اكتسبت بطاقات الدعوة ولا سيما في مناسبات الزواج شعبية كبيرة في مدن وقرى محافظة "إدلب" خلال السنوات الثلاث الماضية، وذلك خلافاً للتقليد الذي كان سائداً منذ سنوات عديدة ولاسيما في ريف المحافظة، حيث كانت تتم الدعوة للأفراح بشكل شخصي بأن يقوم صاحب الفرح بزيارة المدعوين ودعوتهم لحضور حفلة العرس.
السيد "فراس مسعود" أحد الشباب المقبلين على الزواج عبّر عن قناعته باستخدام بطاقات الأفراح وقال: «لقد أصبحت بطاقات الدعوة في وقتنا الحالي ضرورة لا بد منها في الدعوة للحفلات وخاصة الأعراس، فمن غير المقبول أن تدعو شخصاً لحضور حفلة عرس بشكل شفهي، لأنه يعتبر الدعوة بهذا الشكل رفع عتب فقط وليست دعوة حقيقية، في حين أن دعوة الشخص باستخدام بطاقة الفرح تجعله أكثر رضا، فالشخص الذي تدعوه ببطاقة يشعر بأهميته لديك، وبالتالي هذا يزيد من همته في الحضور والمشاركة في إنجاح هذا الفرح، كما لها إيجابيات عديدة لعل أهمها ضبط عدد الأشخاص الذين يحضرون الحفلة، وبالتالي ضمان عدم حضور الأطفال وصغار السن والذين قد يسببون مشاكل وإحراجاً كبيراً لأصحاب الفرح».
بطاقات الدعوة والمناسبات هي صورة عن شخصية صاحب الدعوة وذوقه ومكانته الاجتماعية والاقتصادية، كما أنها ترتبط بالمكانة الاجتماعية للأشخاص الموجهة لهم، وبذلك أضحت (بريستيجاً) اجتماعياً لا غنى عنه للتعبير عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وهذا ما يفسر وجود الإكسسوارات العديدة مثل الخشب المزخرف والقماش والأزهار والتصاميم المعقدة على تلك البطاقات
ولكن للحاج "خالد الزهران" رأي مختلف حول هذا الموضوع حيث يقول: «لم أؤيد يوماً الاستعانة ببطاقات الأفراح في الدعوة للأعراس، ربما لأنها لم تكن سائدة في أيامنا، ولكن أعتقد أنها ساهمت في تخفيف الألفة الاجتماعية بين الناس، فنحن كنا سابقاً ننظر إلى قيام العريس أو أحد أهله بالدعوة للفرح بشكل شفهي وشخصي على أنها اهتمام كبير بالآخرين، في حين تبدو الدعوة بالبطاقة جافة ورسمية بعيدة عن الألفة، كما يمكن أن تتسبب بطاقة الدعوة بإحراج المدعو، ففي بعض القرى هناك عادات بحيث يتوجب على الشخص الذي يدعى لحفلة زفاف بواسطة بطاقة أن يقدم لأصحاب الفرح ما نسميه بـ"الذبيحة"، وهو خروف يتم ذبحه في يوم العرس ويقدم للمدعوين، وحالياً أسعار الخراف مرتفعة جداً والشخص الذي يتلقى بطاقة يجد نفسه مضطراً للحضور مع ذبيحة وفي ذلك برأيي إحراج كبير له، في حين أن الدعوة بشكل شفهي تعطي للمدعو أريحية أكبر بالحضور أو عدم الحضور، إلى جانب ذلك فإن مجاراة العادات السائدة بضرورة استخدام بطاقات الدعوة أصبحت عبئاً إضافياً يزيد من تكاليف الزواج الأخرى».
لقد لاقت صناعة بطاقات الأفراح رواجاً كبيراً في أسواق محافظة "إدلب" من مختلف طبقات المجتمع، وذلك نتيجة رقي الذوق العام وما تحمله هذه البطاقات من قيم تعكس ذوق صاحبها ومستواه الاجتماعي والاقتصادي، وعن ذلك يتحدث "خلدون الرجب" صاحب مكتبة لبطاقات الأفراح في مدينة "إدلب": «لاحظنا خلال السنوات الخمس الأخيرة إقبالاً كبيراً على بطاقات الأفراح في مدينة "إدلب" والمناطق الأخرى فنحن منذ عام 1998 نعمل في هذا المجال ولم يسبق أن لاحظنا إقبالاً عليها بمختلف أسعارها كما هو الحال حالياً، لذلك فقد وصل سعر البطاقة إلى أرقام غير مسبوقة بعد أن كانت أسعارها منخفضة ولا تتعدى الخمس ليرات سورية حيث وصل بعض أنواع البطاقات الفاخرة إلى مئة ليرة وأكثر، وإن مبيعاتنا خلال موسم الأفراح ولاسيما أشهر حزيران وتموز وآب تشكل حوالي ثمانين بالمئة من إجمالي المبيعات، حيث تتنوع المناسبات التي تطلب من أجلها البطاقات بين خطوبة وعقد قران وزفاف، ونحن نستخدم في تصميم البطاقات عدة برامج كمبيوتر، لأن صناعة بطاقات الدعوة والأفراح ترتكز بالأساس على الإبداع في التصميم، فالتصميم المبتكر الجذاب بألوانه وأشكاله يزيد من قيمة البطاقة، ونحن نحاول الخروج بالعديد من التصميمات التي تكون كفيلة بنيل إعجاب الزبون مهما كان ذوقه صعباً».
بدوره الأستاذ "عماد الأحمد" يؤكد أن: «بطاقات الدعوة والمناسبات هي صورة عن شخصية صاحب الدعوة وذوقه ومكانته الاجتماعية والاقتصادية، كما أنها ترتبط بالمكانة الاجتماعية للأشخاص الموجهة لهم، وبذلك أضحت (بريستيجاً) اجتماعياً لا غنى عنه للتعبير عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وهذا ما يفسر وجود الإكسسوارات العديدة مثل الخشب المزخرف والقماش والأزهار والتصاميم المعقدة على تلك البطاقات».