تابع اللقاء التشاوري للحوار الوطني الشامل أعماله صباح اليوم 11/7/2011 بحضور "فاروق الشرع" نائب رئيس الجمهورية وذلك في مجمع "صحارى".
وتتضمن الجلسة الأولى لهذا اليوم وهي الثالثة في برنامج اللقاء ويترأسها الدكتور "محمد حبش" عرض مشروعي قانوني الأحزاب والانتخابات والاستماع إلى مداخلات المشاركين.
ولا أتردد عن الإعلان بأن ما جرى ويجري جاء أيضاً نتيجة حتمية وطبيعية في نهج سياسي عام وضع البلد وفق دستور جديد في يد حزب واحد طوال 40 عاماً فترتب على ذلك من جهة أولى الادعاء المفرط بقدرات هذا الحزب ومن جهة ثانية الاستبعاد لقدرات لا حصر لها لدى من استبعد
وقال "الشرع" أمس الأحد 10/7/2011 في افتتاح أعمال مؤتمر اللقاء التشاوري للحوار الوطني الشامل الذي أعلن عنه السيد الرئيس "بشار الأسد" في كلمته على مدرج جامعة دمشق بمشاركة شخصيات من مختلف أطياف الشعب السوري تمثل قوى سياسية حزبية ومستقلة ومعارضة وأكاديميين وناشطين شباباً إن اليوم العاشر من تموز هو بداية حوار وطني وهو ليس كغيره من الأيام لأننا نأمل منه أن يفضي في نهاية المطاف إلى مؤتمر شامل يعلن فيه انتقال سورية إلى دولة تعددية ديمقراطية يحظى فيها جميع المواطنين بالمساواة ويشاركون في صياغة مستقبل بلدهم.
وأضاف "الشرع".. «من هذا المنطلق وجهت الدعوة إلى هذا اللقاء التشاوري إلى شخصيات وطنية من كل الانتماءات والتوجهات والتيارات حزبيين بعثيين وجبهويين ومستقلين ومعارضين ومفكرين وأصحاب رأي ومن مختلف ألوان الطيف السوري الذي يصعب على الناظر إليه أن يفصل لوناً عن الآخر وسيدعى المزيد من الشخصيات الوطنية إلى المؤتمر الأشمل الذي سنبدأ بالتحضير له بعد انتهاء هذا اللقاء التشاوري».
وقال "الشرع" : «علينا أن نتذكر أن هذا الحوار لا ينطلق في أجواء مريحة سواء كان ذلك في الداخل أو الخارج.. أجواء يكتنفها الكثير من الشك والريبة وتخفي في أعماقها قدراً لا يستهان به من الرفض والقلق في أكثر من مكان فالتحول في مسار القوانين والانتقال من وضع إلى آخر لا يمكن أن يمر بيسر وسلاسة دون عقبات طبيعية كانت أو مفتعلة والخطط المضادة لدى الآخرين سواء كانت معدة مسبقاً أو تمت فبركتها في عجالة إنما استندت في معظمها إلى كم كبير من الأخطاء والنفايات التي كنا نرميها تحت سجادنا دونما تفكير عميق في قادم الأيام كما اعتمدت الخطط المعدة على مفاجآت معرفية على مستوى العالم الذي وظف أدواته من وسائل إعلام بمهارة عالية في هذه الأحداث بدلاً من استخدام السلاح المتطور كما كان يحصل عادة في حروب القرن الماضي وزاد من خطورة الانزلاقات الراهنة قراءتنا السطحية لما كان يجري من حولنا وتجاهلنا لما أثاره الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 من غرائز مذهبية وعرقية في منطقتنا متناسين أن الدول الغربية يمكنها أن تسوق ما تفعله بدهاء لدى مجالس أمنها ولدى مواطنيها بأنه دفاع عن النفس حتى لو كان جنودها يعملون على بعد عشرات الالاف من الكيلومترات وباختصار المطلوب منا أن نستنتج أنهم أبرياء حتى لو خدعة ونحن مدانون إلى أن تثبت براءتنا أمام محاكمهم أيضاً وليس أمام محاكمنا التي للأسف لا نوفر لها ما تستحق».
وأضاف "الشرع".. «أقول باسمكم جميعاً انطلاقاً من تلبيتكم لدعوة الحوار الوطني إن إيصال أصواتكم هو حق مشروع كما هي المطالب المحقة الأخرى التي تتعلق بحياة الناس المعيشية وهذا الحوار ليس منة من أحد على أحد ولا يمكن اعتباره تنازلاً من الحكومة للشعب بل هو واجب على كل مواطن عندما ننطلق من الإيمان الراسخ بأن الشعب هو مصدر السلطات كباقي الدول المتقدمة».
وأوضح "الشرع" أن معاقبة أشخاص يحملون رأياً فكرياً أو سياسياً مختلفاً بمنعهم من السفر أو العودة إلى الوطن ستقودهم إلى التماس الأمن والحماية من المجتمعات الأخرى وأود الإعلان في هذا السياق عن صدور قرار واضح من القيادة يفضي بعدم وضع عقبات غير قانونية في وجه سفر أو عودة أي مواطن سوري إلى وطنه متى شاء ولقد أبلغ وزير الداخلية بهذا القرار لتنفيذه خلال أسبوع من تاريخه.
وقال "الشرع" :« إن الحوار ليس بالأمر البسيط ولا هو دائماً في متناول الجميع كما قد يتوهم البعض إذ لا بديل عنه في الوضع الراهن غير النزيف الدموي والاقتصادي والتدمير الذاتي أما فكرة اللاحوار فلا أفق سياسياً لها ولا أظن أن هذه الفكرة ستكون مطلباً شعبياً في أي ظرف كان فكيف بظروف بلدنا ومنطقتنا في هذه الأيام».
وأضاف "الشرع" : «أن اللاحوار فكرة عبثية فالحروب الكبرى والصغرى والأزمات الوطنية والقبلية لم تنته يوماً إلا بالحوار أو بواسطته وعلى أساس هذه المفاهيم المبدئية والموضوعية نتفاءل بمستقبل هذا الحوار الوطني وآمل بأن تتفاءلوا معي.. إن وطننا غالٍ علينا جميعاً.. هو الآن على محك في هذه الظروف التي يجب أن نستعيد فيها الشجاعة والحكمة آملين وواثقين بإيفاء السيد الرئيس "بشار الأسد" بما وعد به».
وقال "الشرع".. إن التطبيق الكامل للقوانين التي صدرت ولم تسمح الظروف السائدة أن تدخل حيز التنفيذ ولاسيما قانون رفع حالة الطوارىء كفيل بأن ينقل سورية إلى مرحلة جديدة متقدمة لم تعهدها بلادنا إلا لماما منذ جلاء المستعمر عن أراضيها.
وأضاف "الشرع" إن ذلك يتطلب من الجميع التحلي بروح المسؤولية التاريخية لتجاوز هذه الحلقة المفرغة والتظاهر غير المرخص يؤدي إلى عنف غير مبرر سينجم عنه استمرار سقوط الشهداء من المدنيين والعسكريين وكلهم أبناء هذا الوطن الذي نعيش وندافع عنه كما يجب الاعتراف أنه لولا التضحيات الجسام التي قدمها الشعب السوري من دم أبنائه مدنيين وعسكريين في أكثر من مدينة وبلدة لما كان لمثل هذا اللقاء أن يعقد بمتابعة رسمية وحزبية على أعلى المستويات تحت عدسات المصورين.
وقال "الشرع" لقد كان ثمن هذه الدماء الزكية كما يدرك المواطنون السوريون في أعماقهم أغلى من كل الحسابات الضيقة وأسمى من كل الأحقاد الدفينة التي سجلتها شاشات الأشقاء بتشف وحبور لم ينافسهم عليها أعداء الأمة وخصومها.
وأضاف "الشرع" : «لقد كان من السهل كما هو الحال في وطننا العربي الكبير إثارة الغرائز المذهبية والعرقية وصب النفط على نارها وعرضها للأسف تحت المجهر مع الموسيقا المرافقة لإدخال الرعب فى نفوس الكبار قبل الصغار غير أن الحوار الوطني الذي لا رجعة عنه هو أكثر انسجاماً وتماهياً مع تاريخ سورية وشعبها المعطاء وتألق حضارتها المدهشة».
وأكد "الشرع" أن مجتمعنا لن يستطيع بغير النظام السياسي التعددي الديمقراطي الذي سينبثق عن هذا الحوار أن يصل إلى الحرية والسلم الأهلي اللذين يرغب بهما كل مواطنيه فى أرجائه كافة وإذا نجح الشعب السوري في التحرك الديمقراطي سلمياً وبالتعاون بين جميع أطيافه ودون أي تدخل أجنبي فهو سيكون قد نجح في كسر الحلقة المفرغة التي يدور فيها جدل محتدم بين الحل السياسي للأزمة والحل الأمني ونجح في أن يعزل عن بيئته من لا يهمهم مستقبل هذا الوطن أو التغيير تحت سقفه أياً كان هذا التغيير دون أن يدركوا أن هذا يخدم مصلحة أعداء سورية في تقسيم الوطن فقد أثبتت مختلف مراحل التاريخ أن استعانة العرب بالأجنبي واستقوائهم به لم تجلب لهم الحرية المنشودة وإنما المزيد من فقدان الأمن والأرض.
وتابع "الشرع" أن سورية التي ستطبق فيها الاصلاحات المرتجاة ستكون سورية التي شفيت من جراحها تماماً ولن تجد حينها من ينكؤها ستكون سورية الخالية من الأحقاد والضغائن التى يريد البعض في الداخل والخارج إيقاظها.
وأضاف "الشرع" أن الحوار الوطني يجب أن يتواصل سياسياً وعلى كافة المستويات ومختلف الشرائح لطى صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة في تاريخ سورية ليس في تحقيق هذا الهدف سذاجة بل خيال سياسي له في جوانحه الكثير من الواقعية المرجوة.
