منطقة "عفرين" هي من أكثر المناطق جذباً للسياح في "ريف حلب" حيث تتوافر فيها كل مقومات قيام السياحة من طبيعة جميلة ومواقع أثرية تاريخية إضافةً إلى انتشار العشرات من المطاعم والمنتزهات الشعبية، ولذلك من الطبيعي أن يجد فيها السائح أو المصطاف راحة النفس وهدوء البال والاستمتاع.
يقول الدكتور "محمد عبدو علي" وهو متخصص بكتابة تاريخ "منطقة عفرين" لموقع eSyria: «تجتذب الطبيعة الجميلة لمنطقة "عفرين" والمواقع الأثرية الكثيرة فيها أعداداً لا بأس بها من الزوار والسياح والمصطافين ومن أهمها "قلعة سمعان العمودي" و"تل عين دارا" و"قلعة النبي هوري" والقرى الأثرية في "جبل ليلون" مثل "براد" و"كيمار".
لقد افتتحنا المنتزه في العام 2002 وذلك في منطقة هي من المناطق الجميلة في "عفرين" ويشهد سنوياً وخاصّة في الصيف فصل الاستجمام والاصطياف المئات من الزوار، كما يقيم منتزهنا الأعراس والأفراح حيث يتسع لأكثر من 450 كرسياً
ومن أكثر أماكن الاصطياف في المنطقة قرية "كفرجنة" السياحية الواقعة إلى الشرق من مدينة "عفرين" بنحو 10 كم حيث توجد فيها مطاعم سياحية عديدة، وهناك منطقة "بحيرة ميدانكي" السياحية وقرى "الباسوطة" و"برج عبدالو" وغيرها».
ثم قام مراسلنا بجولةٍ في بعض المنتزهات السياحية في منطقة "عفرين" وكانت البداية من قرية "الباسوطة" حيث التقى السيد "خليل عمر" ابن صاحب مطعم ومنتزه "رأس النبعة" وسأله عن دور منتزهه في جذب السياح للمنطقة فقال: «منتزه "رأس النبعة" من أقدم المنتزهات التي تم افتتاحه في منطقة "عفرين"- قرية "الباسوطة" وذلك في منتصف السبعينيات من القرن الماضي وتحديداً في العام 1977 حيث نقدم لضيوفنا الأعزاء سواء من داخل القطر أو من خارجه مختلف أنواع المأكولات.
ويتألف متنزهنا من قسم خاص للعائلات وقسم للأفراد إضافةً إلى حديقة تتضمن ملاهي خاصّة بالطفل، ويزورنا سنوياً المئات من السياح والمصطافين من مختلف المناطق».
أما السيد "علي عثمان" صاحب مطعم ومنتزه "بحيرة البرج" التي تقع على ضفة بحيرة قرية "برج عبدالو" فقد قال: «لقد افتتحنا المنتزه في العام 2002 وذلك في منطقة هي من المناطق الجميلة في "عفرين" ويشهد سنوياً وخاصّة في الصيف فصل الاستجمام والاصطياف المئات من الزوار، كما يقيم منتزهنا الأعراس والأفراح حيث يتسع لأكثر من 450 كرسياً».
وأضاف: «أكثر ما يميّز منتزه "بحيرة البرج" هو وجود مغارة فيه حيث قمنا بتأهيله من خلال رش أرضيته بالبحص الأبيض وإنارته وتزيينه بالأدوات الفلكلورية في المنطقة وبالتالي وتحويله إلى قسم من أقسام المنتزه حيث يتسع لكثر من 100 كرسي وهذه المغارة هي في الحقيقة محل إعجاب شديد من قبل السياح الأجانب الذين يقضون فيه أجمل وأمتع الأوقات لأنهم يقولون- أي السياح- بأنهم ملّوا من الفنادق الفخمة والخمس نجوم وهم يبحثون عن مثل هذه الأجواء الجميلة والتاريخية التي تدخل إلى نفوسهم البهجة والسرور».
ومن المصطافين التقى مراسلنا في موقع تل "عين دارا الأثري" بالمصطاف "محمد إبراهيم" الذي قال لموقعنا: «منطقة "عفرين" منطقة جميلة جداً وفيها ما يكفي لقيام صناعة سياحية بل يزيد ففيها يمتزج التاريخ بالطبيعة الخلابة والأنهار والينابيع والبحيرات بالغابات الخضراء لتشكل بمجملها لوحة فنية غاية في الروعة والإبداع، وبين هذا وذاك تنتشر في أرجاء المنطقة العشرات من المنتزهات والمقاصف الشعبية.
لقد قمت اليوم برحلة سياحية مع أصدقائي إلى المنطقة ونحن الآن في زيارة إلى موقع "عين دارا" الشهير وهو من أشهر الواقع الأثرية في "ريف حلب" إذ يتضمن معبداً تاريخياً قديماً تحرسه أسود بازلتية ضخمة وما يميّز المعبد أيضاً وقلة من الناس تعرف ذلك هو وجود آثار أقدام بشرية ولكن بقياسات غير بشرية أمام مدخل المعبد يقول المؤرخون عنه بأنه يشير إلى طقوس معينة في دخول المعبد».
أما صديقه "جيكر محمد" وهو طالب جامعي فقد قال متحدثاً عن أهمية منطقة "عفرين" سياحياً: «يقول أحد الكتاب من الآن فصاعداً يجب أن يقسم سكان الأرض إلى فئتين أولئك الذين شاهدوا "تاج محل" في "الهند" وأولئك الذين لم يشاهدوه، أما أنا فأقول يجب تقسيم سكان محافظة "حلب" إلى فئتين أولئك الذين زاروا المناطق السياحية في منطقة "عفرين" وأولئك الذين لم يزوروه بعد، وهذا يكفي برأيي للتعبير عن أهمية هذه المنطقة من الناحية السياحية».
وختم بالقول: «يوجد في منطقة "عفرين" مغارة "دودرية" العريقة حيث اُكتشف فيها هيكل عظمي يعود تاريخه إلى حوالي 80 ألف سنة، كما اُكتشف في قرية "براد" ضريح "المار مارون" مؤسس الطائفة المارونية، كما يوجد فيها أقدم كنيسة مؤرخة في العالم وهي موجودة في قرية "فافرتين" 372 ميلادية و"قلعة سمعان العمودي" الشهيرة إضافةً إلى العشرات من المواقع السياحية الأخرى التي تستحق زيارتها لقضاء أجمل الأوقات في ربوعها الجميلة وتناول مختلف أنواع المأكولات الشرقية والغربية في منتزهاتها المنتشرة في مواقعها السياحية مثل: ضفاف "بحيرة ميدانكي" وقرى "الباسوطة" و"برج وعبدالو" و"كفرجنة" ومقصف حمامات الشفاء غربي مدينة "جنديرس" بنحو 10 كم حيث ينابيع المياه الكبريتية التي تشكّل مكاناً للاستجمام والسياحة العلاجية وغيرها، وأخيراً أود أن أوجه دعوة لجميع السياح والمصطافين لزيارة هذه المنطقة الرائعة».