أكدت نخبة من المثقفين و الفعاليات الروحية في محافظة حلب أن مجريات الأحداث في سورية أثبتت وعي الشعب السوري و إدراكه لحجم المؤامرة التي تستهدف سورية الدولة و الموقف وقدرته على اجتراح الحلول في أصعب الظروف لمواجهة التحديات التي تواجهه.
واعتبر الدكتور محمود عكام مفتي حلب الثاني أن رجال الدين اليوم أمام مسؤولية تاريخية باعتبارهم الشريحة الأقرب إلى الناس و التي تتواصل معهم بشكل يومي و لذلك فإن إبداء الآراء وإطلاق الأحكام حول ما تشهده سورية يجب أن ينطلق من التحليل المنطقي و الصدق مع الله و الوطن و محاكمة جميع الأفعال من منطلق وطني يأخذ بعين الاعتبار مصلحة الوطن قبل أي مصلحة أخرى شخصية أو فئوية.
ودعا الدكتور عكام أبناء الوطن لاستنطاق ضمائرهم في كل ما يقولون و يفعلون بحيث يتساوى الناس أمامهم فيما يفعلون فإن كانت حسنة نحكم عليها بالحسن وان كانت سيئة نحكم عليها بالسوء بغض النظر عن الشخص الذي تصدر عنه هذه الأفعال معتمدين مبدأ العدل لحماية سورية من كل فساد لأننا في النهاية نريد وطناً عزيزاً كريماً ومجتمعاً أخلاقياً متعاوناً متضامناً.
وتأكد خلال المرحلة الأخيرة أن الشباب هم محور كل تحرك في المجتمع وعماده وعليهم تقع مسؤولية حماية الوطن و المواطنين من خلال نبذ الأفكار الدخيلة على المجتمع ومواجهتها بعلمية و من منطلق وطني فكل ما يخدم الوطن مرحب به و سواه غير مقبول.
من هذا المنطلق دعا الدكتور أحمد عيسى محمد مدير أوقاف حلب الشباب إلى الحرص على ألا يكونوا مدخلاً أو جسراً للآخرين للنيل من سورية و وحدتها الوطنية و ذلك من خلال تحليهم بالوعي والإدراك لما يخطط من مؤامرات ضد سورية كما حث رجال الدين للتوجه السليم لكافة فئات الشعب وان يحرصوا على أن تكون آراؤهم وتوجيهاتهم حصناً يساعد الشباب في تبين أوجه و خيوط المؤامرة التي تستهدف الوطن.
ورأى المطران يوحنا ابراهيم مطران السريان الأرثوذكس في حلب أن سورية تعي دورها الحضاري و تعلم أن قدرها الوقوف إلى جانب المقاومة و مواجهة المؤامرات لأنها رمز للتعايش و الوئام الذي لا يعجب البعض و لا يلبي مصالحه لذلك علينا أن نضفر جهودنا للقضاء على المؤامرة لافتاً إلى دور رجال الدين فالخطاب الديني المتوازن و الذي يعمل ضمن هدف خدمة الوطن هو ضمان لعدم نجاح هذه المؤامرة خاصة أن حزمة الإصلاحات التي اصدرتها القيادة السياسية أصبحت مؤهلة لخدمة الفرد و المجتمع فالفائدة ستكون على سورية كلها .
وأوضح أن الإصلاحات لا يمكن أن تتم دفعة واحدة لذلك لابد من توفر الوقت وهذا ما لا يريده البعض من القلة لذلك على المجتمع أن يتعاون و يتكاتف حتى تتحقق هذا الإصلاحات التي تعود بالفائدة على جميع السوريين و تعزز دور سورية وموقعها الريادي في المنطقة.
واعتبر القس هاروت سليمان رئيس طائفة الأرمن البروتستانت أن كل أشكال التخريب مستهجنة لأنها تساعد في تنفيذ المؤامرة الخارجية للنيل من أمن واستقرار سورية واحداث خلل في المجتمع الواحد و تستهدف جميع الأطياف دون تمييز في مجتمع صنع نموذجه للعيش المشترك و الإخاء و التسامح ضمن اطار وطني جامع.
ولفت القس هاروت إلى أن من يخرب المؤسسات العامة و الخاصة لا يمكن أن يكون إصلاحياً بل هو يخرب الوطن ويضر مصلحة جميع افراده داعياً إلى توفير الفرصة و الوقت الكافي للحكومة لتنفذ الإصلاحات التي أعلن عنها خدمة للشعب السوري وعدم الانجرار وراء الدعوات التخريبية المشبوهة.
وقال الأديب رياض حلاق صاحب مجلة الضاد ..إننا في سورية نعيش في محبة و الفة وتلاحم نحزن و نفرح معاً في لحمة وطنية رائعة ونتفاجأ بهذه المؤامرة التي تهدف لتعكير صفو امتنا و مجتمعنا تحت شعارات براقة خالية من المضمون الا أن حزمة الإصلاحات والاستجابة الوطنية من قبل السيد الرئيس بشار الأسد لطموحات شعبه جعلت المؤامرة واضحة و دفعت الشعب السوري ليلتف حول قيادته مؤكداً عزمه على حماية الوحدة الوطنية.
ولفت الأديب حلاق إلى أن دور المثقفين خلال المرحلة القادمة حث المجتمع للمساعدة في ترجمة كافة القرارات و المراسيم الاصلاحية الصادرة الى عمل على أرض الواقع مع التأكيد أن الشعب السوري كله في سفينة واحدة و هذا الوطن لنا جميعا و يجب الحفاظ عليه من كل شر عبر التسلح بالوعي و إدراك أهداف المؤامرة القائمة على التحريض مؤكداً أن الرافضين للإصلاح يسعون لإثارة المشاكل لمنع المجتمع من السير إلى الأمام حتى لا تتضرر مصالحهم.