أن تجد رئيس لبلدية قرية يقول "أننا مقصرين بحق قريتنا" قبل أن يطلب الدعم من أحد فهو أمر يدعو للتفاؤل في القادمات من الأيام لهذه القرية. هذا هو حال المهندس "ميشيل فياض" رئيس بلدية "ربلة"، وهو المكلف منذ سنتين أيضا بتسيير أمور المركز الثقافي في القرية التي تقع /35/ كم جنوب غرب "حمص".

المركز الذي تأسس عام /1998/ ويضم غرفة واحدة في بلدية القرية، لكنه كأغلب القرى يقيم المركز الثقافي بـ"ربلة" في صالات القرية المتعددة الاستعمالات، وهما صالتين تسمى الأولى بصالة الكاثوليك والثانية صالة المورانة حسب الكنائس التي تتبع لهم في القرية، تستوعب كل واحدة منهم ما يفوق الألف شخص.

لابد أن نعمل أكثر من ذلك وأن نعتمد على أنفسنا أيضا لأننا مقصرين بحق قريتنا "ربلة"

عن الأنشطة الدورية التي ينظمها المركز قال "فياض": «نقيم العديد من المحاضرات الشهرية لمفكرين وكتّاب كان آخرها للأستاذ "مفلح عازار" عضو المكتب التنفيذي بمحافظة "حمص"، إضافة للأمسيات الشعرية آخرها كان للشاعر "حكمت فرح"، كما ننظم الأمسيات الموسيقية لجوقات القرية والفنانين اللذين فيها، مثل الفنان "علام سمعان" و"مارون رحال"».

المهندس "ميشيل فياض"

من جانب آخر ينظم المركز عددا من المسابقات الخاصة بالأطفال في الرسم، ويتم عرض لوحاتهم في معرض خاص، كما يتعاون المركز مع ثانوية الفنون النسوّية، لتنظيم معرض للأعمال اليدوية من إنتاج الطالبات».

الغرفة تضم مكتبة المركز أيضا وحسب موظفة المكتبة "دارين فرح" فإن عدد العناوين في المكتبة يصل إلى /2750/ عنوان وحوالي /3650/ كتاب، ولعل حركة إعارة الكتب في القرية التي تناهز أحيانا الـ /200/ كتاب بالشهر الواحد ما يدل على تعطش أهالي القرية للثقافة خصوصاً من الأطفال والطلاب.

المكتبة

هذا ما أكده المهندس "ميشيل" الذي أخبرنا أيضا أن البلدية والمركز الثقافي يحضّران لـ"مهرجان ربلة الثقافي" الأول الصيف القادم والذي تحدث عنه قائلا: «المهرجان سيكون من أجل الحركة الثقافية في القرية، وسيكون على مدى /25/ يوم، من /20/ تموز ولغاية /14/ بين عيد مار الياس وعيد السيدة العذراء وفي هاتين المناسبتين تصبح فيهما القرية مزارا للسياحة الدينية من داخل وخارج سورية، وقد أقمنا العديد من المشاورات مع مثقفي القرية لتحديد الأنشطة ودعوة ضيوف المهرجان الذي سيكون منوعا وشاملا».

يعترف المهندس "ميشيل" أن كان هناك عدة محاولات لتشكيل فرق مسرحية في القرية، لكنها باءت بالفشل بسبب غياب الدعم وعدم وجود مسرح خاص بالعروض على الرغم من أن صالات القرية كانت تستقبل عدة عروض مسرحية لكنها كانت بأدوات بدائية.

من حفلات فنانين "ربلة" الفنان "ربيع سمعان"

إضافة إلى أن القرية تضم فرقة كشاف وجوقة تراتيل، لكنهما بحاجة للدعم كي يستمرا بعملهما حسب ما صرح به رئيس البلدية، الذي تمنى أيضا أن تتوجه المحافظة لدعم المهرجان القادم لأن التوقعات تشير إلى أنه دفعا سياحيا وثقافيا لـ"ربلة" لكن المهندس "ميشيل" ختم حديثه قائلا: «لابد أن نعمل أكثر من ذلك وأن نعتمد على أنفسنا أيضا لأننا مقصرين بحق قريتنا "ربلة"».