على هضبة مرتفعة وعند نقطة تقارب جبلي الدويلي والوسطاني وعلى بعد (35) كم شمال غرب مدينة إدلب ومسافة (12) كم جنوب شرق مدينة حارم تقع مدينة كفر تخاريم وهي مركز الناحية المسماة باسمها و تحيط بها أشجار الزيتون كما تحيط الأسورة بمعصم اليد بينما تزحف بأبنيتها نحو سفح الجبل بمنظر يشد زوارها الذين يقصدونها للتمتع بجمال طبيعتها الأخاذ.

وقد سميت كفر تخاريم بهذا الاسم حسب ما هو مرجح نسبة إلى واقعها الجغرافي ووجود الكثير من الأودية والشقوق الجبلية فيها حيث أن كلمة كفر تخاريم مؤلفة من قسمين الأول كفر وتعني مزرعة والثاني تخاريم وهو جمع لكلمة تخريم ويعني الوادي أو الشق وبذلك يكون معنى التسمية مزرعة الوديان.

ويرى الباحث "عبد الحميد مشلح" أن المدينة قديمة وتاريخها مشابه لتاريخ بلدان شمال سورية وأنها سكنت قبل العهد البيزنطي لوجود الكثير من الآثار المسيحية بالقرب منها وأن الذي فتحها هو القائد أبو عبيدة بن الجراح وكان ذلك في العام 638 م حيث تضم آثاراً إسلامية قديمة تعود إلى العهد المملوكي والعثماني ومن أشهر تلك الآثار جامعها القديم الذي يرى البعض أنه يعود للعام 186 هجري وذلك حسب التاريخ الموجود والمنقوش على حجرة بجوار باب الجامع وتمتاز ببلدتها القديمة التي تضم السوق القديم المسقوف الذي يشبه سوق الحميدية بدمشق وسوق المدينة في حلب ويعد من أهم معالم المدينة وأجملها كما تشتهر ببنائها القديم وأزقتها الضيقة وسيباطاتها. ويوجد بالقرب من كفر تخاريم آثار إيس بتريس وهي تعود للعصر البيزنطي وفيها 12 فيلا قديمة وأيضاً موقع كفر ديدين وهو مجموعة أخربة لقرية قديمة متهدمة وأحجارها مبعثرة وأهم ما يميز هذا الموقع هو النبع الذي في قعر الوادي والذي جعل كفر ديدين متنزهاً لأهالي المنطقة كما يجاور المدينة الكثير من المواقع الأثرية الهامة.

ويقول السيد "جمال صلوح" رئيس مجلس المدينة إن كفر تخاريم مدينة المجاهد إبراهيم هنانو يزيد عدد سكانها عن 25 ألف نسمة وهم يعملون بالزراعة والتجارة ومعظم الحرف والمهن موجودة فيها وأصحاب المهنة فيها يتقنون صنعتهم بشكل جيد و تشتهر بزراعة الزيتون و اللوزيات والكرمة والتين والجوز حيث يوجد فيها ست معاصر زيتون كلها من النوع الحديث كما يوجد فيها مركز ثقافي بني حديثاً وأصبح من أهم معالمها الحضارية وكذلك فيها مستوصف صحي وقسم للتوليد الطبيعي وثماني مدارس للتعليم الأساسي والثانوي ومخبز آلي ومصرف زراعي ومركز عمران وآخر للاستهلاكية إضافة إلى عدد من مناشر الحجر والرخام.

ويتابع حديثه بالقول إن لكفر تخاريم قصة طويلة مع البطولة ومقارعة الأعداء فالزعيم المجاهد إبراهيم هنانو ونجيب عويد وإبراهيم الشغوري ورفاقهم الذين قادوا ثورة الشمال السوري ضد المستعمر الفرنسي هم من أبناء كفر تخاريم الذين قاتلوا المستعمرين ببسالة وشجاعة وخاضوا معه الكثير من المعارك كما بذلوا أموالهم في سبيل دعم الثورة والثوار ومدهم بالسلاح ومنها انطلقت شرارة ثورة الشمال الأولى.