وقال "الشرع" : « لم لا نختصر الخطوات والمعاناة سواء كنا مسؤولين أو مواطنين عاديين ونستفيد من تجارب الشعوب والأمم التى دفعت غالياً من عرق ودماء أبنائها لعقود طويلة لتبدأ بعدها مسيرة الإصلاح الديمقراطي التعددي.. لم لا يكون هذا اللقاء التشاورى بداية هذا الطريق وهذا النهج ومع تمنياتي الصادقة لأعضاء اللقاء التشاوري بالتوفيق والتوافق في مناقشاتهم لجدول الأعمال المعروض أمامكم كما أتمنى على الشعب السوري الذي هو مصدر السلطات أن يتعاطف مع كل مواطن وسياسي يسعى إلى إعطاء هذا الحوار فرصته من النجاح وحكمه على الأفعال قبل الأقوال ».
من جهته توجه الأب "الياس زحلاوي" بالتحية لأرواح الشهداء والجرحى وجميع ذويهم وقال إنني لا أتردد عن الإعلان أن ما جرى ويجري جزء أساسي من حملة استعمارية صهيونية قديمة كانت ترمي كما يعرف الجميع إلى تقسيم العالم العربي بل إلى تفتيته وقد خطط لهذه الحملة منذ الفترة التي سبقت ورافقت "سايكس بيكو" ووعد "بلفور" وعهد الانتدابين البريطاني والفرنسي اللذين فرضاً على الشرق العربي.
وتابع "زحلاوي" : «ولا أتردد عن الإعلان بأن ما جرى ويجري جاء أيضاً نتيجة حتمية وطبيعية في نهج سياسي عام وضع البلد وفق دستور جديد في يد حزب واحد طوال 40 عاماً فترتب على ذلك من جهة أولى الادعاء المفرط بقدرات هذا الحزب ومن جهة ثانية الاستبعاد لقدرات لا حصر لها لدى من استبعد».
وقال "زحلاوي" : «ولا أقول جديداً إن ذكرت بما نجم عن ذلك فيما نجم من مصادرة واسعة للحريات فكراً وقولاً وإبداعاً ومن هجرة واسعة أيضا لأدمغة البلد وفنييها ويدها العاملة ومن انتشار لروح الخوف والانتهازية ومن انزلاق الكثيرين ممن حملوا سلطة ما في متاهة بتنا نسميه اليوم علنا الفساد الذي يشكل للأسف أشرس أعداء سورية اليوم قبل الغد إن لم يعالج جذرياً وسريعاً».
وأضاف "زحلاوي".. «لا أتردد عن الإعلان أن ما جرى ويجري كان من أسوأ نتائجه تغييب الشروط الصحيحة لنشوء أي حوار بين المسؤول والشعب واتساع الهوة بينهما حتى جاء يوم بات فيه حتى من انتخب لينطق باسم الشعب في مجلس الشعب لا ينطق في معظم الحالات إلا باسم الحاكم ومصلحته الذاتية أو الفئوية».
وقال "زحلاوي".. «كل ذلك كان من شأنه أن يقود البلد إلى كارثة لولا عاملين حاسمين أولهما النهج القومي الصريح والمكلف جداً سياسياً وبشرياً واقتصادياً الذي سارت عليه سورية دائماً في مواجهة الصهيونية إزاء التخاذل المتلاحق لمعظم الزعماء العرب والذي عمقه ووسعه الرئيس "بشار الأسد"».
وتابع "زحلاوي".. لقد كان البرهان القاطع على نجاح هذا النهج وحجم خطره هذه الأزمة الحالية التي تشنها إسرائيل من خلال أجرائها في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية والتي بينت غاياتها الصريحة وكيلة وزارة الدفاع الأمريكية في بدء الأزمة كما بينها منذ أيام قليلة وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير والعامل الثاني الصدمة المروعة التي أحدثتها هذه الهجمة لدى معظم السوريين واستيقاظ حبهم الدفين والعميق لسورية وقد وجد ما يستقطبه ويؤججه في شخص الرئيس الدكتور بشار الأسد بفضل تعامله الإنساني مع الناس وتوجهه الإصلاحي الصريح مع أنه يشكل هو أيضاً جزءاً من نظام ترك على توجهه القومي الصريح جراحا وغصات ومآخذ لدى الكثيرين.
وأضاف "زحلاوي". إن مقترحاتي بشأن الحوار الوطني هي.. إن أي حوار يعني الاعتراف الكامل بشخصية الآخر مادام ابن هذا الوطن وهذا يعني الاعتراف العملي بكامل حقوقه وواجباته أمام القانون وفرص الحياة وبالتالي بكامل أهليته لممارسة المسؤولية كلها في نطاق الوطن بغض النظر عن معتقده وعرقه ولونه ومنشئه في ظل إيمان طرفي الحوار السابق بضرورة الوصول إلى نتائج حقيقية خصوصا إذا ما توقف على هذا الحوار مصير وطن بأكمله وشعوب برمتها أو ربما العالم ويترتب على ذلك إطلاق الحريات كاملة حتى إنشاء معارضة بناءة تقوم بدور المراقبة على سلامة سير الأمور على كل صعيد السياسي والاقتصادي والثقافي وتنبه إلى ما يجب التنبيه إليه وتحدد بصراحة مواطن الخطأ والمخطئين لتصويب مسارات البلد كلها ووضع حد نهائي للاعتقالات التعسفية وإطلاق سبيل معتقلي الرأي الحاليين على الفور.
وقال "زحلاوي".. بشأن تعديل الدستور فإنني أرى ضرورة لا لإلغاء المادة "8" من الدستور وحسب بل تغيير الدستور بكامله ليأتي منسجماً مع بناء دولة حديثة متطورة تستند إلى اقتصاد قوي ممنهج يستحقها هذا الشعب الرائع الذي تجاوز من المطبات خلال أشهر ما يمكن أن تنزلق بواحد منها شعوب بأكملها.
وأضاف "زحلاوي" بشأن مناقشة مشروع قانون الأحزاب أرى أن يسمح بتشكيل أحزاب جديدة وهذا ما يؤدي إلى تحقيق تعددية سياسية ومبدأ تداول السلطة على ألا تؤسس على انتماء ديني أو عشائري أو عائلي.. اما بالنسبة لقانون الانتخابات فلا بد للانتخابات من أن تكون انتخابات وليست إملاءات كي يكون النائب حقاً ناطقاً باسم من انتخبه وكي يتسنى للمنتخب محاسبة النائب الذي انتخبه وأرى أن يستبدل اسم مجلس الشعب بمجلس النواب.
وأضاف "زحلاوي" بالنسبة لقانون الإعلام فقد يكون من المهم ما بات مطروحا بكثرة عن حرية الصحفي وحمايته وأحقيته بالمعلومة وعن حق المواطن في الحصول على المعلومة الصحيحة التي تستند إلى إعلام يساهم مساهمة فعالة في تنمية الوعي والمعرفة ولكن الأهم هو الاستراتيجية أي ماذا تريد سورية من الإعلام وكيف له أن يرسم رسالتها داخلياً وخارجياً.
بدوره قال "أنيس كنجو".. لا أشعر بمشكلة مع معارضين وطنيين لم يشاركوا في هذا المؤتمر ولكن الوطن يعيش في قلوبهم وضمائرهم وتأبى مواقفهم الصريحة المعلنة إلا أن يكونوا ضد كل طامع يريد أن يسلبنا إرادتنا في المقاومة والممانعة وحقنا في القرار الحر المستقل وضد كل عدو لا يريد لنا إلا الفتنة والخراب والدمار.
وأضاف "كنجو" في تقديري أن المسألة بالنسبة لهم هي مسألة ثقة وتوفير بيئة للحوار كما يقولون وتبقى الآمال كبيرة بأنهم سيلتحقون بركب الحوار.
وقال "كنجو".. «إن الجيش مؤسسة وطنية وهو سياج الوطن المنيع لعنوان الوحدة الوطنية وهو محط آمال الجميع وموضع احترامهم.. لقد فشلت الممارسة السياسية للفكر القومي العربي منذ ثورة 23 تموز وحتى الآن ما منح فرصة
عريضة للآخرين وجاءت انتفاضتا تونس ومصر حمالة أوجه فإما أن تتمخض عن يقظة للفعل العربي من إغماءاته التي عانى منها منذ اتفاقية كامب ديفيد وإما أن يجري الالتفاف عليها برعاية أمريكية».
وأضاف "كنجو" من هنا تكتسب الأزمة السورية الراهنة أهميتها الخاصة وكمراقب حيادي ومستقل ومتطلع إلى حبل نجاة لبلادنا التي تعاني من احتكار السلطة منذ 1963 والمهددة اليوم أقول للمعارضة الوطنية ولأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية إن أهداف المؤامرة الكبرى التي تستهدف الوطن العربي والعالم الإسلامي بأسلوبها الماكر الجديد وأدواتها العصرية المميزة لا تترك مجالاً للتردد أو الحيرة في الترقب والانتظار.
وقال "كنجو".. «إن الرئيس "بشار الأسد" يتمتع بفكر وثقافة وسلوك ورؤى ومؤهلات قيادية تسمح للمعارضة بالاستجابة إلى دعواته في الحوار والقبول بزعامته لمرحلة تنقل البلاد إلى بر الأمان فالمطلوب الآن من المعارضة أن تشكل عامل ترجيح وتغليب لمنطق التغيير الذي يمثله الرئيس بشار الأسد في مقابل من قد لا يتحمس للتغيير».
وأضاف "كنجو" أقول للسيد الرئيس إن الملايين من شعبك التي تملأ الساحات في جميع محافظات القطر تهتف لك وتناشدك الإصلاح والتغيير وتدعو للوحدة الوطنية وهذا أساس الحل ومنطلقه ويبقى الحل الأمثل هو الثقة التي لا تتزعزع ولا تهتز لشعبك العربي السوري جميعه بلا استثناء.
