تعتبر أسرة "الدروبي" من الأسر العريقة في محافظة "حمص" وقد برز منها مجموعة من الشخصيات التي كان لها دور فاعل في مجتمعها سواء على مستوى المحافظة أم على مستوى سورية. وبهمة مجموعة من أبنائها حافظت هذه الأسرة على ترابطها الاجتماعي والتواصل بين أبنائها ومساعدة بعضهم لبعض، مثل الكثير من العائلات الحمصية، من خلال تأسيس ما يسمى بـ"المنزول" الخاص بالأسرة وهو عبارة عن مقر أو بيت مفتوح لكل من يرغب بالتواصل مع أبناء عائلته، أو يرغب بقضاء أوقات مسلية من خلال بعض الألعاب الشعبية الموجودة فيه، أو مطالعة الكتب أو متابعة المباريات الرياضية.

eHoms زار منزول أسرة "الدروبي" الكائن في حي "جورة الشياح" وتعرف على تاريخ الأسرة، وأبرز شخصياتها، وكيفية التواصل بين أبنائها من خلال "المنزول" والخدمات التي يقدمها والأهداف التي يسعى إليها. عن تاريخ أسرة "الدروبي" تحدث السيد "مهيب الدروبي" الذي يعمل منذ سنوات على مشروع توثيق شجرة العائلة إلكترونياً: «يعود تاريخ عائلة "الدروبي" حسب وثائق المحكمة الشرعية ودائرة النفوس والمستندات المتعلقة بها إلى أكثر من (350) عاماً مضت، والتي ترجع إلى الجد الأكبر "صادق جمال الدين" الذي جاء من العراق وسكن في "حمص" وأنجب خمسة أولاد تفرعت منهم عائلة "الدروبي" بأكملها والتي انتشرت فيما بعد في عدد من مناطق محافظة "حمص" وفي "طرابلس"، و"طرطوس"، و"حلب" و"بيروت" و"الرقة" و"دير الزور" و"دمشق"، وكذلك في بعض مناطق فلسطين والسودان. ولا يمكننا هنا إلا أن نذكر المرحوم "طريف الدروبي" وجهوده المتميزة في الحصول على هذه الوثائق والمستندات والتحقق من صحتها».

المنزول مفتوح بشكل يومي لكل من يرغب من أبناء العائلة ومن كافة الأعمار، بالتواصل مع أبناء عائلته، أو يرغب بقضاء أوقات مسلية من خلال بعض الألعاب الشعبية الموجودة كطاولة الزهر أو ورق الشدة أو الشطرنج، وهناك الكثيرون يفضلون المجيء للمنزول بدل الذهاب إلى المقهى لقضاء أوقات مسلية مع أبناء العائلة، أو في مطالعة الكتب أو متابعة المباريات الرياضية على التلفزيون، وفي كل شهر تقريباً تقام حفلة سمر ترفيهية منوعة، فضلاً عن إمكانية إقامة المناسبات الاجتماعية ضمن المنزول سواء في الأفراح أم في الأتراح

وعن أبرز شخصيات العائلة التي كان لها دور فاعل ومؤثر في مجتمعها يذكر الأستاذ "مهيب": «"عبد الحميد الدروبي" الذي حاز على لقب الباشوية من الباب العالي عام /1909/، وأدى دوراً هاماً في إدارة شؤون مدينة "حمص" إذ انتخب عدة مرات لمجلس إدارتها، وترأس البلدية أكثر من مرة، وبتعليماته وإشرافه شيد الكثير من المشاريع العمرانية، أهمها جامع "خالد بن الوليد" بشكله الحالي. ومن الشخصيات البارزة الأخرى ابنه "علاء الدين" الذين كان رئيس وزراء لسورية في عهد الملك "فيصل" عام /1920/. وهناك الدكتور "سامي الدروبي" سفير سورية في مصر، وأستاذاً في جامعة "دمشق"، ومستشاراً ثقافياً، ووزيراً للتربية، ترجم العديد من الكتب الروسية والفرنسية إلى العربية، وألف عدة كتب في علم النفس.

الأستاذ "مهيب الدروبي"

وهناك أيضاً الدكتور "غازي الدروبي" الذي شغل منصب وزير النفط في الثمانينيات من القرن الماضي، وخرج من العائلة الكثير من علماء الدين والفقهاء الذين برزوا في "حمص" أمثال الشيخ "عبد الفتاح"، والشيخ "عبد المجيد" وغيرهم، واليوم تضم العائلة عدد كبير من حملة الشهادات العليا والجامعية والمثقفين الذين لهم دورهم الفاعل في مختلف مجالات الحياة».

وعن تاريخ تأسيس المنزول والهدف منه حدثنا السيد "مهيب الدروبي"، وهو من مؤسسيه قائلاً: «بدأنا مع مجموعة من الأصدقاء ضمن الأسرة بعدة محاولات للم شمل العائلة، وذلك منذ عام /1963/، بهدف تأسيس منزل يجمع شمل العائلة، ويمتن روابط الإلفة والمحبة، وقد وجدنا العائلة أكبر مما تصورنا، فكانت اللقاءات بداية تتم من خلال بعض الزيارات العائلية في المنازل، وتأخر شراء منزول مستقل حتى عام /1993/، لأنه كانت الأولوية في جمع الزكاة والصدقات والتبرعات من المقتدرين مادياً وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين من أبناء العائلة، بالإضافة إلى المساعدات الشخصية في مجالات أخرى كالمجال الطبي، والمجال التعليمي.

شجرة العائلة المتجددة باستمرار

ولدينا لجنة مؤلفة من ثلاثة أشخاص تختارها العائلة وهي مسؤولة عن الواردات والنفقات فيما يتعلق بصندوق العائلة الخاص».

وعن الحياة القائمة ضمن المنزول يحدثنا السيد "ناصر الدروبي" أحد المسؤولين المباشرين عن المنزول قائلاً: «المنزول مفتوح بشكل يومي لكل من يرغب من أبناء العائلة ومن كافة الأعمار، بالتواصل مع أبناء عائلته، أو يرغب بقضاء أوقات مسلية من خلال بعض الألعاب الشعبية الموجودة كطاولة الزهر أو ورق الشدة أو الشطرنج، وهناك الكثيرون يفضلون المجيء للمنزول بدل الذهاب إلى المقهى لقضاء أوقات مسلية مع أبناء العائلة، أو في مطالعة الكتب أو متابعة المباريات الرياضية على التلفزيون، وفي كل شهر تقريباً تقام حفلة سمر ترفيهية منوعة، فضلاً عن إمكانية إقامة المناسبات الاجتماعية ضمن المنزول سواء في الأفراح أم في الأتراح».

وللتسلية نصيب في المنزول

كما التقينا عند زيارتنا المنزول المغترب في دولة الإمارات "محمد الدروبي" الذي أكد لنا على استمرار تواصله مع أبناء العائلة من خلال تردده على المنزول في كل زيارة له إلى سورية، إضافة للحفاظ على استمرار تواصل أبناء عائلة "الدروبي" فيما بينهم في دولة الإمارات كما ذكر من خلال السهرات العائلية والزيارات المتبادلة.