ينبغي الإقرار أن هناك جهوداً بناءة تحاول من خلال إمكانياتها المتواضعة أن تأخذ خطاً بيانياً تصاعدياً في مسرح عملها، وهنا لا نخص القطاع الخاص فقط بل نشرك أيضاً القطاع العام بالمعادلة، حيث تكللت تلك الجهود بنجاحات رسمت على أرض الواقع، أصحابها وضعوا الواجب نصب أعينهم قبل حياتهم، والشواهد على ما قدموه من شهداء كثيرة، إنه "فوج إطفاء الحسكة".

مراسل موقع eSyria طرق باب الفوج بتاريخ 6/12/2009 وراح يحاور الرئيس والمرؤوس، ومع أن الحوارات متشابهة إلى حد كبير ويطغى عليها الحس الوطني العالي فقد خرجنا بالتالي..

على المديريات والدوائر الحكومية ضرورة الاهتمام بوجود معدات وأجهزة إطفاء يدوية أو خزانات مياه يدوية سريعة لديها على الدوام تفادياً لحدوث أية حالات، كما نطلب التعاون التام من قبل الإخوة المواطنين

الإطفائي "محمد حاج تمر" قال: «إن الإخلاص بالعمل أمر وواجب حتمي ليس علي فقط بل على جميع العناصر وذلك يعود لسببين أولهما لأنه واجب وطني والثاني لأننا وأسرنا نقتات من خيره، فكيف لا نخلص له وهو الذي يكفينا شرّ السؤال، ناهيك عن العلاقة الأخوية التي تربط عناصر الفوج مع بعضهم بعضاً والتي رسم خطوطها الأولى قائد الفوج الرائد "جهاد حميدو"».

الرائد جهاد حميدو قائد الفوج

من جانب آخر قال الإطفائي "زياد عزو الحاج": «إن الإدارة المتمثلة بقائد الفوج الرائد "جهاد حميدو" تحترم وتقدر عالياً جهود العمال وقد تمثل ذلك بالمعاملة الحسنة التي نلقاها بالإضافة لمطالبته المستمرة رسمياً من المعنيين بما يدعم عمل العنصر نفسياً واجتماعياً واقتصادياً، كالمطالبة بالطبابة والحوافز وكذلك صفة "الشهيد" لمن نفقده من الزملاء في الحوادث، والشواهد عديدة».

بدوره قائد الفوج الرائد "جهاد عبد الرحمن حميدو" قال: «تأسس "فوج إطفاء الحسكة" عام /1983/ بثلاث آليات وخمسة عشر عنصراً، اليوم يملك الفوج /24/ آلية مختلفة المهام للإنقاذ والإطفاء والسلالم الهيدروليكية، و/93/ عنصراً.. هذا غير الآليات الموزعة على "فوج القامشلي" وعددها /10/ آليات ومركز رأس العين ثلاث آليات والمالكية آليتان وعامودا /1/، والدرباسية واحدة فقط».

من بيان عملي نفذته عناصر الفوج

وعن مقومات العمل ومنغصاته بفوج إطفاء "الحسكة" يقول الرائد "حميدو": «لكل عمل في هذه الدنيا خصوصية ومقومات ومنغصات لكنها تختلف اختلافاً جذرياً عن بعضها بعضاً، ولعلي أجد عملنا كرجال إطفاء من الأعمال الخطرة والمحفوفة بالمفاجآت الخطرة لذا هي تحتاج إلى مقومات عدة للارتقاء بواقع عمل عصري في مجال الإنقاذ وإطفاء الحرائق بأنواعها المختلفة وأيضاً بتشجيعه من المكآفات المادية، بالإضافة لصفة الشهيد لمن يفقد حياته أثناء أداء مهمته، وإنني أرى ذلك مطلب حق ولنا في ذلك خمسة زملاء لفظوا أنفاسهم الأخيرة وهم ينفذون مهامهم ومنهم قائد الفوج السابق.. وكذلك نحن نعاني من نقص في أعداد الكادر والعناصر العاملة لدى مركز قيادة الفوج الرئيسي من جنود وسائقين مقارنة مع عدد الآليات الموجودة، إضافة إلى عدم وجود تعاون من قبل المواطنين في الإبلاغ الفوري عن أية حالات كي تتمكن عناصر الفوج من تنفيذ مهامها بأسرع وقت ممكن مع وجود بلاغات كاذبة من قبل بعض المستهترين، علماً أن الفوج ينفذ مهمات يومياً تشمل الحرائق وحوادث السير المختلفة وحالات الغرق وغيرها من الحوادث، كما أن وسائل الإطفاء المتوافرة لدى الفوج تشمل عدداً من التجهيزات التي تستخدم حسب نوع الحوادث أو الحرائق مثل المياه المخصصة للحرائق العادية والزراعية والفوم الرغوي للحرائق النفطية والبودرة الغازية للحرائق الكهربائية، كما تم مؤخراً تأمين رافعة شوكية خاصة بأعمال الإنقاذ إضافة إلى تركس وقلاب لحالات الطوارئ الخاصة، ولا ننسى أن مدينة "الحسكة" بحاجة إلى إحداث مركز فرعي يتبع للمركز الرئيسي لتنفيذ الأعمال وتخديم المحافظة خاصة القطاع الجنوبي بشكل أفضل، وأيضاً إحداث مركز إطفاء في ناحية "تل تمر" على الطريق الدولي ضرورة ملحة لأنها منطقة زراعية واسعة ولا يوجد أي مركز إطفاء من مدينة "الحسكة" إلى حدود محافظة الرقة والتي تصل إلى /120/ كم».

وفي توصيفه لعناصر "فوج إطفاء الحسكة" يتابع الرائد "حميدو": «إن العناصر الموجودة الآن تعتبر كادراً نشيطاً ومدرباً ومجهزاً بالمعدات الضرورية وتمتلك روح المبادرة والتفاني في العمل وتنفيذ المهام الموكلة إليها بالشكل الأمثل، وقد تم تجهيز مقسم المركز بخطوط خليوية مغلقة مخصصة للاتصال بين مركز قيادة الفوج والآليات مع زيادة عدد خطوط الهاتف الثابت إلى ستة خطوط لتأمين استقبال بلاغات المواطنين بشكل دائم ومستمر».

نزول موفق على الحبال

ثم ختم الرائد "جهاد حميدو" حديثه: «على المديريات والدوائر الحكومية ضرورة الاهتمام بوجود معدات وأجهزة إطفاء يدوية أو خزانات مياه يدوية سريعة لديها على الدوام تفادياً لحدوث أية حالات، كما نطلب التعاون التام من قبل الإخوة المواطنين».