وقال "كنجو" إن معالجة الأزمة لا تكون من نتائجها وإنما من أسبابها وفي ضوء النتائج اقترح ما يلي.. أن نناقش في هذا اللقاء مشروع دستور جديد يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية في حال توفره وإذا لم يكن قد توفر بعد ندعو اللجنة الدستورية المشكلة منذ زمن أن تنجزه بسرعة وأن يطلق مشروع الدستور الجديد على الاستفتاء الشعبي خلال شهرين على الأقل ومع إعلان نتائج الاستفتاء ستكون البلاد قد دخلت في عهد جديد هو عهد الجمهورية الثامنة منذ الاستقلال.
وأضاف "كنجو".. يجب مناقشة قوانين الأحزاب والإعلام والانتخابات ووضعها في صورتها النهائية تمهيدا لإصدارها خلال شهر من الإعلان بالإضافة إلى قانون الإدارة المحلية المعدل وبذلك تكتمل شروط الانتقال السليم والشفاف إلى الجمهورية الجديدة.
وقال "كنجو" : سينتج إصدار قانوني الأحزاب والإعلام حراكاً شعبياً كبيراً وأقترح تشكيل مجلس شورى مصغر يتضمن إلى جانب ممثلي أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية ممثلين لأحزاب المعارضة الوطنية وشخصيات مستقلة ويكون هذا المجلس عوناً للسيد الرئيس بكل ما يتعلق بمعالجة الأوضاع الراهنة والمستجدة وفي رعاية الحراك الشعبي وإدارته وحل كافة المشاكل التي يمكن أن تعترض طريقه ووضع جدول زمني مدروس لمرحلة انتقالية يكون أبرز أحداثها تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على انتخابات مجلس للنواب وانتخابات مجالس الإدارة المحلية وفق القوانين الجديدة الناظمة لها.
وأضاف "كنجو".. لا بد أن تتواكب هذه الانجازات التاريخية مع خطوات تخلق وتنشر جواً من الثقة بين المعارضة الوطنية بكافة مكوناتها وبين السلطة وتتلخص فيما يلي.. تبييض السجون من كافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي كما نطالب بإعطاء فرص متساوية وبدءاً من الغد لظهور الرأي الآخر في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وفي الصحف المحلية كافة.
ودعا "كنجو" إلى تفعيل عمل لجان التحقيق القضائية في أحداث الأشهر الأخيرة وإحالة كافة المتهمين إلى محاكمات عادلة وعلنية والتعامل مع التظاهر السلمي بطريقة سلمية ودون عنف كما يجري التعامل مع مظاهر التمرد المسلح والعدوان على الممتلكات العامة بحزم تشوبه الحكمة وفي تعامل الجيش مع أزمة جسر الشغور وريفها مثال حي على الحزم المشوب بالحكمة إنه حزم الأب مع ابنه الفاجر.
وأضاف "كنجو".. ينبغي أن تصب جملة نقاشنا الآن على إرساء أسس دولة ديمقراطية يجري فيها تداول السلطة سلمياً وفق شرعية مستمدة من صناديق الاقتراع.
وقال "كنجو".. إن التاريخ يمنحنا الآن فرصة رائعة لإصلاح شأننا بأنفسنا ولن يرحمنا إن لم نحسن الاستفادة منها.
من جهته قال "حسن م يوسف" إن جوهر الثقافة وروحها هو الحوار وروح سورية هو الحوار بدليل أن سورية على شاطئها ابتكرت أول أبجدية بتاريخ البشرية والأبجدية هي لغة للحوار باعتراف هيرودوت الذي قال.. لقد أخذنا الأبجدية من الشاطئ السوري وبدليل أن نسق الحروف في اللغة اليونانية هو نفس نسق الحروف في أبجد.
وأضاف "يوسف" نحن قدمنا رغبة في الحوار واخترع أجدادنا أول نوطة موسيقية ووضعوا في إيبلا أول قاموس في تاريخ البشرية لذلك عندما يعلن مثقف موقفه ضد الحوار ويعتبر أن الحوار لا يشرفه فما الذي يشرفه في هذه الحالة وقد تساءل مواطن سوري بسيط بهذا التساؤل أمس على إحدى الشاشات الوطنية وقال.. من يرفض الحوار فماذا يريد إذاً.
وقال "يوسف".. «إن الحروب تحدث بسبب انسداد الحوار لذلك سأذكر حادثة حصلت في عام 1996 عندما كلف الكاتب الكبير "سعد الله ونوس" كتابة كلمة يوم المسرح العالمي في 27 آذار فقال لو شئت أن أضع عنوانا لهذه الكلمة لاخترت عبارة "الجوع إلى الحوار".. وأعتقد سعد الله ونوس وأنا معه أن لدى السوريين جوعا إلى الحوار وأنا أرى أن الحوار يأخذنا جميعا باتجاه الصورة التي نتمنى أن تكون لسورية التي نحب أما الخيارات الأخرى غير الحوار فيمكن أن تأخذنا إلى المجهول.. وونوس أنهى كلمته في يوم المسرح العالمي بعبارة قال فيها.. إننا محكومون بالأمل وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ وأعتقد أنه لو كان بيننا لقال.. نحن محكومون بالحوار لأنه هو الأمل الذي سوف تشرق من خلاله سورية أقوى كما كتبتم, فالحوار هو ضمان مستقبل سورية».
ومن جانبه قال الأديب "عبد الكريم الناعم".. «نلتقي في ظرف له خصوصيته على المستوى القطري والقومي وعلى مستوى الداخل والخارج إننا نواجه أزمة حقيقة وفي الأزمات يظهر معدن الرجال ولكم كنت أتمنى ألا يغيب لون من ألوان الطيف السوري ولاسيما أن الباب مفتوح على مصراعيه لتمثيل ألوان اللوحة في سورية بكل مكوناتها وبكل ما فيها».
وأضاف "الناعم" نحن هنا مدعوون لنساهم في تلمس الحلول في لقاء تشاوري يمهد لعقد مؤتمر وطني بمعنى أننا نضع بعض الأسس الأولية لما سيتمخض عنه ذلك المؤتمر وأرى أن حجم ما نلتقي عليه هو أكثر بكثير مما قد نختلف فيه فنحن جميعا مع التعددية والديمقراطية والتقدم والإصلاح بمعناه الشامل في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية هذا الذي نلتقي عليه أرجو ألا نسمح بأن يؤثر على وضوح ذلك الغبار الذي أريد منه أن نفقد معالم الطريق فيه.
وقال "الناعم" :« لقد ساهم البعض في تغليب مماحكات بيزنطية ليس طلباً للحقيقة بل استجابة لدوافع معقدة ومتعددة وإذا كانت بدايات الأحداث التي واكبناها لم تسمح لبعض العيون والعقول ِأن ترى الصورة على حقيقتها فما من عذر لمن رأى مجزرة جسر الشغور وحرق المنشآت وتدمير الممتلكات وحملة السلاح وأثر التدخلات الخارجية والتي كان آخرها زيارة السفير الأمريكي غير المباركة للالتقاء بأعداد من مثيري الفتنة في حماة.. أقول أعداداً لأن أهلنا في حماة أكثر وطنية وأعمق تجذراً من أن يرحبوا بسفير أمريكا التي لم تقف يوماً بجانب الحق العربي».
وأضاف "الناعم".. «إن الأبواب مفتوحة على مداها لمناقشة كل ما فيه مصلحة سورية بكامل ألوانها الزاهية ووضع الأسس الكفيلة بمحاربة الفساد والهدر والترهل ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب بناء على الأهلية والكفاءة لا أي شيء آخر ومحاسبة من يقوم بالتقصير بشكل سريع وفوري.. ليس مناقشتها فقط بل المباشرة بتهيئة القواعد اللازمة والانخراط في ورشة عمل قادم تنبئ عنه بوادره الماثلة».
وتساءل "الناعم" : هل هناك مؤامرة أم لا.. فالصبح أوضح من أن ينكر.. لنذهب مباشرة إلى ما يساعد على الانطلاق إلى تحقيق ما نصبو إليه فإنها فرصة نادرة وعلينا أن نحميها ممن يود مصادرتها من أهل الداخل والخارج ولنعترف نحن الشيوخ أن الجيل الشاب قد فاجأنا بوعيه وصدق انتمائه وهذا يقتضي أن نحسن الاستفادة من هذه الطاقة الشابة بتنظيمها والاهتمام بها إذ عليها تنعقد الآمال.
وأوضح "الناعم" : ان السيد رئيس الجمهورية وضع خارطة طريق في خطابه الأخير فلتتشابك سواعدنا من أجل سورية التي غناها في تعددها من أجل سورية الممانعة والمقاومة من أجل سورية قلعة الحلم العربي الجميل من أجل سورية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية سورية الفينيق في واحدة من ولاداته وانبعاثه وقيامته.. وتحية لأرواح الشهداء ولقواتنا المسلحة درع الوطن ولكل عين سهرت لمواجهة المتسللين في عتمة من الليل والتحية الكبرى لشعب سورية العظيم الذي أسقط بمظاهراته المليونية الكبرى تلك الألاعيب التي تفوح منها رائحة الجيف المتفسخة.
وقال الدكتور "محمد حبش" عضو مجلس الشعب السابق.. إننا نقف في هذه اللحظة التاريخية أمام خيار خطير وكبير وهو وقف النزف وحماية مستقبل سورية والعمل على حياة أفضل للسوريين مضيفاً.. أحيي شهداء سورية الأبرار من أبطال الحرية وشهداء الجيش العربي السوري والأمن الذي تلقى أيضاً رصاصات غادرة أثيمة وهو يقوم بأداء الواجب.
