«سميت قبيلة "الموالي" بهذا الاسم بسبب دورها المساند في معركة "حنين" حين زاد وطيس المعركة على المسلمين، فقال الرسول صلوات الله عليه وسلّم: «الأنصار، و"مزينة" و"جهينة" و"أشجع" و"غفار"، ومن كان من "عبد الله" موالي دون الناس، والله ورسوله مولاهم»، فقبيلة "الموالي" تعود بنسبها إلى "جهينة"، أمّا الأمراء الحاليون، فهم من أحفاد "المبارك" بن الخليفة الشهيد "المستعصم بالله" العباسي، حيث تشير الوثائق...

والمصادر إلى أن "هولاكو" احتفظ بـ"المبارك"، ولم يقتله إلى أن صارت الولاية لـ"غازان" حفيد "هولاكو" فولّى أولاد "المبارك" "ششتر" و"الحويزة" و"ديزفول"، وفي عهد السلطان العثماني "مراد الرابع" طلب السلطان من الأمير"عبد الله بيك" وأولاده، وهم من أحفاد "المبارك" أن يترأسوا العشائر العربية، فكانت حصّة قبيلة "الموالي" للأمير "محمد" حامل السجادة النبوية، فتكوّنَ بذلك اتحادٌ قبلي جديد سُمي فيما بعد باتحاد قبائل "الموالي" في الفترة الواقعة بين عامي / 1000هـ/ و/1050هجرية/، وبقي أحفاد الأمير "عبد الله" بيك يحكمون قبيلة "الموالي" إلى اليوم».

عندنا مربط خيل من أيام أجدادي، ولم يبق من هذه الخيول سوى هاتين الفرسين، وهما من فصيلة "العبيّات"

قالها الأمير "جمال الشايش" أمير قبيلة "الموالي" في سورية، والوطن العربي أثناء لقاء موقع eIdleb به في خيمة الضيافة، هذه الخيمة التي تعقد فيها الاجتماعات، واللقاءات بشكل يومي من الساعة الرابعة بعد الظهر، وحتى الثامنة مساء، للنظر في قضايا القبيلة، وفضّ الخلافات، والخصومات الطارئة بين أبنائها، أو مع الآخرين. وهي منصوبة في قرية "قطرة" أو كما تسمّى معقل أحفاد "المستعصم"، وتقع شرقيّ "معرّة النعمان" بما يزيد عن /عشرين/ كيلومتر تقريباً.

الأمير جمال الشايش مع أبنائه

استقبلنا الأمير مرحباً بقدومنا، ثمّ دعانا للجلوس، والأمير "جمال" بن الأمير "فواز" بن الأمير "الشايش" من مواليد /1959م/ حدّثنا عن القبيلة، بعد أن شربنا القهوة المرّة بقوله: «يبلغ عدد سكان قبيلتنا في سورية حوالي/200.000/نسمة يتوزعون بين كلّ من "حلب" و"إدلب" و"حمص" و"حماة"، وفي الدول المجاورة في كلّ من العراق، والأردن، وتركيا، ولبنان، وكلّهم بإمارة "آل الشايش"».

وأمّا عن بداية إمارته للقبيلة فقال: «كان ذلك في عام /2000م/ بعد وفاة والدي الأمير"فواز" رحمه الله، حيث كنت ملازماً له، للتعرف على شؤون القبيلة، وأوضاعها»، ثمّ أضاف: «وبعد استلامي لمقاليد الإمارة قمت بتوطيد العلاقات، ووصل الرحم مع أبناء العمومة، حيث سافرت إلى العراق، والأردن، ولبنان، وتركيا، والتقيت مع الشيوخ الموجودين نيابة عنّا في هذه الدول، فقد كان والدي رحمه الله يعطي لكلّ شيخ في هذه الدول كتاب توكيل للنيابة عن الأمير بالتوثيق حسب أنساب القبيلة، وفي زيارتي للعراق قمت بتنصيب شخصية هامة، وهو الشيخ "راشد الطحان"، والملقّب بـ"أبي سرحان" ليكون شيخاً لقبيلة "الموالي" في العراق، إضافة للأمير "يعقوب البديوي" في محافظة "الرمادي"، والمكّلف بتوثيق إمارة "الموالي" من قبلي، وفي الأردن قمت بتنصيب "خالد حماد عيادة" "أبو قيس"، وسأقوم بذلك قريباً في كلّ من لبنان، وتركيا».

في خيمة الضيافة مع أبناء القبيلة

  • وماذا عن العمل، أيّ من أين يتم تأمين كلّ هذه المصاريف التي تحتاجونها؟
  • «تقصد الأرزاق، كان جدّي يملك أكثر من /ثمانية ملايين/ متر مربع، وحين جاء الإصلاح الزراعي، وزعت أغلبها على الفلاحين، وحالياً أملك حوالي /60 /ألف متر مربع، وأعمل في التجارة، كي أستطيع تأمين المصاريف اللازمة».

    وعن الخيول العربية التي يملكها قال: «عندنا مربط خيل من أيام أجدادي، ولم يبق من هذه الخيول سوى هاتين الفرسين، وهما من فصيلة "العبيّات"».

    أمّا عن الوضع العائلي، فقد أخبرنا الأمير "جمال الشايش" بأنه متزوج ولديه أربعة أولاد هم الأمراء "عدي" و"قصي" و"مهيب" و"المقداد" والأميرة "عروبة".

    أخيراً في قرية "قطرة"، وكما قال الأمير "جمال": «قال "كلموش" للأمير "عبد الرزاق" حين هاجمت القوات الفرنسية قريتهما: (يا عبد مالنا من متقى بحر عجاج التنابيلي).

    فردّ الأمير: (ركبوا على الهجز عجليني رصاصنا نافذ يجيد مدلعات المصاريني)

    ففي هذه القرية هُزم المحتل الفرنسي شرّ هزيمة، وفيها قتل قائد الحملة الفرنسية بيد الأمير "عبد الرزاق".