من القمح المدقوق بالجرن الحجري و لحمة الفروج البلدي تصنع "الهريسة" بشكل شبه يومي عند سكان بلدة "يحمور".
حيث أصبحت وجبة أساسية لكل مائدة وكل مناسبة يحافظون من خلالها على تقليد موروث من عشرات السنين .
وتستمر عملية الدق حتى تبدأ حبات القمح بالتقشير فترفع من الجرن وتشمس حتى تجف ثم نقوم "بتنسيفها" أي تعريضها إلى الهواء لتخلص من القشور
وجبة طعام كاملة العناصر الغذائية على حد قول السيدة"عزيزة معنا" من سكان بلدة "يحمور" التي التقيناها بتاريخ"2/11/2009" حيث:«أن "الهريسة" أو "القمحية" تصنع بالكامل من القمح البلدي الغني بالفيتامينات والبروتينات والفروج البلدي الذي يتغذى على بقايا طعام المنزل والشعير البلدي وهذا ما يجعله أكثر نفعاً وتغذيةً من فروج المد اجن».
للقمح تحضيرات قبل عملية الطهي حيث:« نرش القمح بالقليل من الماء ونضعه في الجرن ونتركه قليلاً من الوقت ثم نبدأ بدقه بحجر الجرن الخاص لتقشيره وبعد كل "12" دقة يحرك القمح ويقلب وترافق عملية الدق صدور صوت "هاتشو" من فم الشخص الذي يدق القمح وبصدوره يشعر بالارتياح»
«وتستمر عملية الدق حتى تبدأ حبات القمح بالتقشير فترفع من الجرن وتشمس حتى تجف ثم نقوم "بتنسيفها" أي تعريضها إلى الهواء لتخلص من القشور».
تجهيز اللحمة لا يقل أهمية عن تجهيز القمح كما تقول السيدة "فهيمه حامد بركات" :«نضع الفروج البلدي في القدر النحاسي على نار الحطب ويترك بعد غليان الماء حوالي عشرة دقائق ويرفع عن النار ونبدأ "بتسحيب" العظام أي إزالتها».
عملية التجانس والاختلاط بين اللحمة والقمح أساس التسمية توضحها بقولها«أثناء عملية التسحيب نضع القمح في الماء المغلي لحين انتهاء عملية التسحيب فنضع لحمة الفروج فوقها وتترك حتى تغلي مع بعضها وتهرس ببعضها البعض فتبدو متجانسة».
وتتابع:«وفي هذه الأثناء نقطع القليل من البصل اليابس ونقليه بالسمن البلدي حتى يحمر فنضيفه إلى "الهريسة" وتترك قليلاً من الوقت على النار ثم ترفع وبذلك تكون جاهزة لتناولها».
يشار إلى أن السيدة "فهيمه بركات" من المعمرين في المنطقة وتبلغ من العمر "87" عام وتعتبر السيدة "عزيزة معنا" البالغة من العمر "55" عام أشهر من صنع "الهريسة" في القرية