وقال "حبش".. إن الزمن ليس في مصلحة شعبنا على الإطلاق حيث الدم يسيل كل يوم وأرواح بريئة تزهق وهذا يحتم على كل الشرفاء فعل أي شيء لوقف ذلك.. ونحن هنا من أجل أن نرفع الصوت لأنه لا حل إلا بالحوار والبحث عن الحلول من أجل مستقبل سورية.
وتابع "حبش".. إن توفير بيئة حقيقية للحوار هو مطلب أخلاقي مشروع وكنا نتوقع من السلطة الأمنية أن تتعاون مع هذه الهيئة في إيجاد هذه البيئة حتى نلتقي بإخواننا من المعارضين الغاضبين الذين يقولون لا حوار تحت الدم.. ونحن تقليديا منسجمون مع الخط الوطني الذي نهجته القيادة السورية في إطار دعمها المقاومة ورفض المشروع الصهيوني وهذا أمر تستوي فيه أحزاب السلطة وأحزاب المعارضة والفريق الثالث من الأكثرية الصامتة من السوريين الذين يرفعون الرأس بموقف سورية في مقاومة المشروع الصهيوني والأمريكي أيضاً.
واعتبر "حبش" أن المؤامرة لا تزيد في أحسن الأحوال عن عشرين بالمئة وأن ثمانين بالمئة مما تشهده سورية هو احتقان داخلي نشأ نتيجة ممارسة دور الدولة الأمنية.
وقال "حبش".. إن المخرج من وجهة نظري يتمثل في إنهاء الدولة الأمنية والعمل من أجل دولة مدنية ديمقراطية متحضرة فيها تعددية حزبية وسياسية وحريات إعلامية وإنهاء حكم الحزب الواحد والسماح بقيام حياة سياسية مدنية حرة.
واقترح "حبش" أن يقوم السيد رئيس الجمهورية باقتراح تعديل فوري للدستور يرسل إلى مجلس الشعب لعرضه على أول اجتماع له ويتضمن بصراحة تعديل المادة الثامنة من الدستور والمادة الرابعة والثمانين بحيث ينتهي حكم الحزب الواحد اضافة الى تشكيل هيئة خاصة لحقوق الإنسان بقرار جمهوري تضم معارضة وموالاة وتملك حق التدخل والمتابعة في شأن كل مواطن يتعرض لحجز الحرية ومتابعة تأمين محاكمة عامة عادلة له والإفراج الفوري عن المواطنين الذين احتجزوا دون مذكرات قضائية واضحة معللة.
وقال "حبش".. نحن لا نريد أن يخرج المجرمون من السجون ولكن حقوق الإنسان خلقت من أجل أن تحمي الناس من القمع والاضطهاد ونريد وقف تدخل الأمن في حياة المواطنين والاقتصار على الشرطة وقوات مكافحة الشغب والتعامل مع التظاهرات بالأساليب الديمقراطية المعروفة ورفض أي شكل من أشكال الاستعانة بالخارج وكل أشكال العقوبات التي تفرضها الدول الأوروبية والأمريكية ضد سورية إضافة إلى الإدانة الواضحة والصريحة والمحاكمة الصارمة لكل من مارس أعمال القتل والاعتداء على حياة الناس سواء من المتظاهرين أو من رجال الأمن وإقرار قوانين الانتخابات والأحزاب والإعلام من قبل الحكومة وعرضها على أول جلسة لمجلس الشعب ورفع المذكرات الأمنية عن الحدود وهذا خبر سعيد سمعناه الآن من نائب رئيس الجمهورية إلا ما كان منها معللا بحكم قضائي ودعوة السوريين للعودة إلى بلدهم والمشاركة في بنائه وحمايته من الأخطار الدقيقة التي تتهدد الوطن وإلغاء القانون رقم 49 لعام 1980 والقاضي بإنزال عقوبة الإعدام بمنتسبي الإخوان المسلمين ومتابعة المرتكبين وفق قانون العقوبات السوري.
من جهته حيا "عمر أوسي" رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين جميع الشهداء الأبرار الذين عمدوا بدمائهم وحدتنا الوطنية.. مدنيين وقوات أمن والجيش السوري البطل مضيفاً.. أن سورية هي جنة الله على الأرض وكانت منذ قبل ميلاد السيد المسيح وحتى الآن ملتقى للحضارات وللشعوب.. سورية أيها الإخوة فيها العربي وفيها الكردي.. فيها المسلم والمسيحي.. فيها الكلداني والآشوري والأرمني وفيها اليزيدي والشركسي وفيها طوائف أخرى كالتركماني وغيرهم.. وفعلا سورية كانت دائماً واحة للعيش المشترك وواحة للسلام.
وأضاف "أوسي" إن سورية تتعرض اليوم لمؤامرة أنغلوساكسونية صهيونية فرانكوفونية أطلسية شرسة وبمساعدة بعض دول المنطقة مع الأسف عربية وغير عربية.
وأضاف "أوسي".. إن هذه الأمور يجب أن تتضح بشكل واضح لا لبس فيه.. وهذا أحد عوامل الأزمة التي نمر بها منذ أكثر من ثلاثة أشهر.. وهناك العامل الداخلي أيضا وقد تكون نسبة العامل الخارجي أعلى من نسبة العامل الداخلي ولكن الثغرات الداخلية هي التي هيأت للقوى وللدوائر الغربية المعادية التسلل من خلالها.. من خلال الفساد والمحسوبيات وفي بعض الأحيان القمع والإقصاء من الحياة السياسية الوطنية والتهميش وخاصة ضد أبناء الشريحة الكردية السورية منذ خمسين عاماً وحتى الآن.
وقال "أوسي".. كما تعلمون فإن كرد سورية هم مكون أساسي وعريق من مكونات النسيج الوطني والاجتماعي والتاريخي لهذا البلد وقد ساهموا في بناء سورية منذ قيام الدولة.
ولخص "أوسي" مطالب أكراد سورية بمسألة الإحصاء الذي جرى عام 1962 والذي جرد بموجبه عشرات الآلاف من الأسر الكادحة الكردية من هويتهم السورية وأصدر الرئيس الأسد وله الفضل المرسوم 49 الذي أعاد الجنسية وأعاد الحق لأصحابه بعد خمسين عاماً.. مبيناً أن أكثر من عشرة آلاف مواطن كردي سوري حتى أمس استلموا هوياتهم وأصبحت لديهم جوازات سفر وهناك قرابة 150 ألف كردي سوري ينتظرون حتى الآن استلام هوياتهم ونرجو من السلطات في دمشق والسلطات المحلية في الحسكة الإسراع في هذه العملية وعدم إخضاعها للرشاوى وللإجراءات البيروقراطية.
وقال "أوسيط".. القضية الأخرى التي يطالب بها الكرد السوريون هي الحقوق السياسية والتمثيل السياسي في الحكومة وفي البرلمان وفي كافة مؤسساتنا الوطنية.
واضاف "أوسي".. نحن نريد ممثلين حقيقيين للشريحة الكردية السورية في مؤسسات الدولة.. فنحن كرد سورية لن نرضى بهذا الضيم والتهميش والإقصاء بعد اليوم.. فبقدر اعتزازنا بكرديتنا نفتخر بسوريتنا فنحن سوريون أولاً.
وختم " أوسي" بالقول.. ان أكراد سورية في غالبيتهم مع الحوار الوطني الذي يؤسس ويرسخ لأسس قيام دولة مدنية ديمقراطية حرة وينقل بسورية من الإستاتيكو السابق إلى فضاءات وآفاق رحبة.. إلى مجتمع يسوده العدالة الاجتماعية وحكم القانون.. مشيراً إلى أن هذا الحوار هو المخرج الوحيد لتلافي تداعيات هذه الأزمة التي بدأت بالانحسار.. ونحن على أعتاب الجمهورية السورية الثالثة.. لافتاً إلى أن الجمهورية الأولى كانت بقيام الدولة السورية في العشرينيات من القرن الماضي والجمهورية الثانية كانت جمهورية حافظ الأسد في حركته التصحيحية المجيدة والجمهورية الثالثة التي نحن الآن على أعتابها هي جمهورية "بشار الأسد".
بدوره قال الدكتور "علي حيدر".. جئنا لنعمل معا والحقيقة أننا أتينا إلى هذا اللقاء التشاوري لاختبار الجدية وهذا يستوجب العمل للتوجه نحو برنامج تغيير بنيوي وشامل يضع سورية على خط التغيير والانتقال من الدولة الأمنية إلى الدولة المدنية القائمة على مؤسسات دستورية تتجسد فيها سيادة القانون وتداول السلطة مدنياً وسلمياً.
وأضاف "حيدر".. إن هذا اللقاء تشاوري وليس حوارا لأن للحوار أسباباً لنجاحه التي علينا بحثها في البداية وتحقيقها ليستقيم الحديث عن حوار جدي ومسؤول ومنتج لأن الدخول في عملية التغيير يجب أن يبنى بداية على مفاهيم وذهنيات بديلة لمفاهيم وذهنيات الاستبداد أيا كان مصدرها وإن التغيير الذي ننشده هو تغيير يهدف إلى خلق روح المواطنة السورية المسؤولة في تناول ومعالجة كل قضايا الوطن وبمشاركة كل القوى السياسية في اتخاذ القرارات المصيرية بعيدا عن الإقصاء والتمييز والقصر فهل نحن مستعدون للإقرار بذلك والعمل على تحقيقه بذهنية جديدة وإن كان الجواب نعم ..نتساءل كيف يستقيم الحوار ونحن ما زلنا نتراشق التهم مثل اللاوطنية تارة والتخوين تارة أخرى ومحاولات الإقصاء والتغيير والسحق والمحق هنا وهناك.. كيف يستقيم الحوار وما زال عدد مهم من تعبيرات مجتمعنا السوري من قوى وأحزاب وحركة شعبية خارج طاولة الحوار.. هذه القوى التي نتفهم أسباب غيابها لكننا في الوقت ذاته ضنينون بها وحريصون على مشاركتها لنا حمل عبء البحث عن مخرج جدي للأزمة الحالية.
