«نشأت في بيئة فراتية تستمد قوتها من عظمة الفرات، ولدت في "دير الزور" من مواليد عام /1948/ ودرست الابتدائية في مدرسة "النطاقين" ومن ثم "قرطبة" وبعدها في"الخنساء"، وكانت المديرة المؤثرة في حياتي في تلك المرحلة السيدة "خديجة العبد الله"، حيث كانت تشجعني على الدراسة والعمل على محو الأمية، وترعى الفن والنشاطات كافة، ومن المدرسات المؤثرات أيضاً في حياتي الآنسة "نوال أبو سمرة" والآنسة "إنعام العطار"، وبفضلهم حصلت على المرتبة الأولى في الثانوية العامة من مدرسة "تجهيز البنات"، وتميزت في اللغة العربية والإنشاء، ومتابعة النشاطات الأدبية المحلية والوطنية».

هذا ما قالته الدكتورة "سلوى الشيخ" بتاريخ 14/1/2009 عندما التقتهاeDier-alzor:

أما تاريخ حياتي فأعتبره أنموذجاً لفتاة فراتية عاشت في بيئة لم تفسدها ماديات الحياة

«أما تاريخ حياتي فأعتبره أنموذجاً لفتاة فراتية عاشت في بيئة لم تفسدها ماديات الحياة».

من كتب الدكتورة الشيخ

وعن علاقتها بسيدات "الدير" تقول "الشيخ":

«كان لي علاقات متميزة مع سيدات المجتمع مثل "محسنة عياش" و"شكرية عبد الغني" و"مها فياض"، اللواتي شجعن على التفوق الدراسي والرياضي والتدريب الموسيقي، وحصلت آنذاك على الجائزة الثانية في كرة الطاولة، وتعلمت العزف على آلة الأكورديون على أيدي أساتذة مصريين، وأنا أحمل مكانة خاصة لجمعية المرأة العربية وأنا أتابع وأقدر نشاطاتها، حيث كنت أشارك في تعليم الأميات وجمع التبرعات بالإضافة لنشاطات الجمعية الأخرى».

وعن حياتها الأسرية تتابع الدكتورة "الشيخ":

«إن مرحلة وفاة والدي المفاجئة أدت إلى انتقال الأبوية إلى أخي القاضي "قصي الشيخ" الذي حمل الأمانة على كتفيه، أكمل نهج الوالد في ضرورة التعليم، وكذلك الإصرار على الدراسة والاختصاص رغم وجود بعض العوائق التي عملت الأم جاهدة على تجاوزها، حيث سبق لوالدتي أن تقلدت وسام الأم المثالية، أما أخي "طارق" فقد كان بعيداً إلا أنه كان المرشد الروحي الحقيقي في القرارات المصيرية، وكذلك أخواتي اللواتي كن جاهزات للمساعدة في كل الأوقات».

«عندما وصلت إلى الصف الحادي عشر لم يكن هناك فرع علمي في "دير الزور"، فاتصلت بالصديق والقريب "عبود السراج" -.زوجي الآن- الذي كان آنذاك عضواً في مجلس الدولة في "دمشق"، حيث تابع الموضوع مع وزير التربية والتعليم الدكتور "شاكر الفحام" رحمه الله حتى تم افتتاح الفرع العلمي، وعندما انقسمت العائلة مرة أخرى على دراستي لكلية الطب وقف مرة أخرى معي، وحمل أوراقي إلى كلية الطب بجامعة "دمشق" وهو على يقين أن هذا سوف يؤجل زواجنا سنوات، وبفضله استمريت في الاختصاص في أمريكا والعمل في العيادة والجامعة إلى جانب العناية في البيت والأبناء، فما كل ذلك ممكنا لولا إيمان زوجي بدوري كطبيبة وأستاذة جامعية حيث حرصنا على تقاسم كل المهام المطلوبة معاً».

إن الدكتورة "سلوى الشيخ" عميدة لكلية الطب بجامعة "دمشق" عام/ 2004/، وأستاذة في الطب الباطني والأمراض الرثوية بجامعة "دمشق" منذ عام/ 1991/، ورئيسة الرابطة السورية لمكافحة وهن العظام عام /2001، ورئيسة المجلس العربي للاختصاصات الطبية عام/2000/ ورئيسة الرابطة العربية لأمراض المفاصل من عام/2000/ ولغاية /2003/، ورئيسة قسم الأمراض الباطنية بمشفى الأسد الجامعي منذ عام /1991/ولغاية /1996/،اختصاصية في المشفى الأمريكي "بالكويت" من عام/ 1981/ وحتى/1997/، عضو هيئة التدريس بكلية الطب بجامعة "دمشق"، وحصلت على شهادة البورد الأمريكي في الأمراض الباطنية عام/1976/، وشهادة التخصص الدقيق في أمراض المفاصل عام/1973/، كما حصلت الدكتورة "الشيخ" على جائزة التفوق في كلية الطب بجامعة "دمشق" عامي/ 1970-1971/ وجائزة "بستلوف" للتفوق السريري الباثولوجي من الولايات المتحدة الأمريكية عام/1974/.

"للشيخ" العديد من المشاركات في المؤلفات الطبية من كتب ونشرات علمية، بالإضافة إلى المشاركة في ترجمة العديد من الكتب إلى العربية، وذلك من عام /1980/ ولغاية تاريخه، لها دورها الفعال في العديد من هيئات تحرير المجلات الطبية التابعة لنقابة أطباء سورية، ومجلة جامعة "دمشق" للعلوم الصحية، ومجلة الجديد في العلوم الطبية التابعة لجامعة "دمشق"، ومجلة المجلس العربي للاختصاصات الطبية والمجلة الفرنسية لأمراض المفاصل.

الدكتورة "الشيخ" هي المثال الحقيقي الذي يعكس إبداع المرأة الفراتية، ومساهمتها في تنمية الواقع الاجتماعي، فهي شخصية استطاعت أن تحفر اسمها واسم محافظتها على خارطة التميز لتكون من النساء اللواتي بصمن بصمة في عالم الإبداع والتميز.