اعتاد بعض القادمون إلى "طرطوس" زيارة جزيرة "أرواد" المأهولة أمام شاطئ "طرطوس"، في حين نجد عدة جزر أخرى صغيرة مجهولة وغير مأهولة لا تحظى بالاهتمام الكافي، فسكانها من طيور "النورس والبط"، عدا بعض التجارب المحدودة لعدد من الناس لزيارة هذه الجزر وقضاء أوقاتهم فيها.
للتعرف على الجزر الواقعة أمام شاطئ "طرطوس" تحدثنا بتاريخ 4/2/2011 إلى الشاب "رامي أبو بكر" الذي قال لنا: «أنا سائق لمركب نقل بين شاطئ مدينة "طرطوس" وجزيرة "أرواد"، وفي نفس الوقت أنقل بعض الناس وخاصة في فصل "الصيف" إلى الجزر غير المأهولة الواقعة جنوب جزيرة "أرواد" وهي "العباس وأبوعلي والمخروط"، وأنزل مع أصدقائي للسباحة على شاطئ جزيرة "العباس" لنقاوة المياه وضحالة الأعماق حولها عدا الهدوء وسط البحر.
هناك مشروع تقدمنا به على شكل مذكرات "لوزارة السياحة" لزيادة مساحة جزيرة "أرواد" من جهة الجنوب حيث الأعماق لا تتجاوز 10 أمتار، والقصد من المشروع توفير مساحة زائدة لبناء مشاريع سياحية، فالمنطقة الفاصلة بين جزيرة "أرواد" وجزيرة "العباس" قليلة العمق كما ذكرت، لذا فإن ردمها ليس أمرا مستحيلا
وهناك بعض أصحاب المراكب البحرية يتجهون إلى هذه الجزر لصيد الأسماك هناك، وفي معظم فصول السنة نشاهد على هذه الجزر بعض الطيور البحرية "النورس والبط و.." والقليل من التشكيلات العشبية، كذلك نشاهد حول هذه الجزر الكثير من ينابيع المياه الحلوة وسط البحر وبعضها شديد الغزارة».
وللتعرف على معلومات أكثر عن جزر "طرطوس" التقى "eSyris" الأستاذ "علي نجم" رئيس بلدية "أرواد" الذي تحدث قائلا: «يوجد أمام شاطئ "طرطوس" خمس جزر، واحدة مأهولة وهي جزيرة "أرواد" والأربعة الباقية غير مأهولة، وتبعد هذه الجزر ما بين 1,5 إلى 3,5 كم عن شاطئ مدينة "طرطوس".
وفي حين أن جزيرة "النمل" تقع شمال مدينة "طرطوس" بـ/9/ كم، فإن الجزر الأربعة الباقية تمتد أمام وجنوب مدينة "طرطوس" بدأ من جزيرة "أرواد" الواقعة أمام "طرطوس" ثم الجزر الثلاثة الباقية جنوب "أرواد" وهي على الترتيب "العباس، أبوعلي، المخروط"، والبعد بين هذه الجزر الأربعة يقارب 3 كم، أما الوصول "بالزورق" من شاطئ "طرطوس" بخط مستقيم إلى كل جزيرة على حدة فيحتاج إلى 25 د».
يفصل الأستاذ "علي نجم" في حديثه بين جزيرة "أرواد" وباقي الجزر بالقول: «جزيرة "أرواد" هي الوحيدة المأهولة بين الجزر الخمس، حيث تبلغ مساحتها 27 هتكارا، وعدد سكانها /10000/ نسمة، كما أن لها مجلسا بلديا لتسيير شؤونها، حيث إن الجزيرة تضم العديد من الفعاليات التجارية البحرية والنقل البحري وحرفيين لصناعة الزوارق البحرية، كذلك لدينا السياحة، عدا أمور السكان اليومية التي تساعد البلدية في تسييرها».
يضيف الأستاذ "علي نجم" في حديثه عن "أرواد": «هناك مشروع تقدمنا به على شكل مذكرات "لوزارة السياحة" لزيادة مساحة جزيرة "أرواد" من جهة الجنوب حيث الأعماق لا تتجاوز 10 أمتار، والقصد من المشروع توفير مساحة زائدة لبناء مشاريع سياحية، فالمنطقة الفاصلة بين جزيرة "أرواد" وجزيرة "العباس" قليلة العمق كما ذكرت، لذا فإن ردمها ليس أمرا مستحيلا».
وعن الجزر الباقية يقول الأستاذ "علي نجم": «أما الجزر الأربعة الباقية فهي "النمل" شمال مدينة "طرطوس"، وتقع قبالة منطقة "بصّيرة" السياحية، حيث تشاهد من الشاطئ على شكل كتلة صخرية بارزة وهي كبيرة الحجم وتشابه بحجمها جزيرة "العباس" وتتغطى أحيانا بالماء خلال الشتاء، في حين نجد جزر "العباس وأبو علي والمخروط" تقع جنوب جزيرة "أرواد"، وأكبرها جزيرة "العباس"، حيث ينمو على هذه الجزيرة العشب وتسكنها عدة أنواع من الطيور وتبني أعشاشها عليها، أما الجزيرتين الباقيتين فهما صغيرتا الحجم، وبشكل عام تتراوح مساحة الجزر بين 500 إلى 1500م، وهذه الجزر غير المأهولة مهجورة تماما وتتبع إداريا لمجلس مدينة "طرطوس"».
أما مختار جزيرة "أرواد" السيد "محمد عبد الله سليمان" فيتذكر أيام شبابه في أرواد وباقي الجزر بالقول: «أتمنى كثيرا تطوير الوضع الحالي لجزيرة أرواد والجزر الأخرى غير المأهولة، فهذه الجزر كانت المكان المفضل لي ولأصدقائي أيام الشباب، حيث كنا نذهب بقواربنا الصغيرة إلى جزيرة "العباس" لقربها بغرض السباحة وصيد الأسماك والتمتع بنهارنا عدا الذين كانوا يبقون هناك خلال الليل.
والآن؛ وبعد تلوث شواطئ "أرواد" بالصرف الصحي والمخلفات تتجه الأنظار إلى الجزر الواقعة جنوبها للسباحة والاستجمام، وأتمنى أن تصبح فكرة توسيع جزيرة أرواد حقيقة على أرض الواقع وربما وصل جزيرة أرواد بجزيرة "العباس" لأن الناتج من ذلك يفوق بكثير تكاليف الردم».