وقال "حيدر".. كيف يستقيم الحوار وما زالت القبضة الأمنية تلاحق أصحاب الرأي ولا تجد الوسيلة الصحيحة للتفريق بين المطالبين بالإصلاح والتغيير ومن يستظل ظلهم فتلاحق وتعتقل خبط عشواء وبعدها يكون المخرج لا تؤاخذونا حصل التباس.. كيف يستقيم الحوار وما زال البعض من قوى ظلامية ومافيات فساد في أي موقع.
وأضاف "حيدر".. في مناخ التغييب والترهيب ورفع منسوب الدم والعنف ودق طبول الحرب تتراجع لغة العقل والمنطق حتى تغيب ونفقد القدرة على البحث عن حلول تنقذنا جميعا لأن الأزمة الحالية لن تستثني أحدا وهنا تسقط نظرية الفرقة الناجية فلا نجاة لأحد والطوفان سيصيب الجميع.. أما وقد وافقنا على مبدأ الحوار فعلينا أن نتوافق على ضرورة حضور الجميع دون استثناء والعمل على تأمين ذلك وتذليل كل العقبات التي تمنع وتعيق حضور البعض ويبقى للحركة الشعبية الموجودة في المناطق ممثلوها المغيبون عن هذا المؤتمر.. هذا الحراك الذي لا يستطيع اليوم أحد منا ادعاء تمثيله ولا بد من وجود من يمثله على طاولة الحوار وهنا لا بد من إيجاد آلية صحيحة لفرز قيا دات حقيقية لهذا الحراك الشعبي لتكون ممثلاً أميناً ومعبراً صادقاً عن احتياجات وهموم وتطلعات من يمثلهم وعندها تستقيم الدعوة إلى مؤتمر حوار وطني على قاعدة الندية والمساواة بين جميع المتحاورين بلا شروط ولا سقف إلا سقف الوطن ووضع مصلحة سورية فوق كل مصلحة وعلى قاعدة أن التغيير السياسي هو المقدمة والمفتاح لأي تغيير آخر.
وقال "حيدر".. في هذا المجال اقترح عنوانين رئيسيين الأول هو وقف العنف والاعتقال التعسفي وإطلاق النار هنا وهناك والدور الأمني المباشر في معالجة الأزمة والثاني هو فك الحصار عن المدن السورية المحاصرة حتى هذه اللحظة وتشكيل لجان مدنية للذهاب إلى هذه المدن للاطلاع على أوضاعها ومعرفة احتياجاتها ومطالب أهلها.. وفي النهاية نؤكد أن الاستقواء يكون بالشعب وليس على الشعب وأن الانتصار يكون بأبناء الوطن وليس عليهم.. الانتصار للشعب في قضاياه المحقة.. والخلود لشهداء الشعب والوطن فهم في ضمائرنا خالدون.
من جهته قال "الطيب تيزيني".. إن أول شرط في بلد مثل سورية الآن يجب أن يكون "الرصاص حرام على كل سوري" فنحن في بلد واحد ولسنا بلدين.. من يطلق الرصاص عدو خارجي ومن يقم بتظاهرات سلمية فهو الداخل متمنيا ايقاف الرصاص في "حمص" و"حماة" والا يسمح لاي فريق باطلاق الرصاص ونحن نريد أن نبني سورية جديدة.
واضاف كنت أتمنى أن يبحث في هذه المسألة وأن تأتي في صلب برنامج العمل وأقول ضمن هذا السياق التأسيس لمجتمع سياسي.. وهنا إن ما ورد الآن التأسيس لهذا المجتمع السياسي يتطلب مباشرة التأسيس لعملية تفكيك الدولة الأمنية المهيمنة في سورية.. معتبرا ذلك شرطا لا بديل عنه لأننا نعيش ثماره وإذا ما بدأنا حقاً بمعالجة المسائل فيجب أن نأخذها من حيث هي فالدولة الأمنية التي هي معروفة بأنها تريد أن تفسد كل شيء بحيث يصبح البلد بلد الملفات تحت الطلب.. هذا ما ينبغي أن يبدأ به في سياق مسائل أخرى كثيرة منها إخراج السجناء الذين قضوا سنوات مديدة إضافة إلى أن هناك مهمات كبرى ينبغي أن تبدأ قبل هذا اللقاء.. انه لقاء تشاوري إعلامي بعد أن يكون الإعلام السوري قد أعيد بناؤه.
وقال "تيزيني" إن هناك خطوات قد غابت ومع ذلك نستطيع أن نصنع من الرذيلة فضيلة إذا ما ألححنا على إعادة بناء برنامج العمل وأدعو هنا إلى أن يكون فعلا لقاء تاريخيا يؤسس لدولة القانون التي انتهكت حتى العظم ومن ثم لا بد أن تكون لدينا الآن ملفات متعددة وواضحة حول هذه الأمور كلها فمسألة الحوار الديمقراطي تستدعي أمرين اثنين أولاً اللجنة التأسيسية للحوار الوطني الديمقراطي.. ما هي هذه اللجنة ومن أسسها طالما أن الحوار حوار ديمقراطي.. ان شرطا حاسما في ذلك يتمثل أن تكون اللجنة نفسها ثمار حوار وطني ديمقراطي ولا تأتي عبئا على الحوار وحتى لو كانت لجنة مثلى الأمر يبدأ ببداياته.. اللجنة نفسها كان عليها أن تتم نتيجة فعل حواري مشترك من كل الأطراف المعنية.
وأضاف "تيزيني".. ثانيا إن برنامج العمل أيضا ينبغي أن يكون مثالا يحتذى من أجل أن يغطي حاجاتنا في هذا المؤتمر ومن ثم فإننا إذا كنا نشارك الآن في هذا المؤتمر ونأخذ ما يعطى لنا من لجنة أريد لها أن تكون هي المتصرف الأول فهاتان نقيصتان في العمل أرجو أن يعاد بناء المسألة على أساسها وخصوصاً أننا نعلم أن هذا الحوار لا بد أن يؤدي إلى ما نطلق عليه المؤتمر الوطني الديمقراطي السوري.. مؤتمر التأسيس لمشروع سوري ديمقراطي مدني ومن ثم فإن ثلمات هنا ونواقص موجودة .. أنا واثق أننا قد نستطيع أن نغطيها لكن لا يجوز في ظني أن نستمر في هذه العملية ضمن ما هو موجود أمامنا.
وختم "تيزيني" بالقول ان ما حدث حتى الآن في هذا المؤتمر إنما هو امتداد لسلطة تريد أن تبقى دائما مهيمنة في القرار وفي ضبطه وفي تأسيسه.. من هنا إذا نبدأ من حيث نبدأ فالجميع معني بتأسيس كل ما يدور في هذا الحوار حتى يكون الأمر سالماً.
وقال "عماد فوزي الشعيبي".. علينا أن نعترف بأن ثمة أزمة للثقة لم يقترب منها الكثيرون ولذلك يجب علينا أن نجسر الهوة بين المختلفين وعلينا أن نضع قواعد للحوار في وقت نجتمع فيه لبناء الجمهورية العربية السورية الجديدة ولابد لنا أن نؤكد أننا نجتمع كي نبني دولة الحق والقانون والتعددية والديمقراطية والدولة التي لا تقصي رأياً ولا تحتكر سلطة ولا تفكر باختزال السلطة إلى فكرة أو نظرية أو حزب واحد وتقبل المتنوع من التفكير وبالتالي نحن هنا لتنظيم تغير النظام السياسي إلى نظام سياسي جديد عادل تعددي أساسه قبول صناديق الاقتراع حكما حيث الشعب هو مصدر التفويض لأي سلطة.
وأضاف "الشعيبي".. علينا أن نسمي الأشياء بمسمياتها وعلينا أن نعترف سلفا بأننا نمارس مغامرة, وهي مغامرة ولوج ما لم نعتد عليه فنحن جميعا ننشد الديمقراطية لكننا لسنا جميعا ديمقراطيين ونحن نريد ثقافة المتعدد ولكن أغلبيتنا لم يعتد إلا على ثقافته وهنا تكمن المغامرة.
وتابع "الشعيبي".. لا ديمقراطية بدون ديمقراطيين وعلينا أن نرسي ثقافة سياسية جديدة ونحتاج زمناً كي نعتاد عليها ونألفها وزمنا كي تترسخ قواعد سلوكنا, وهنا المغامرة الكبرى وعلينا منذ اللحظة الأولى في هذا المؤتمر أن نحترم الاختلاف فلا قول الـ "لا" يجعل البعض يتهم صاحب الـ "لا" بالتآمر ولا قول الـ "نعم" يعني تهمة الانصياع والانتهازية فكلاهما موقف ورأي يجب أن يحترم بدون قيمة مضافة من التقييم والاتهام والازدراء.
"الشعيبي" : قبول الآخر طالما أننا جميعاً تحت سقف الوطن ولا شروط على الحوار
وقال "الشعيبي" إن هنالك نصف "لا" ونصف "نعم" ونحن لا نختلف على الفروق إنما على الفروق الدقيقة وعلينا أن نمارس فعل قبول الآخر طالما أننا جميعاً تحت سقف الوطن ولا شروط على الحوار لأنه يحدث بين مختلفين لا بين متفقين وحوار المتفقين هو نوع من التسامر, نحن مختلفون وهذه هي طبيعة الأشياء.
