريف أم المدينة اهتم بتربية الحيوانات إما للفائدة أو المتعة»، هذا ما قاله "نجم العبد الله" من منطقة "البصيرة" لمدونة وطن eSyria بتاريخ 22/11/2012، وتابع: «ولكن تطور الحياة واستخدام أساليب الصيد الجائر أدى إلى انقراض بعضها ورحيل بعضها الآخر، ومن هذه الحيوانات التي لم يعد لها وجود في المنطقة "النمر" وكان يتواجد في منطقتي "الجزيرة"، و"الشامية"، ولم يعد يشاهده أحد منذ أكثر من مئة عام، فبعض المعمرين يقولون إن البدو شاهدوه في المناطق المنقطعة البعيدة».
منطقة "دير الزور" غنية بحيواناتها ولا نغالي إذا قلنا إن البيت الديري سواء أكان في الريف أم المدينة اهتم بتربية الحيوانات إما للفائدة أو المتعة
وتابع "العبد الله": «يقال إن قرب "دير الزور" إلى طريق "البصيرة" حيث يتواجد "وادي السباع" جعل من تواجد تلك الأسود تواجداً كبيراً قبل انقراضها، بالاضافة إلى الأسود في منطقة "البشري" تواجد حيوان "حمار الوحش" الذي كان يرد إلى "نهر الفرات" كقطيع، وكان الديريون يربونه في بيوتهم إلا أنه لم يعد له وجود منذ أكثر من سبعين عاماً».
أما "سامر الجمعه" وهو موظف في الزراعة فيقول: «هناك حيوانات في "دير الزور" وريفها ذات أسماء غريبة منها مثلاً "الشيب" وهو حيوان يتوالد من ذكر الضبع وأنثى الذئب، يتصف بأنه حيوان شرس وسيئ الطباع، وكان يهاجم الإنسان في قرى "الجزيرة" التي كان يتواجد فيها بكثرة، بينما كان تواجده أقل في "الشامية"، وهناك أيضاً "الغريري" وهو بين الكلب والسنور ويعيش في "البادية" و"جبل البشري" وقرب القرى، وكان يأكل جثث الموتى ولا يظهر إلا ليلا، كذلك كان يتواجد حيوان "الدعلج" وله أسماء عديدة منها "النيص، والشهيم، والدلدل"، لكن "الدعلج" هو الاسم الأشهر له في "الشامية، والجزيرة"، وهو اكبر من الأرنب ويغطي جسمه أشواك كبيرة، ويقال إنه حين كان حين يهاجمه الخصم فإنه يوجه قفاه إليه ويقذفه بوابل من تلك الأشواك التي يصل طول بعضها إلى /30/ سم حيث تغرز في جسم الخصم وتؤذيه، وكان الناس يأكلون لحمه ويتخذون من أشواكه الملونة بالأبيض والبني زينة، وأحياناً كانوا يكتبون بها، كذلك كان هناك "أبو عماية" وهو "الخلد" لأنه كان يعيش تحت الأرض ويتغذى بجذور النباتات، وذيله طويل وحجمه كبير».
الشاب "عمر المزعل" وهو يمارس هواية الصيد قال: «تكثر الحيوانات البرية مثل "الذئب" الذي يكثر في "بادية الشام" في المغاور والأحراش، وكذلك "الضباع" ويقال إنه في عام /1965/ تسلل ضبع إلى حي "الجبيلة" وتجول ما بين البيوت وبعدها خرج إلى البرية، وقد شاهده بعض الأهالي في المنطقة، وكذلك "الثعلب" ويسمونه "حصيني" أو "أبو الحصان" وهذه التسمية نتيجة احتياله للدفاع عن نفسه حيث يتظاهر بالموت، وهو موجود بكثرة لقلة الاهتمام بصيده، والبعض يأكل لحمه ويستفيد من فروته، وهناك "الواوي" أو "ابن أوى" وهو يسرق الدجاج في القرى ويأكل فضلات طعام الناس وينبش قبور الموتى ويأكل العنب. يوجد أيضا"القط البري" أو"النمس"، ويجب ألا ننسى الحيوانات الأليفة وهي متنوعة ما بين المدينة والريف ويعتمد عليها الأهالي في معيشتهم وكسب رزقهم "كالجمال، والغنم، والماعز، والبقر"، ويستفاد من لبنها ولحمها وجلدها وشعرها».
ثم ختم حديثه فقال: «يمارس أهالي منطقة الفرات أيضاً هواية الصيد فقد كانوا يصطادون الأرانب والضب والغزلان في ما سبق، لكن منعت الدولة صيد الغزلان وجعلت لها محميات خاصة بها حفاظاً عليها من الانقراض من المنطقة، والقانون يعاقب كل من يحاول اصطيادها لذلك توقف الصيد منذ صدور هذا القانون».