بمناسبة مرور /800/ عام على تأسيس الرهبنة الفرانسيسكانية في العالم أجمع أقيم مؤتمر توثيقي في الفترة بين 15/17 نيسان 2010، تضمن عددا من المحاضرات التي ركزت على أهمية ودور الوجود الرهبان الفرانسيسكان في المنطقة العربية إضافة إلى التركيز على وجودهم في سورية وما حققوه من إنجازات فيها.

وعن أهمية المؤتمر وفائدته للمتواجدين فيه يقول السيد "ألكسندر إيفلب" المقيم في مدينة "حلب" وأحد الموجودين في المؤتمر بأن هذا المؤتمر يقدم فائدة كبيرة لسكان مدينة "حلب" على أكثر من صعيد يعددها بالقول: «هناك منطقة في مدينة "حلب" تدعى منطقة الفرانسيسكان" فيها دير هو "دير الفرانسيسكان". الكثير من سكان هذا الحي لا يعرفون سبب تسمية هذا الحي بهذا الاسم، كما أن الكثير سمع وزار وعرف مدرسة الشيباني إلا انه في نفس الوقت لا يعرف تاريخها.

كان تأسيس هذه الرهبنة انطلاقا من رغبة مؤسسها "مار فرانسيس" في التعايش السلمي ونبذ الحروب. ونحن موجودون منذ العام /1219/ في بلاد الشام بصورة مسالمة وكان لنا دور كبير ثقافي ضمن هذه المنطقة. هدف هذا المؤتمر هو العودة لتاريخ الوطن والذي نشكل نحن جزءا صغيرا للغاية منه إلا أننا جزء من هذا الوطن الذي نفخر جميعنا به

كلا الصرحين أسستهما الرهبنة الفرانسيسكانية في مدينة "حلب" حيث سيقدم هذا المؤتمر الوثائق والصور تاريخ هذه الأماكن المميزة. كما أن المؤتمر سيتحدث عن الوجود القديم لهم في بلادنا والذي يعود إلى الفترة التي سبق الوجود العثماني فيها».

الأب "جورج أبي خازن"

ويتابع السيد "ألكسندر" أن وجوده هنا يأتي انطلاقا من رغبته من التعرف والاطلاع على المحاضرات القيمة مضيفا أن فائدة المؤتمر ستكون كبيرة لسكان مدينة "حلب" في حال تم نشر نتاج هذا المؤتمر حيث سيساعد على فهم الآخر.

أما عن البرنامج والمحاور التي يتضمنها، فيقول الأب "رامي بطراكي" المسؤول عن الرعية ونائب خوري الرعية بأن جدول المؤتمر يضم محاور متنوعة منها ما يتحدث عن تاريخ "الفرانسيسكان" وتاريخ الرهبنة، ومنها ما يتحدث عن تواجد هؤلاء الرهبان في سورية ودورهم في نشر العلم. كما أن البرنامج سيتحدث أيضا عن الاتفاق الذي تم مع الملك الكامل في القرن الثالث عشر والذي جعل بموجبه الرهبان الفرانسيسكان حراس الأراضي المقدسة ضمن بلاد المشرق:

الأب "رامي بطراكي"

«من المحاور المهمة أيضا تلك التي تتحدث عن حضور الفرانسيسكان في سورية والمدارس العريقة التي أسسوها والتي منها ما هو موجودة في "حلب" حتى الآن مثل "مدرسة الشيباني"- والتي تحولت الآن إلى متحف- وغيرها. وهناك موضوع مفصل عن اللقاء الذي جمع ما بين الأب "فرانسيس" مؤسس هذه الرهبنة، والملك الكامل والتي سيشارك فيها الشيخ "محمود عكام"، وغيرها من المحاور».

ومن الباحثين المحاضرين في المؤتمر التقينا الباحث الدكتور "محمود حريتاني" الذي قال لنا عن محاضرته:

«قدمت محاضرة يوم الجمعة تتحدث عن دور الفرانسيسكان والتعليم الحديث في مدرسة الشيباني حيث تحدثت فيها عن الكيفية التي تم بناء المدرسة فيها وسبب تسميتها بمدرسة الشيباني /والذي يعود إلى احترام "أقبغا الشيباني" صاحب الوقف الكبير جدا فيها/، كما تحدثت أيضا عن سبب اختيار ذاك المكان لبناء المدرسة والكنيسة. سأقدم عملا توضيحيا عن الرهبنة وعن نظامها التعليمي الصارم المميز والذي يندر أن نراه حاليا حيث هو نظام صارم ودقيق ورائع جدا».

معرض على هامش المؤتمر...

وقد تضمن المعرض أيضا معرضا للكتب التي تحدثت عن الحضور الفرانسيسكاني في سورية والشرق ساهم فيه الباحث الأستاذ "حسين المدرس" حيث قال لنا:

«كان لهؤلاء الرهبان دور كبير في سورية حيث قاموا ببناء المدارس والمؤسسات التعليمية والمعاهد، وكانوا يساهمون في فتح الطريق أمام بقية المدارس الخاصة. يضم المعرض كتبا ومخطوطات منها ما يتحدث عن القديس "فرانسيس" مؤسس الرهبنة وحياته، ومنها ما يتحدث عن أعمالهم في بلاد الشام والأديرة التي قاموا بإنشائها، ومنها أيضا ما يتطرق إلى إنجازاتهم في مدينة حلب مثل مدرستي الشيباني والرم».

أما الأب "جورج أبي خازن" رئيس طائفة اللاتين في حلب فيقول بأن أهمية المؤتمر تكمن في أنه يقوم بالتعريف عن طائفة الفرانسيسكان وتحفيز لمتابعة رسالة الطائفة الإنسانية في المستقبل حيث يضيف:

«كان تأسيس هذه الرهبنة انطلاقا من رغبة مؤسسها "مار فرانسيس" في التعايش السلمي ونبذ الحروب. ونحن موجودون منذ العام /1219/ في بلاد الشام بصورة مسالمة وكان لنا دور كبير ثقافي ضمن هذه المنطقة. هدف هذا المؤتمر هو العودة لتاريخ الوطن والذي نشكل نحن جزءا صغيرا للغاية منه إلا أننا جزء من هذا الوطن الذي نفخر جميعنا به».

يتألف المجتمع السوري من نسيج مترابط متشابك من الثقافات والأطياف والأديان التي تعيش مع بعضها بعضاً في هذه الرقعة. ويأتي هذا المؤتمر ليعرف الناس بشريحة وفئة من أفراد هذا الوطن وما قدمته له.