وتابع "الشعيبي".. أود أن أطرح مجموعة من القواعد في ورقة على مؤتمرنا هذا كوثيقة أولى فنحن نجتمع لإقامة دولة الحق والقانون والديمقراطية كتداول للسلطة ولإرساء حقوق الإنسان وقبول التعددية والاحتكام للحوار كطريق وإقامة الحد على العنف.. مطلق العنف.. لا للعنف وضرورة الحفاظ على ميراث الدولة وهيبتها وسلطتها كمنفذ للقانون من أجل تطورها في هذه المرحلة الانتقالية أي الرفض المطلق للمنطق الذي يقول "إذا لم تخرب لا تعمر" وذلك حرصاً على ميثاق الأجيال السابقة واللاحقة.. نريدها أن تعمر وتعمر فنحن في هذا المؤتمر موجودون كي نبني لا أن نخرب لأن التاريخ الصحيح هو تاريخ تصحيح الأخطاء لا تاريخ الهدم ثم البناء.
وأضاف "الشعيبي".. أؤكد أيضاً أننا جميعاً مواطنون من الدرجة الأولى ولا امتياز لأحد على أحد ونحن مواطنون لا رعايا وجميعنا أحرار في وطن هو سورية ووجودنا في هذا المؤتمر هو كي نقوي سورية لا أن نضعفها والمطلوب منا التعالي على ممارسة السلطة وعلى الجراح حيثما وجدت وأن نطوي صفحة آلام الماضي لا أن ننقلب على ماضينا لأن في ماضينا مآثر علينا الحفاظ عليها وأخطاء يجب أن تصحح كي تصبح سورية أقوى.
وقال "الشعيبي".. لا سلطة لأحد على أحد في مؤتمر الحوار لأن السلطة تفويض من الشعب فلا تسلط والمرجعية أولا وأخيرا لنا جميعا هي الشعب وإرادته ومصلحته كما أننا لا نجتمع كي نفرض رأياً على آخر بل نجتمع كي نتشاطر ونتقاسم الرأي ونجتمع لا كي نكاسر الإرادات بل مقاسمتها وعلينا أن نرسي قاعدة قبول التعدد في ثقافات وطننا والإثنيات كثقافة وكوجود لأنها جزء لا يتجزأ من متنوعات سورية وثراء دولة هي عبر التاريخ مثال للتعدد والتسامح لا كرما بل لأنها هكذا فنحن أديان وطوائف وأقوام منذ عمق التاريخ.
وأضاف "الشعيبي" إننا مسؤولون أمام التاريخ وأمام الأجيال عن صنع مستقبل أفضل ولهذا لن يكون أمامنا إلا أن نرفض السجال وأن نقبل الحوار وأي تدخل خارجي في شؤوننا الوطنية سيكون لزاماً علينا الحوار وسرعة الإنجاز قطعاً للطريق على استثمار الأزمة الداخلية خارجياً أو الدخول في متاهة الفوضى.
وقال الدكتور "قدري جميل".. كنت أفضل أن يجري التقديم على أساس ماذا يمثل كل شخص موجود على طاول الحوار اليوم فماذا كان يضير رئاسة الجلسة أن تعرف بالدكتور علي حيدر أنه رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أو أن تعرف عني بأني ممثل اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين.. يجب أن نعطي إشارات إيجابية بأننا نبتعد عن عقلية الإقصاء السياسي.
وأضاف جميل أنحني بإجلال أمام جميع الشهداء من مدنيين وعسكريين .. أمام الذين يوطدون أواصر الوحدة الوطنية والذين فتحوا طريق الحوار الوطني الذي يجب أن يوصلنا في نهاية المطاف إلى الإصلاح الجذري المنشود.
وقال جميل إن الأزمة في البلاد عميقة والحلول يجب أن تكون بعمق الأزمة فإذا بقيت الحلول جزئية وترقيعية ومتأخرة فإن هذه الأزمة ستتفاقم فلا شك والجميع متفقون على هذا أن العوامل الأساسية للأزمة هي عوامل داخلية، اقتصادية واجتماعية بسبب توسع دائرة الفقر والبطالة وسياسية بسبب الانخفاض الشديد لمنسوب الحريات السياسية، وهذه العوامل الداخلية هي ثغرات ينفذ منها العدو وبهذه اللحظات البلاد أمام خطر جدي يجب أن نعي هذا الموضوع بكل مسؤولية.
وأضاف جميل.. من هنا يرتدي الحوار أهمية كبرى في الوصول إلى القواسم المشتركة للحلول المنشودة فهو شكل من أشكال الصراع وهو صراع آراء سلمي وحضاري لذلك مع تفهمي للزملاء الذين قاطعوا الجلسة التشاورية إلا أنني أضع سؤالاً.. إذا كنا لا نريد الصراع السلمي الحضاري فماذا نريد.. يضعون بعض الشروط وبعض الآراء وهي مشروعة ومحقة.
وقال جميل.. إننا دعينا إلى هنا وكما فهمت أن هذا اللقاء هو مجرد لقاء تشاوري أي أن المؤتمر الحقيقي الأساسي للحوار الوطني العام لم يبدأ بعد ونحن مدعوون اليوم لوضع الأساس لهذا الحوار والتحضير له ومع الأسف الشديد في جدول الأعمال الموجود بين أيدينا لم نلحظ أن هناك عرضاً جدياً على الجلسة التشاورية للتحضير للحوار وكان هناك ملفات كنت أتصور أنه يجب أن تعرض على الحوار ولا مانع للاستعجال ولكن هناك قضايا تحتاج لحل في هذه الجلسة وأن نخرج فيها بتوصيات حول آلية الحوار الوطني الشامل ومن هم المشاركون فيه ومن يحددهم ومن أين سيأتون وما هي صفتهم الاعتبارية.
وأضاف جميل.. إننا نريد مؤتمر حوار وطني يقتنع فيه السوريون ويكون له مرجعية لديهم هذا يعني أن هذا الأمر يحتاج للعمل على هذه النقطة حول كيف سيكون مؤتمر الحوار الوطني المنشود، وما فهمته أن لجنة الحوار الوطني المحترمة مهمتها تنظيمية للدعوة لهذا الاجتماع كي تتمخض عنه تلك الرؤى والأدوات والآليات التي تحضر للحوار الوطني الشامل لذلك أطالب بأن توضع في جدول الأعمال هذه النقطة وأن نخرج على الأقل بتوصيات واضحة بهذا الاتجاه.
وقال جميل.. بإطار المشاركين المفترضين اللاحقين لدينا تمثيل واضح فالنظام ومنظومته السياسية من الطبيعي أن يتمثل ولدينا أحزاب موجودة تاريخيا يجب أن تمثل أيضا وهناك شيء جديد يمشي على الأرض يجب أن نراه فالحركة الشعبية تفرز قيا دات وشخصيات جديدة يجب احترامها فبقدر ما يشعرون بجديتنا وثقتنا بهم بقدر ما نكون فتحنا الأقنية المغلقة بين الأحزاب والقوى السياسية وبين الشارع والحراك الشعبي فهذه قضية كبرى جدية فإذا لم نستطع أن نصل إلى حلول جدية لها لا نعرف ما سيكون مصير هذا الحوار.
ورأى جميل أن هناك قضايا تحتاج إلى تشاور وبحث وحلول وهي مبادئ الحوار وآلياته والمشاركون بالحوار القادم وكيفية تمثيلهم وإذا لم نستطع أن نخرج بتوصيات بهذا الاتجاه فإن لقاءنا التشاوري لم يستطع أن ينفذ أحد الأهداف الكبرى المطلوبة منه.
ودعا جميل إلى توفير مناخ للحوار اليوم فالذين لم يأتوا وكنت أتمنى أن يأتوا أعتبر أنهم أجلوا حضورهم حتى يتوفر المناخ السياسي لذلك أضم صوتي إلى أصوات الذين سبقوني وأقول يجب إيقاف سيلان الدم.. صحيح أن هناك تظاهراً غير مرخص ولكن استخدام العنف أيضاً غير مبرر ومبالغ فيه تجاه التظاهر فالقانون عمره قليل إلى الآن ولم ينظم بعد ويجب ضمان حماية المظاهرات السلمية ومحاسبة كل من يطلق النار على المظاهرات أو من المظاهرات ومحاسبة كل من أراق قطرة دم سورية بغير وجه حق أي ليس دفاعاً عن النفس كما يجب إطلاق جميع المعتقلين على خلفية الأحداث الحالية وهذا كله من شأنه أن يخلق جوا من الثقة وهو ما سينجح الحوار الوطني.
وأضاف جميل إن سورية تعرضت منذ يومها الأول للمؤامرات والسؤال هنا لماذا تنجح المؤامرات مرة وتفشل مرة أخرى.. لأن السبب فينا فبقدر ما تكون مناعتنا عالية نغلق الثغرات وبقدر ما تكون السياسات الاقتصادية والاجتماعية ملبية لحاجات الناس يكون مستوى التعبير والحريات السياسية مطابقاً لمستوى الضرورات الاقتصادية والاجتماعية ويكون هناك استقرار في المجتمع.
واعتبر جميل أن الآية اليوم انقلبت فمستوى عدم الرضا عن السياسات الاقتصادية الاجتماعية أصبح أعلى من الرضا عن السياسات المقاومة والممانعة التي تنتهجها سورية تاريخياً منذ يوم استقلالها الأول فلنعمل على أن يأتي من لم يأت اليوم وأن يشارك كل السوريين في الحوار الذي يجب أن يوصلنا إلى القواسم المشتركة وإلى بر الأمان للخروج الآمن بأقل الخسائر من هذه الأزمة الوطنية العميقة.
وقالت "رشا سيروب" طالبة دكتوراه في كلية الاقتصاد.. إن فكرة الحوار خطوة جيدة جداً في هذه الأوقات التي تمر بها سورية، وأعتقد أنه حتى ينجح هذا الحوار أتمنى الإجابة عن سؤالين مهمين.. ما هي الأسباب الحقيقية التي أدت إلى نشوء هذه الحركات الاحتجاجية وبهذا العنف.. وما هي الأدوات التي تم استخدامها لزيادة حدة الحركات الاحتجاجية.
