على مشارف قرية "عين لاروز" الواقعة شمال غرب مدينة كفرنبل بـ 15 كم، وعلى يمين الطريق الذي يصلها ببلدة "كنصفرة" وفوق تلة ترتفع قرابة عشرة أمتار عن مستوى الأرض المجاورة، ينتصب "القصر الشرقي" كما يسميه الأهالي في القرية وذلك في موقع جميل جداً يشرف على السهول المجاورة وعلى الطريق الواصل بالقرية.
الأستاذ "عبد السلام حمو" معاون رئيس شعبة المباني في دائرة آثار "إدلب" تحدث لموقع eIdleb عن هذا المبنى وتاريخ وأقسامه بالقول: «يعتبر القصر الأثري الواقع شرق قرية "عين لاروز" من أهم المعالم الأثرية في القرية، حيث ما يزال قائماً حتى اليوم محتفظاً بمعظم أقسامه شاهداً على عراقة هذه القرية، يعود تاريخ بنائه إلى القرن الخامس الميلادي وهو يقع في الجهة الشرقية للقرية حيث بني على هضبة كلسية مرتفعة، بناء القصر مؤلف من ثلاث غرف ضخمة منفصلة عن بعضها البعض ويبلغ ارتفاعها حوالي ثمانية أمتار وله إطلالة رائعة على السهول المجاورة، كما يوجد حوله عدة معاصر كانت تستخدم لعصر الزيتون والعنب بغية إنتاج الزيت والخمرة نظراً لشهرة هذه المنطقة بزراعة أشجار الزيتون والكرمة، وحتى اليوم ورغم التوسع الكبير في زراعة أشجار الكرز فإنه لا يزال لشجرتي الزيتون والكرمة حضورهما الواضح في حقول تلك المنطقة، كذلك انتشرت بالقرب من القصر وخاصة في الجهة الشمالية الشرقية عدة مدافن منحوتة في الحجر زينت واجهاتها بزخارف الجميلة وبعض هذه المدافن موجودة ضمن بيوت السكن، كما يوجد قرب القصر ولا سيما في الجهة الشرقية منه عدة آبار كانت تستخدم لجمع مياه الأمطار وهذه الآبار تعود للفترة البيزنطية وهي نفس فترة بناء القصر».
خربة "عين لاروز" أو ما يسمى حالياً بالقصر فهو يقوم على تلة كانت لقلعة في العصور الوسطى وقد ورد ذكر هذه القلعة في المصادر ولكن لم يبقى لها أي أثر، والعامة يطلقون على الأبنية المميزة كلمة "قصر" وقد تكون موقع لدير أو حصن أو دارة جميلة لأحد أثريا المنطقة، وهذا "القصر" هو من الأوابد التي لم تتم دراستها بعد بشكل موسع ومنهجي بسبب أن معظم القرى الغربية في جبل "الزاوية" غير مدروسة بعد
ويقول مؤرخ محافظة "إدلب" "فايز قوصرة": «خربة "عين لاروز" أو ما يسمى حالياً بالقصر فهو يقوم على تلة كانت لقلعة في العصور الوسطى وقد ورد ذكر هذه القلعة في المصادر ولكن لم يبقى لها أي أثر، والعامة يطلقون على الأبنية المميزة كلمة "قصر" وقد تكون موقع لدير أو حصن أو دارة جميلة لأحد أثريا المنطقة، وهذا "القصر" هو من الأوابد التي لم تتم دراستها بعد بشكل موسع ومنهجي بسبب أن معظم القرى الغربية في جبل "الزاوية" غير مدروسة بعد».
ولكن لماذا لم تحظى آثار قرية "عين لاروز" مثلها مثل آثار معظم قرى جبل "الزاوية" بما تستحق من دراسة واهتمام بحثي أثري؟ يجيب الأستاذ "فايز قوصرة" عن هذا السؤال بالقول: «إن السبب الرئيسي الذي حال دون دراسة آثار القسم الغربي من جبل "الزاوية" هو أن انحدار الجبل الشديد في تلك المنطقة حال دون مرور القوافل والرحالة منها، ولذلك نجد الباحث الفرنسي "جورج تشالينكو" يقول عن آثار غرب جبل "الزاوية" بأنها آثار غير مكتشفة أي غير مدروسة بعد، ولكن هذا لا يعني بأنه لم يمر بها رحالة على الإطلاق، فقد زار هذه المنطقة الرحالة الانكليزي "بوركهارد" في عام 1812 وذكر هذا الموقع باسم "أل لاروز"، كما ذكرتها وثائق الحرب الصليبية عند الفرنجة كحصن تحت اسم "روسام"، كذلك ذكرها المؤرخون المسلمون باسم قلعة "علا روز"».