ولد الشاعر "أحمد دوغان" في قرية "فافين" شمال "حلب" عام 1946 م وانتقل مع أهله إلى مدينة "حلب" وهو في الخامسة من عمره، وبعد أن أتم تحصيله الثانوي عام 1967 تخرج في معهد إعداد المدرسين بحلب فرع اللغة العربية وآدابها عام 1970، وبدأ رحلة التعليم مع بداية عام 1971 وبقي يمارس هذه المهنة المقدسة ويكابد مشاقها طوال عشرين سنة ونيف، وقد ذهب بإعارة إلى الجزائر الشقيقة عام 1977 وأمضى فيها سبعة أعوام.
وهو شاعر وباحث دؤوب، جلود، متابع لما يستجد في الأدب وإن أعماله الأدبية استنزفت وقته وجهده وعمره حتى أنهكت قواه، ومع ذلك فهو يجد متعته الكبيرة في هذا التعب الجميل وهذا ما يجعلنا نصفه بأنه أديب يهوى المتاعب.
لدي أكثر من ثلاثين كتاباً في الشعر والدراسة والنقد، بالإضافة إلى خمس مجموعات شعرية جاهزة للنشر منها "إجازة في غرفة" و"نهر من الحب"، أما في الدراسة والنقد فقد صدر لي مؤخراً (من أدباء "حلب" في القرنين التاسع عشر والعشرين "الراحلون") وهناك خمسة كتب جاهزة وستأخذ طريقها إن شاء الله إلى النشر، منها "المرأة والأدب في الخليج وجزيرة العرب" و"في الأدب التونسي الحديث" و"المسرح الجزائري"
eSyria التقى الأديب "أحمد دوغان" في منزله بتاريخ 23/12/2008 فتحدث لنا في البداية عن علاقته بالأدب قائلاً: «الأدب تماماً أشبه بألعاب الأطفال، يدرك منذ اللحظة الأولى من حياته أنه يرى بأم عينيه ما يجعله يميل إلى الضحك أو البكاء، بمعنى آخر إن الحياة فيها ما يسر وفيها ما يحزن وهذا التصور الذي يبدأ مع النشأة الأولى يعيش في داخل الإنسان، نحن الآن نسميه الإمتاع، وهو يتوزع بين الفن والعمل والاشتغال في مجالات الهواية والأدب يمثل واحدة من هذه الانشغالات، بمعنى أن الأدب لا يولد فجأة وإنما يمثل كموناً في الذات تظهر في يوم ما، هذا الإبداع الذاتي قد يظهر في بداية الشباب وقد يظهر متأخراً فـ "النابغة الذبياني" بدأ كتابة الشعر بعد الأربعين، إذاً علاقة الإنسان بالأدب علاقة تأتي بلا استئذان، لا يحدها زمان ولا يبعدها مكان، ولحظة الوميض في الإبداع الأدبي لا علاقة له بلحظةٍ ما ولذلك أخطأ من يسمي الشعر ولادة لأن الولادة مقتصرة بزمان ومكان، لكن في أيامنا هذه أصبح الأدب إبداعاً وصنعة، وأي أديب أو شاعر يكذب عندما يقول أن الشعر يأتي إليه، وأن الشعر من المرة الأولى يأتي كاملاً متكاملاً، هناك كتابتان.. الكتابة الأولى هي الكتابة الإبداعية أما الكتابة الثانية فهي الكتابة العقلية، والآن الشاعر في أيامنا هذه ليس موجوداً في صحراء ولم يرسل إلى صحراء ليتعلم اللغة، فهو في واقع مدني حتى ولو كان في أقصى الريف،
إذاً علاقتي بالأدب بدأت من الفطرة ولكنها نمت مع الأيام وعلاقة الشاعر بالجمهور والمتلقي تزيده يقيناً ومعرفةً وعطاءً».
ويتحدث الأديب "دوغان" عن الذائقة الأدبية لديه وعن اهتمامه بالأدب النسوي فيقول: «أنا بالأصل تتلمذت شعرياً أما الدراسة والنقد والأجناس الأدبية الأخرى هي رديف للشعر، وتبقى نقطة مهمة توصلت إليها منذ أكثر من ثلاثين عاماً وهي لماذا الصوت النسوي في الأدب العربي الحديث؟ فمن منا لا تعجبه زقزقة عصفور أو هديل حمام فكيف إذا كانت إلى جانبك الأنثى لا بد أن تتأثر بها ولا بد أن تتأثر هي بك، وليس الشديد بالذي يكبت عواطفه وإنما الشديد الذي يستطيع أن يوازن بين نفسه عاطفةً وبين عقله فكراً، والمرأة الأديبة شدتني في وسط السبعينيات عندما حضرت أمسية شعرية في دار الكتب الوطنية بـ"حلب" بمناسبة حرب تشرين فألقى الشعراء قصائد غزلية وألقت الشاعرات قصائد وطنية وأثار ذلك انتباهي وبدأ اهتمامي، وأول لقاء كان مع الشاعرة الراحلة "هيام نويلاتي" وأذكر تماماً أنها أهدتني مجموعة شعرية بعنوان "القضية"».
وعن الغربة وهل لها مكان في حياته؟ يجيب الشاعر "أحمد دوغان": «الغربة نوعان، غربة اختيارية وهي غربة نفسية، وغربة إجبارية، الإجبارية الأمر فيها سهل لأنك ذهبت وراء لقمة العيش، أما الغربة النفسية فقد تكون غريباً وأنت في منزلك، فلذلك الغربة بالنسبة لي أشبه بطائر قصصت جناحيه وقلت له انطلق للطيران، وشعرنا الحديث في الكثير منه هو شعر غربة، والغربة تشكل مأساة كبيرة حتى ولو تصنع الشاعر الفرح فيها ستكشفه قصائده وستكشفه الجمل والحروف، إذاً غربتي كانت معي حتى داخل بيتي وقد علمتني كثيراً وصقلت حروفي».
وعن نتاجه الأدبي يقول: «لدي أكثر من ثلاثين كتاباً في الشعر والدراسة والنقد، بالإضافة إلى خمس مجموعات شعرية جاهزة للنشر منها "إجازة في غرفة" و"نهر من الحب"، أما في الدراسة والنقد فقد صدر لي مؤخراً (من أدباء "حلب" في القرنين التاسع عشر والعشرين "الراحلون") وهناك خمسة كتب جاهزة وستأخذ طريقها إن شاء الله إلى النشر، منها "المرأة والأدب في الخليج وجزيرة العرب" و"في الأدب التونسي الحديث" و"المسرح الجزائري"».