وقالت سيروب إنني أعتقد أن هذا غير كاف.. فهناك العديد من القوانين التي صدرت ولم تنفذ كما كانت هناك الكثير من نقاط الدستور التي لم تكن تطبق على الوجه الكافي لها فنحن نقول في الدستور إن الاقتصاد هو اشتراكي ولكن في الواقع كان اقتصادنا ليبرالياً حراً.
وقالت سيروب.. إذاً على ما أعتقد أنه يجب أن نطبق مبدأ سيادة القانون فالقانون فوق الجميع وسبب مشاكلنا عامة هو القانون والسلطة القضائية غير المستقلة.. ولا بد من مبدأ التوازن ما بين السلطة والمسؤولية.. وفضلاً على ذلك إعادة صياغة العقد الاجتماعي ما بين الدولة والشعب وإقامة دولة مؤسساتية تقوم على حكم المؤسسات وليس الاعتراض.. حيث تقوم على مؤسسات تحكم المصلحة العامة ولا تخدم المصلحة الخاصة.
وأضافت سيروب إن النقطة الرابعة والأخيرة هي أن السلطة القضائية يجب أن تكون فوق السلطة التنفيذية والتشريعية وهي الحكم والفصل في أي شيء يحدث في سورية.
وختمت سيروب.. بالقول إنه لا يمكن تحقيق أي تنمية بدون حرية ولا يمكن أن يتصور المجتمع بدون أي حرية ولا أقصد فقط الحرية السياسية بل الحرية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بمختلف أنواع الحرية وحتى الثقافية بالمرحلة الأولى.. مع الأخذ بعين الاعتبار أن الحرية والديمقراطية والحياة المدنية لا يمكن أن تطبق فوراً فنحن الآن يجب أن نضع الأسس لتطبيق هذه المراحل.
من جانبها ترحمت هبة الله بيطار على أرواح الشهداء وقدمت العزاء للشعب السوري لأن كل من استشهد هو فرد من أفراد العائلة السورية أولاً وأخيراً وقالت إن شريحة الشباب التي تشكل نسبة 60 بالمئة من الشعب السوري عانت من التغييب والتجاهل فشعبنا شعب فتي يتمتع بقدرات وطاقات إنتاجية عالية لذلك لم يعد من الممكن إهمال هذه الشريحة الاجتماعية التي باتت تشكل الأغلبية وخاصة مع الدور الكبير الذي لعبته خلال الفترة الأخيرة.
وأضافت بيطار.. إننا ما زلنا نلاحظ عدم مشاركة الشباب في صنع القرار وقضايا الحياة التي تعنيه وضعف آليات التواصل معه حيث أنه لا توجد جهة تمثل الشاب السوري وتتكلم عن مصالحه أو تبرز المشكلات التي يواجهها وأنا وإن كنت لا أزعم بأنني أمثل كل الشباب السوري لكنني أستطيع الحديث عن عدد كبير من الشباب الذين التقيتهم خلال جلسات نقاش أقيمت في العام الماضي ضمن مشروع أجندة الشباب الذي ضم شبابا من جميع المحافظات السورية ومن مختلف الاتجاهات والشرائح بالإضافة لجلسات الحوار التي أقيمت في الأسبوع الماضي بمختلف المحافظات السورية أيضاً لذا فإن العديد من الأفكار التي سأوردها مستقاة من التقرير النهائي لمشروع أجندة الشباب والجلسات الحوارية التي عقدت مؤخراً.
وقالت بيطار إن أبرز المشاكل التي نعاني منها كشباب تتمثل في ارتفاع تكاليف المعيشة والزيادة في الفقر والممارسة السلبية للخدمة العسكرية, وانعدام تكافؤء الفرص, وصعوبة الحصول على عمل, والتفاوت التنموي بين المحافظات الصغيرة والأرياف وبين المحافظات الكبيرة, ووجود الإجراءات البيروقراطية المعقدة للبدء بمشروع صغير جديد ما يصعب إمكانية افتتاح شركات متناهية الصغر ذات الدور الكبير في تخفيف العبء عن الدولة من ناحية تأمين فرص عمل, إضافة إلى نظام التعليم الحالي الذي يستخدم الطرق والمناهج والأساليب التعليمية التقليدية غير المعاصرة ولا تتلاءم مع احتياجات يومنا فهي قديمة ونظرية وتعتمد على التلقين أكثر من التفكير التحليلي والنقدي.
وتابعت بيطار.. بالإضافة إلى كل ما تقدم قد تكون هناك أهم المشاكل التي تتربع على عرش مشاكل الشباب السوري وهي مشكلة التهميش الحاد لحقوقنا ومشاركتنا وعدم وجود منابر ومساحات للتعبير عن الرأي ما يحرمنا من المشاركة في بناء المجتمع وتطويره وهذا ينطبق على الصعيد السياسي أيضا سواء داخل الأحزاب وفي مجلس الشعب والعمل الحكومي أو داخل هيئات المجتمع المدني كالنقابات والجمعيات.
وأضافت بيطار إننا اليوم على أعتاب تحول سينقل البلد إلى صيغة فيها تعزيز التشاركية والديمقراطية وبالتالي لابد أن يكون للشباب موقع القلب في هذه الصيغة وخاصة أنهم عبروا عن رأيهم خلال هذه الفترة في شتى المحافظات وأبرزوا الحاجة للتغيير ولمساحة أكبر للتعبير ما أدى لتسريع عملية الإصلاح وإلى جلوسنا حول طاولة الحوار اليوم.
وقالت بيطار إن تشجيع الشباب وتمكينهم من ممارسة حرية الاختيار والتعبير وتحمل المسؤولية ستبقى ناقصة ما لم تتعزز بتوفير فرص المشاركة المجتمعية وحرية الرأي من خلال فتح باب الحوار مع الشباب, فالحوار البناء والموضوعي هو الطريقة المثلى لإيجاد حلول للمشاكل ولإيصال الصوت والتعبير عن الرأي وتقبل الآخرين وهو نقطة الانطلاق لبناء المستقبل الأفضل الذي يضمن تمثيل ومشاركة الجميع كما أنه الأساس لتجاوز الأزمة التي نمر بها وخيار وطني من الضروري أن نتجاوب معه جميعا ونعمل لإنجاحه, ومع اختلاف آرائنا وأفكارنا إلا أننا نتفق جميعاً على الهدف الأسمى وهو مصلحة الوطن ولا بد لنا من التأسيس على الإيجابيات الموجودة وتفادي السلبيات التي واجهناها والسير في طريق الإصلاح حكومةً وشعباً.
وأضافت بيطار إنه من الضروري جداً إفساح المجال للشباب بمختلف شرائحه في المدن والأرياف والمتعلم وغير المتعلم وجميع الشرائح الأخرى للشباب للتعبير عن أنفسهم من خلال الحوار الوطني لطرح الأفكار بكل حرية والعمل على إزالة الحواجز بين المسؤولين والمواطنين إضافة إلى أهمية تفعيل دور المجتمع الأهلي من خلال زيادة المنظمات والجمعيات الأهلية ودعمها لما لها من دور في تعزيز المواطنة الفعالة والمشاركة المجتمعية لدى الشباب ولأنها أيضا منابر نستطيع من خلالها إيصال صوتنا والمساهمة في بناء الوطن.
وقالت بيطار إنه بمقدار ما تعترف الدولة والمجتمع بخصوصية المرحلة الشبابية وأهميتها وتتفهم مشاكل الشباب وأوضاعهم وطموحاتهم وأحلامهم تنتج قيم جديدة توازن بشكل إيجابي بين ما يريده المجتمع من الشباب وما يريده الشباب لأنفسهم.
من جهته قال عباس النوري ..أتحدث باسم مجموعة صغيرة حيث كنا في أكثر من اجتماع مع عدد من الناس وجميعنا ندرك أن هناك آلاف الناس ممن هم أجدر منا بالجلوس على طاولة الحوار السياسي الذي نفقده ونعرف تماما أننا منذ خمسين عاماً أو أكثر نفتقد الحياة السياسية الحقيقية في سورية ونفتقد الاختلاف المحترم والقرار المشترك فدائما نحن في حالة إقصاء وعقلنا ما زال إلى حد ما أسير موروثات إقصائية.
وأضاف النوري.. إن موقع كلامنا اليوم هو كلام المواطن المستقل في الشارع الذي لا ينتمي إلى أي حزب وعلى المستوى الشخصي أدعو إلى فك الارتباط مع الجبهة الوطنية التقدمية كاملة بكل أحزابها وفك أحزابها لإعادة إنتاج حياة سياسية مختلفة جريئة قادرة على قراءة الواقع الجديد فنحن نعيش في عصر الديجتيال وليس في عصر الشعارات وكفى فالدم أصبح في الشارع.
وقال النوري.. نحن لا نعيش في زمن الانقلابات ولا زمن الإطاحة بفلان الزعيم أو الرئيس أو النظام.. نحن في زمن التغيير وليس الانقلابات ومن هنا فإن الإصلاح يبدأ حكماً من عقل إصلاحي وليس من عقل محافظ فالإصلاح تحت سقف الدولة والتغيير داخل البيت السوري وتفكيك النظام يختلف عن تفكيك الدولة.
وأضاف النوري.. وضعنا مجموعة خطوط عامة كورقة عمل وتتلخص عناوينها الرئيسية بالحوار بين طرفين متعادلين وبالتالي يختلف عن لقاء الاستماع إلى الوفود الشعبية على غرار ما حدث وإصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي تدريجي ضمن خطة زمنية مع تحديد أولويات الإصلاح في الشارع على الأرض اضافة الى العمل على إنتاج سلطة جديدة لحماية النظام من خطر إعادة إنتاج نفسه وتحديد الحدود القانونية لتحرك المعارضة أيا كانت.
