بلمسة أنثوية ترصد الألم والمعاناة لتحولها إلى مفردات وكلمات.. قدمت الشاعرة والكاتبة "ميسون جميل شقير" مجموعة من القصائد النثرية في ديوانها الشعري الأول "اسحب وجهك من مرآتي"، الذي نالت على إثره جائزة المزرعة للإبداع الأدبي، كما سبق لها أن حازت على

جائزة الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين عن قصتها "لم حتى استفيق"..وعلى هامش مهرجان "تشيخوف" للقصة القصيرة الذي استضافه المركز الثقافي الروسي "بدمشق" في الفترة من 15-19-2/2009 كانت لنا وقفة مع الكاتبة والشاعرة "ميسون جميل شقير" التي تحدثت لنا عن ديوانها الأخير بقولها: «أتمنى أن يكون ما بداخل أعمالي يستحق الجائزة من قرائي، وأن يستطيع الوصول إلى الآخر ويرتقي إلى مستوى الكلمات التي أقولها..فالجائزة تبقى تقديراً لعمل من الأعمال، إلا أن الجائزة الأكبر هي محبة القراء ورضاهم عن المستوى الذي قدم لهم».

أعتقد أن شخصية الإنسان تملك الكثير من الجوانب والوجوه التي قد تختفي لفترات إلا أنها لا بد أن تظهر في وقت من الأوقات، هذه الوجوه المختلفة تبرز نتيجة تفاعلها مع بعضها حالة إبداعية متفردة في مجال معين

وتتابع "شقير" متحدثة عن ديوانها: «أعتقد أن جل الأعمال النثرية تمثل رجلاً ذو ملامح قوية وقادر على أن يعبر عن ذاته بطرق مختلفة، وسيحاول أن يعيش ما استطاع طالما هو قادر على البقاء، "اسحب وجهك من مرآتي" عمل يتناول ذات كل إنسان بكل اشكالياته العامة والخاصة، إضافة إلى ملامسته لقضايا لا يستطيع أحد الهروب منها "الجوع، الفقر، الخوف، القلق"».

ميسون شقير مع الكاتب ابراهيم صموئيل

وينم الديوان حسب لجنة تحكيم جائزة المزرعة الأدبية عن قدرة في إبراز تقنيات اللغة الشعرية وسط إبداع فني للنص في الشكل والمضمون، حيث استطاعت الشاعرة أن تنقل تجربتها الروحية إلى قصائد خاطفة تعتمد التكثيف والإيجاز..

بعد أن أنهت الشاعرة "ميسون جميل شقير" دراستها الثانوية تابعت دراستها في كلية الصيدلة بجامعة دمشق لتتخرج منها في العام 1992 إلا أن مهمة أصعب وأجمل كانت في انتظارها وهي تربية طفليها..تقول عن ذلك: «كانت دراستي في كلية علمية بحاجة إلى الكثير من الجهد والعمل المتواصل ولم تسمح لي الدقائق أن أكون رفيقة الأدب والشعر.. وبعد تخرجي كان بانتظاري مهمة أجمل وأكثر قداسة وهي الأمومة فأنا متزوجة ولدي طفلين، وأعتقد حالياً أنهم قادرون على البقاء بعض الوقت من دون عنايتي ومراقبتي لهم، مما أفسح المجال أمامي لأعود مجدداً إلى الشعر والأدب».

زياد حرب يغني من ديوان اسحب وجهك من مراتي

أما عن الجمع بين كلية علمية وهواية أدبية فقالت "شقير":«أعتقد أن شخصية الإنسان تملك الكثير من الجوانب والوجوه التي قد تختفي لفترات إلا أنها لا بد أن تظهر في وقت من الأوقات، هذه الوجوه المختلفة تبرز نتيجة تفاعلها مع بعضها حالة إبداعية متفردة في مجال معين».

في ختام اليوم الأول من مهرجان "تشيخوف" للقصة القصيرة غنى الفنان "زياد حرب" بعضاً من القصائد النثرية في ديوان "اسحب وجهك من مرآتي"، وعن هذا التعاون قالت لنا "شقير": «تجمعني مع الفنان "زياد حرب" صلة قرابة وهي السبب في هذا التعاون، حيث سمع "زياد" بعضاً من كلمات القصائد التي كتبتها وأصر على غنائها علماً بأن النثر نادراً ما يغنى لصعوبة المقامات فيه، إلا أن "زياد" وجد في ذلك تحدياً شخصياً بالنسبة إليه، وخلال أغنياته أعتقد أنه استطاع كسب هذا التحدي».

من مهرجان تشيخوف للقصة القصيرة

"فكروا كيف تحموا أرواحكم من التحنيط" هي الكلمة الأخيرة التي توجهت بها الكاتبة والشاعرة "ميسون جميل شقير" إلى كل من يقرأ ديوانها الشعري "اسحب وجهك من مرآتي".

يذكر أن "ميسون جميل شقير" من مواليد مدينة "السويداء" 1969 وتعيش حالياً في "أشرفية صحنايا" بين صفحات الكتب..وعلب الأدوية.