أقيمت ندوة بعنوان "قصر العظم: تاريخ وذكريات وصور" من إعداد وتقديم الأستاذ "عبد القادر الطويل"، في مقر الجمعية الجغرافية السورية، الكائن في بناء المدرسة "الحافظية" الأثري في منطقة "الميسات"، وذلك في 17/2/2011، وتناولت المحاضرة تاريخ عائلة "العظم" التي سكنت القصر (أصولها وأهم أعلامها السياسيين وضباط الجيش والحكام)، إضافة إلى الجانب المعماري للقصر، وأهم الأحداث التاريخية التي حدثت به، أو كان له أثراً فيها.

موقع eSyria حضر المحاضرة، وحولها أجرى جملة من الأحاديث، والتي كان أولها مع الأستاذ الباحث "بشير زهدي" محافظ المتحف الوطني سابقاً، الذي قال: «المحاضرة اليوم كانت عن "قصر العظم" الذي يعتبر من أجمل القصور في "دمشق" لأنه عبارة عن نمط عمارة نموذجي لبيت خاص، يتميز بباحات تزينها الأشجار والورود والأزهار، وغرف شعبية جميلة وذات سقوف عالية، ذات زخارف عربية ونقوش متنوعة، هذا القصر الذي بناه والي "دمشق" وقت ذاك "أسعد باشا العظم"، ولذلك نجد أنه يحرص الزائرون لـ"دمشق" على زيارته لما يعنيه، ولجمالياته التي تدل على جمال العمارة الدمشقية، فالعمارة مرآة الحضارة، وهذا القصر كان يشكل مرآة الحياة الاجتماعية لـ"دمشق"، ومديرية الآثار عندما قررت إنشاء هذا المتحف (متحف التقاليد الشعبية) في "قصر العظم"، كانت تهدف لإبراز التقاليد الشعبية، فضم كل ما يتعلق بالتقاليد الشعبية (الماة، العروس، الزواج الوالي وطقوس الاستقبال، المهن اليدوية والتقليدية،..)، وأصبح لهذا القصر شهرة عالمية نظراً لقيمته الكبيرة».

ما شاهدته اليوم في هذه المحاضرة من تقديم لعض تاريخي لهذا القصر، واستمتعت بطرية العرض التي قام بها الأستاذ "عبد القادر"، والهدية التي قدمها والتي هي عبارة عن CD يحوي المادة العلمية للبحث الذي قدم، كانت قيمة لأنها تساعد على تعميم المعرفة بهذه الآبدة التاريخية الهامة في مدينة "دمشق"

أما الأستاذ "بشير السودا" مهتم وباحث بالأمور التاريخية، فقد أضاف: «ما شاهدته اليوم في هذه المحاضرة من تقديم لعض تاريخي لهذا القصر، واستمتعت بطرية العرض التي قام بها الأستاذ "عبد القادر"، والهدية التي قدمها والتي هي عبارة عن CD يحوي المادة العلمية للبحث الذي قدم، كانت قيمة لأنها تساعد على تعميم المعرفة بهذه الآبدة التاريخية الهامة في مدينة "دمشق"».

بشير زهدي

بدوره تحدث الباحث "مظهر جركش": «البحث الذي طرح اليوم من الأبحاث الجيدة، لأنه يقوم بالتعريف على تراثنا وخاصة "قصر العظم"، حيث وضعنا المحاضر بالجو العام بشكل جيد جداً، من تاريخ القصر (من الذي بناه، وكيف بني، ولماذا كان هذا البناء)، وقد شاهدنا بالصورة كل أقسام "قصر العظم"، وشاهدنا الصور التي توثق هدمه لدى قصفه بالمدفعية في فترة الاحتلال الفرنسي لسورية، وشاهنا صوره بعد الترميم، كما شاهدنا الغرف على أنواعها في أقسام القصر (الحرملك، والسلاملك، والخدملك)، كما شاهدنا الحمام والغرف الجميلة بزخرفتها وأثاثها مضافاً إليها البحرات والمقرنصات الجميلة».

لكن المدرسة "هبة البرادعي" قالت: «المحاضرة كانت تتحدث عن "قصر العظم" وكيف أن هذه العائلة التي سكنته كانت قد حكمت "حماه" ثم حكموا "دمشق"، وكيف أن هذه العائلة قد خلدت آثاراً جميلة في سورية من خلال العمارة التي اهتموا بها كثيراً، وتحدثت المحاضرة عن الظلم والاستبداد الذي مارسه آل العظم في حكمهم حيث أنهم نقلوا كل ما هو جميل في المباني الموجودة قي المدينة إلى بيوتهم، من زخرفة وأحجار منقوشة، ولم تسلم منهم عمارة المساجد، كل ذلك سخر لبناء قصورهم والخانات إضافة إلى تسخير الحرفيين المهرة لذلك أيضاً».

عبد القادر الطويل

أما السيد "عدنان عارف الأبرش" بكالوريوس في الفنون الجميلة وليسانس بالحقوق منذ مطلع

1969، فقد أضاف: «بصراحة نحن نفتقر إلى هذه المحاضرات وتحديداً نحن أبناء "دمشق" ولا أتكلم عن نفسي وإنما أتكلم بشكل عام، فالقليل من الناس يعرفون تفاصيل تاريخ هذا القصر ، وأهميته، لعادات وتقاليد "دمشق"، فهذا النوع من محاضرات تقوي الذاكرة وتعلمنا ما هو التراث، فكلما عرف المرء تراثه وتاريخه كلما زادت وطنيته، وأصبح أكثر تمسكاً بأرضه ووطنه، وزاد حبه لهما أكثر»."بهجت محمد محمد" رئيس مجلس إدارة الجمعية الجغرافية السورية، الأستاذ عبد القادر موثق "دمشق" القديمة والحديثة في الجمعية الجغرافية السورية، وهو يتحفنا دائماً بمحاضراته القيمة، التي تأخذنا برحلة مصورة تساعد في التعرف على المكان الذي يعرضه بشكل أوسع، فمحاضراته تشدنا من بدايتها وحتى نهايتها، لأنه يقدم لنا درراً، وهو دائماً يحب أن يعنون محاضراته بتاريخ وذكريات وصور».

عدنان الأبرش

علق السيد "بهجت محمد محمد" رئيس مجلس إدارة الجمعية الجغرافية السورية، بالقول: «الأستاذ عبد القادر موثق "دمشق" القديمة والحديثة في الجمعية الجغرافية السورية، وهو يتحفنا دائماً بمحاضراته القيمة، التي تأخذنا برحلة مصورة تساعد في التعرف على المكان الذي يعرضه بشكل أوسع، فمحاضراته تشدنا من بدايتها وحتى نهايتها، لأنه يقدم لنا درراً، وهو دائماً يحب أن يعنون محاضراته بتاريخ وذكريات وصور».

وختم الأستاذ "عبد القادر الطويل" مدرس فنون تطبيقية ومتقاعد منذ 22 عاماً، فقال: «قصر العظم من الأوابد التاريخية الموجودة في مدينة "دمشق"، تناولت تاريخ آل "العظم"، وتناولت نبذة تاريخية عن تاريخ القصر، نمط بنائه، صفه بالكامل، الدوران داخل القصر والتجوال في غرفه وباحاته، ومشاهدة كل محتوياته، فلم أترك جانباً في القصر إلا عرضته من خلال صور بانورامية قمت أنا بتصويرها».