دعا قسم "ثقافة وتراث" في الأمانة السورية للتنمية لتنظيم جلسات استماع في كل من "دمشق"، "حمص"، "حلب" و"اللاذقية"، بهدف اختيار عازفين لأوركسترا الأطفال السورية في دورتها الثانية..

وقد حظيت مدينة "اللاذقية" بالجلسة الأولى حيث حضر كل من "ميساك باغابودريان" قائد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية و"ماريا أرناؤوط" عازفة الكمان والمشرفة على تلك الورشة، وكان عدد من الأطفال قد استعد لتلك المناسبة التي خبرها بعضهم في العام الماضي في حين يتقدم إليها أطفال للمرة الأولى.

هذه هي المرة الثانية التي أتقدم بها لاختبار القبول في هذه الفرقة بعد أن قبلت في عام 2008، وقد أحببت الفكرة كثيراً حيث تعلمت جوهر العزف فأصبحنا نعرف الموسيقى على حقيقتها تعلمنا أن نحبها العام الماضي استفاد المشاركون كثيراً، وبعد تلك المشاركة لا أستطيع تخيل نفسي من دون العزف

elatakia حضرت تلك الجلسة، في مركز "أمواج مسار" بتاريخ 2/3/2009م، والتقت بالعازفة "ماريا أرناؤوط" التي حدثتنا عن تجربة العام الماضي قائلة:

أحد المتقدمين

«في العام الماضي قمنا باختيار الأطفال ممن لديهم القدرة على أن يتطوروا وأن يستفيدوا، وممن لديهم إمكانيات جيدة، فتعليم آلة مثل الكمان يتطلب وقتاً طويلاً، ومن الصعب حصد نتائجة في ثلاث أسابيع، الفكرة كانت هي أن يتعرف العازفون الأطفال على شيء جديد، وأن نفتح أمامهم أفقاً أوسع وهو العزف الجماعي "العزف بالأوركسترا" وقد كان لدينا كادر متميز من أساتذة بمستويات عالية، وكان هؤلاء الأساتذة يشرفون على الطلاب، ويحاولون توضيح أخطاءهم حتى يتلافوها بعد انتهاء الاوركسترا، وقد استطاع كل عازف التعرف على قدرات رفاقه الباقين، وعلى أخطائهم أيضاً، وهذا كان عاملاً إيجابياً، حيث تأثر كل منهم بالآخر.

إن المتعة التي كانت سائدة في الأسابيع الثلاثة ارتبطت بشعور هؤلاء الأطفال أنهم في معسكر ترفيهي، حتى خلال حصص العزف فكانوا يطلبون المزيد على الرغم من أنها تجربة صعبة، وقد أخبرنا الأساتذة الأوروبيون أن الموهبة وحب التعلم الموجود لدى هؤلاء الأطفال أكبر بكثير من الموهبة الموجودة لدى أطفال أوربا

طفلة تتدرب قبل لحظات من اختبارها

لقد أضفنا لحفلة الأوركسترا التي كانت مقررة في العام الماضي حفلة "موسيقى الحجرة" التي أظهرت طاقات العازفين بشكل أكبر مما كنا نتوقع، ومع أن رغبتنا كانت بأن نقدم عروضاَ في باقي المحافظات، إلا أن ضيق الوقت لم يكن في صالحنا».

أما عن العام الحالي فقالت:

«في هذه السنة هناك إقبال أكبرعلى جلسة الاستماع أكثر من العام الماضي، وربما أن السمعة التي أعطتها تجربة عام 2008 دفعت الاطفال للقدوم والمشاركة.

للأسف فإن تفاوت المستويات بين المحافظات راجع لضيق الإمكانيات التي يحظى بها كل راغب بالعزف، فلربما يحظى البعض بأساتذة جيدين، ولكن التعليم ليس بمستوى الموهبة، ولذلك نحن هنا وقد وضعت مخططاً لمتابعة هؤلاء خلال العام، ورفعت عدداً من التوصيات كأن يأتي مختصون من "دمشق" إلى المحافظات الفقيرة تعليمياً لترفع من تلك السوية، وهناك أيضاً مشكلة تنوع اللآلات ففي "اللاذقية" لم يتقدم أحد للمشاركة إلا ممن يعزفون الكمان، أما بافي الآلات فكما يبدوا لاتوجد كوادر تأهيلية مناسبة يمكن أن تؤمن عازفين موهوبين».

من الأطفال المشاركين التقينا العازفة "ريتا ديبة" وهي من طلاب "البيت العربي للموسيقا والرسم" وكانت ممن شاركوا الفرقة في العام الماضي وقد حدثتنا قائلة:

«هذه هي المرة الثانية التي أتقدم بها لاختبار القبول في هذه الفرقة بعد أن قبلت في عام 2008، وقد أحببت الفكرة كثيراً حيث تعلمت جوهر العزف فأصبحنا نعرف الموسيقى على حقيقتها تعلمنا أن نحبها

العام الماضي استفاد المشاركون كثيراً، وبعد تلك المشاركة لا أستطيع تخيل نفسي من دون العزف».

"ريتا" عبرت عن تفاؤلها في أن يتم قبولها مجدداً وأبدت خشية من أن لا يتم اختيارها مجدداً للمشاركة مع الفرقة في حين عبر "ربيع اسكندر" الذي الذي لم يحظ بفرصة في عام 2008 عن تفاؤله لهذا العام حيث قال:

«أنا من طلاب "البيت العربي للموسيقى والرسم" لمدة خمس سنوات خلت، وأنا هنا للمرة الثانية لأني أحب الموسيقى وأسعى لتطوير موهبتي في العزف، وقد علمت أن لهذه الأوركسترا برنامجاً تدريبياً صارماً، إذ كان زملائي ممن قبلوا في العام الماضي يتدربون قرابة الخمس ساعات يومياً، وهذا حافز جيد لي، فعلى الرغم من أن الفرد بإمكانه أن يتدرب قدر ما يشاء في منزله إلا أن الالتزام الجماعي يشعر الإنسان بالمسؤولية أكثر».

ويذكر أن الأطفال العازفون الذين سيتم اختيارهم سيشاركون في ورشة عمل تدريبية بإشراف أساتذة مختصين محليين و دوليين في الفترة ما بين 25 تموز و10 آب، 2009 في "دمشق". و ستختتم الورشة بحفل موسيقي يقام، علماً أنه سيتم تأمين الإقامة و الطعام في "دمشق" خلال فترة ورشة العمل للأطفال المشاركين من "حلب" و "اللاذقية" و "حمص".