لقد أصبح من المألوف جداً في وقتنا الحاضر أن نرى أو نسمع بين الحين والآخر عن اختراق ودخول المرأة لهذا العمل أو ذاك وأن تفرض نفسها بجدارة إلى جانب الرجل إن لم يكن مكانه، في الوقت الذي لم تعد فيه الكثير من الأعمال حكراً على الرجال. ومن هذه المجالات التي دخلتها المرأة وظيفة شرطي بلدية والتي تبدو من تسميتها تلك الخصوصية التي يتمتع بها هذا العمل والصفات التي يجب أن تكون موجودة في الشخص الذي سيشغل هذا الموقع...

إلا أن السيدة "رحاب الياسين" التي تقيم في مدينة "إدلب" وهي أم لطفلين يتيمين وجدت نفسها ذات يوم في هذا الموقع في بلدية "أبي الظهور" الواقعة إلى الشرق من مدينة "سراقب" بنحو /20/ كم مما فرض عليها تحدياً كبيراً لإثبات جدارتها وأحقيتها بهذا العمل ذي الخصوصية الرجالية ولتكسر القاعدة التي تقول: (الرجل المناسب في المكان المناسب) لتصبح (المرأة المناسبة في مكان الرجل الغير مناسب).

التعاطف مع الرجال أو النساء في مجتمع ريفي بسيط كما هو الحال في بلدة "أبي الظهور" أمر لا بد منه حتى نتمكن من تطبيق القانون شيئاً فشيئاً ولهذا فإنني في بعض الأوقات أتعاطف مع المرأة ومع الرجال على حد سواء وفي بعض المخالفات مع المرأة أكثر من الرجل ولكنني بطبيعة الحال لا أقوم بكتابة المخالفة إلا بعد توجيه أكثر من إنذار وقد يكون هذا الأمر هو الذي سهل تقبل الناس لعملي كشرطي بلدية

وعن مشوارها مع هذا العمل بعد مرور عام تقريباً تحدثت "رحاب" إلى موقع eIdleb حيث قالت: «حكايتي مع هذا العمل بدأت عندما تم ترشيحي من قبل مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في "إدلب" منذ عام تقريباً لوظيفة عمل في بلدية "أبي الظهور" حيث كانت هذه الوظيفة شرطي بلدية، وفي البداية واجهت الكثير من الصعوبة في هذا العمل لطبيعته الخاصة وعلاقته مع الناس المخالفين فمن واجب شرطي البلدية كما هو معروف كتابة المخالفات المتعلقة بالبناء وبالنظافة وإشغالات الأرصفة، أي أن عملي كان بشكل كامل له علاقة بالرجال وبالمخالفات والمخالف لا بد له من معارضة كل من يسعى لمخالفته سواء كان رجلاً أو امرأة، ولذلك كان تقبل الأهالي لهذا الأمر بطيئاً جداً وتعذبت قليلاً ريثما فرضت وجودي من خلال عملي وأصبحت أقوم بالجولات على الأسواق وعلى الحارات وأقوم بمتابعة تنفيذ هدم الأبنية المخالفة ولكن إلى الآن لا أزال أشعر بأن البعض غير متقبل لهذا الموضوع».

حسين الواوي رئيس بلدية أبو الظهور

وعن إمكانية تعاطفها مع النساء المخالفات أكثر من الرجال قالت السيدة "رحاب": «التعاطف مع الرجال أو النساء في مجتمع ريفي بسيط كما هو الحال في بلدة "أبي الظهور" أمر لا بد منه حتى نتمكن من تطبيق القانون شيئاً فشيئاً ولهذا فإنني في بعض الأوقات أتعاطف مع المرأة ومع الرجال على حد سواء وفي بعض المخالفات مع المرأة أكثر من الرجل ولكنني بطبيعة الحال لا أقوم بكتابة المخالفة إلا بعد توجيه أكثر من إنذار وقد يكون هذا الأمر هو الذي سهل تقبل الناس لعملي كشرطي بلدية».

وعن رأيه ورضاه عن عملها ومستوى أدائها في البلدية قال السيد "حسين الواوي" رئيس مجلس بلدة "أبي الظهور": «لا أنكر أنني كنت في البداية خائفاً من فشل "رحاب" في عملها لأن هذا العمل الذي ستقوم به هو من أصعب الأعمال في البلديات وله خصوصية تميزه عن بقية الأعمال الإدارية والميدانية في أي وحدة إدارية، ولكن هذا الخوف تلاشى شيئاً فشيئاً عندما استطاعت وخلال فترة قصيرة أن تقوم بعملها على أكمل وجه حتى دون أن نشعر بالفرق بين عملها وعمل غيرها، وأنا أقول أن امرأة تعمل خيراً من عشرة رجال لا يعملون لأن المهم في النهاية هو العمل ومستوى الأداء بغض النظر عن الجنس».