كما دعا النوري الى إشراك المواطن في مكافحة الفساد بدلاً من أن يقتصر الأمر على المؤسسات الرسمية من لجان وقرارات وإعادة النظر بمشروع قانون الإدارة المحلية من المجالس المحلية ومجالس المدن والتعيين بالطريقة الحزبية والأمنية والعائلية والطائفية ففي الانتخابات تصبح العلاقة مع المواطن اضافة الى رفع الوصاية عن المجتمع الأهلي بشكل عام إذ يكفي مخافر ودوريات.. كما طالب بتحرير السلطة القضائية نهائيا من السلطة التنفيذية وتحرير المؤسسات الحكومة من القبضة الأمنية وتدخلات الحزب وتفعيل مجلس الشعب واستعادة اسمه السابق "النواب" وتعديل قانون الأحوال الشخصية بما يتناسب مع دستور البلاد الذي يؤكد مساواة المرأة مع الرجل في الحقوق والواجبات اضافة الى مناقشة البنود غير الديمقراطية في الدستور ومنها 8 و3 معبراً عن رغبته بتغيير الدستور كاملا وإنتاج دستور جديد يليق بكرامة كل مواطن وليس بهذا الحزب أو ذاك.
وأكد النوري على وضع خطة لتنمية وتعزيز الطبقة الوسطى بمشاركة أهلية وحكومية إذ ان هذه الطبقة هي الضحية الأولى لكل الأزمة أو المؤامرة كما أنها حاملة المسؤولية الأولى إضافة إلى محاكمة القتلة والخونة من كل الأطراف وتعويض أسر الضحايا مادياً في حال الاتفاق على برنامج إصلاحي مشترك ضمن خطة زمنية محددة والإعلان عن رغبة الجميع بالتهدئة وتوقف التظاهرات وكل مخالف يتعرض لعقوبات قانونية بتهمة عرقلة السلم الأهلي.
وختم النوري.. إن المشاركين بوضع هذه الأفكار هم بسام كوسا والليث حجو وفؤاد حميرة وأحمد معلا وسليمان عبد النبي ونجيب نصير وأيهم ديب ونضال سيجري ومحمد إبراهيم العلي ونبيل الصالح وهناك أسماء من أقطاب المعارضة المثقفين ولم يشاركوا في هذا اللقاء اليوم واعتذروا.
وقال الإعلامي "محمد الخطيب".. نحن مجموعة من الشباب السوري لا ننتمي للسلطة ولا للمعارضة ولا لأي حزب ولسنا تجاراً ولا صناعيين ولا مستفيدين.. أتينا لأننا نحب وطننا..ويحق لنا أن نقول ما لا يقوله غيرنا وأن ننقل ما يحس به الشارع ولذلك أرجو الموافقة من الجميع إن تكرمتم على أن يفسح المجال للشباب الذين يجلسون بجانبي للحديث فنحن موجودون قبلكم بساعة ولم تسجل أسماؤنا لنعطى فرصة كي نتكلم.
وأضاف الخطيب.. أتيت اليوم لا بدعوة من السلطة أو المعارضة ولكن أتيت احتراماً للتضحيات التي لما كان لهذا اللقاء أن يعقد لولاها.. وقد فرض وجودي تضحيات أخوتي وأهلي من المدنيين والعسكريين المنتمين إلى الجيش العربي السوري ومن أهلي المنتمين إلى الأمن وهم ثلاثة يمثلونني.
وقال الخطيب.. هناك وطن ينزف هو وطننا جميعاً.. نحن لا نحمل سلاحاً ولن نحمل فنحن أخوة.. نحن هنا لنتحاور معكم فأنتم أهلنا ونحن أبناؤكم أرجو أن تسمعونا ولو مرة واحدة فالجميع بعيد عنا نحن الشباب للأسف.. نحن هنا اليوم ليس لدينا ما نخسره بل لدينا ما نكسبه وهو سورية موحدة قوية بعيدة عن أي تدخل خارجي ونحن قادرون على أن نحل مشاكلنا لكن قبل ذلك يجب أن نعترف جميعاً بأننا مقصرون سلطة ومعارضة وجميع مؤسسات المجتمع المدني وإن غيبت للأسف في سورية.
وأضاف الخطيب.. نحن مقصرون وعلينا أن نعترف أن هناك مشكلة بحاجة لحل وقد يتم وضع أروع القوانين في سورية وأنا أعترف أن قانون الإعلام أكثر من رائع وأنا كإعلامي سعيد جدا بهذا القانون, وقانون الانتخابات الذي يحتاج لبعض التعديلات أو قانون الأحزاب هي رائعة, لكن السؤال المهم جدا هل الإصلاح يقتصر على هذه القوانين الثلاثة, .. هو بداية وعليكم أن تتقبلوا كلامنا, والسؤال المهم هل ستطبق هذه القوانين.. اعذروني لأن بداخلي خوفا من عدم تطبيقها.
وقال الخطيب.. سأذكر حادثة..لقد تم الترخيص لوقفة للشهداء السوريين أمام فندق الفورسيزون في حديقة الجلاء وهي مرخصة نظامياً تحت سلطة الدولة وكان هناك وجود لعناصر الشرطة والنجدة وكانوا راقين جدا في التعامل ومنعوا أن تحصل أي مضايقة للشباب الذين نظموا هذه الوقفة ولم يفعلوا شيئاً ورفعوا علم سورية ووقفوا دقيقة صمت للشهداء .. إن كانوا مؤيدين أو معارضين فهم أبناء الوطن.. هل تعرفون ماذا حصل عندما خرجوا وأنا كنت موجوداً.. لم يعتد عليهم الأمن ولا الشرطة بل كان هناك أشخاص يحملون عصيا وتعدوا عليهم وهذا الكلام كتب في الإعلام وأنا لا أقول شيئا من عندي وليسم كل شخص هؤلاء الأشخاص بما يريد فإذا كان هذا الأمر حصل تحت القانون ولم تتم حمايتنا نحن الشباب.. فنحن لم نعمل خارج القانون ليس خوفا ولكننا مثقفون ومؤمنون أن القانون يستمد روحه منا بالتزامنا وإيماننا به ولولا حبنا للقانون لما كنا موجودين اليوم.
وأضاف الخطيب.. يؤسفني أن الكثير ممن لديهم القدرة على تقديم العمل لوطنهم يتوانون عن هذا الأمر والسبب هو الخوف ولكن لا أعرف مماذا.. فنحن اليوم موجودون ولسنا أعداء وشئنا أم أبينا نحن أخوة.. ويجب أن نتقبل بعضنا البعض فجميعنا خطاؤون.
وهناك الكثير من النقابات وغرف التجارة والصناعة وفنانين وشباب للأسف هل تعرفون أنهم لا يجرؤون على المبادرة وفعل شيء لوطنهم والسبب.. أنه لم تأتنا تعليمات.. هل حب الوطن والعمل لأجله ينتظر الإذن من أحد.. أنا أخاطبكم وأتمنى أن تجيبوا داخل قلوبكم عن هذا الأمر.
وقال الخطيب.. نحن كشباب لا نريد أن نهمش دور أي شخص ونحترم جميع الخبرات ونقدرها ولكن آن الأوان لجميع هذه الخبرات في كل مكان أن تعي أن في سورية شبابا قادرا أن يكون مثالا لكل من هو حوله.. فمن حولنا ليسوا أفضل منا ..فنحن نمتلك التاريخ والثقافة والحضارة وكل شيء .. لن أقول أعطونا فرصة فواجبنا أن نأخذ فرصتنا وأنا لا يهمني الخارج وماذا تفعل الولايات المتحدة بعظمتها إن كانت تعني للحكومات فأنا لا تعنيني والقنوات التلفزيونية إن كانت تعني لأحد فلا تعنيني ولكن أنتم من يعنيني وأهل بلدي, ..أرجوكم هناك مشكلة داخلية علينا أن نتعاون لحلها .. هناك دماء وأتمنى وأدعو الله كل يوم وأنتم تدعون وإن كان البعض لا يجروء التكلم بصوت عال أن يحمي دماء السوريين وأن يمر يوم الجمعة ولا أسمع فيه بشهيد "بارك الله لهم بشهادتهم".. أرجوكم علينا أن نتعاون فسورية مقبلة على مرحلة نحن من سيتأذى أو من سيستفيد وأبناؤنا قبل أن تتخذوا أي قرار.. انظروا إلى أعين أبنائكم فهي لن ترحمكم إن قصرتم بحق سورية.
واستكمل المشاركون في اللقاء التشاوري لمؤتمر الحوار الوطني مداخلاتهم في الجلسة المسائية برئاسة الدكتور إبراهيم دراجي حول الأزمة الراهنة التي تمر بها سورية والطرق الكفيلة للخروج منها.
وتطرقت المداخلات إلى أهمية هذا اللقاء في التأسيس لجبهة وطنية مؤلفة من مختلف شرائح المجتمع تحمل على عاتقها حماية الوطن والمواطن من خلال حوار شفاف يحقق المصلحة الوطنية خصوصا في هذه الظروف التي تمر بها سورية والتي تجعل من الحوار حاجة ماسة وضرورية للبناء.
وذهبت بعض المداخلات إلى وضع خطط وبنود للخروج من الأزمة والانتقال بسورية إلى مرحلة جديدة من خلال تعميق التلاحم الوطني ومنع التدخل الأجنبي والحوار مع جميع شرائح المجتمع دون إقصاء أحد وإجراء إصلاحات دستورية جذرية تحقق للمواطن المشاركة في عملية صنع القرار وعدم صرف الكثير من الوقت في الحديث عن الأخطاء في الماضي والالتفات إلى الحديث عن المستقبل وآليات الخروج من الأزمة بكل صدق ووضوح لمعرفة أين نقف وإلى أين نتجه.
وتحدثت بعض الشخصيات المشاركة عن الأزمة المركبة التي تعيشها سورية من خلال تلازم المؤامرة مع الأخطاء المرتكبة في الفترة الماضية والتي خلقت أرضا خصبة للتطرف والعنف.