من الحفلات المدرسية والنشاطات المرافقة لها، ومن خشبة المسرح الشبيبي انطلق الفنان «لؤي شانا»، ساعدته إرادته القوية وإصراره المستمر على مدار (30) عاماً للوصول إلى الأفضل، لعب دوره الأول في عمل تلفزيوني اسمه، "البركان" وعلى الرغم من بساطة الدور إلا أنه كان محطة الانطلاق.
eLatakia التقى (لؤي شانا) حيث عرض لنا بداياته المسرحية، قائلاً: "عملت في المسرح الشبيبي، وخضعت أثنائه إلى دورة إعداد ممثل عام (1985) في اللاذقية، والتي كان لها دوراً كبيراً في تلمس الطريق الصحيح إلى المسرح، وأهم أعمالي كممثل كانت مع المخرج العراقي (عدنان علوان)، بعمل اسمه "حكايا بلا حدود لمحمد الماغوط"، وترشحت من هذا العمل لدورة مركزية بالإخراج المسرحي لصالح المسرح الشبيبي، وشكلت هذه الدورة انعطاف مهم في مسيرتي المسرحية بسبب علاقاتي التي أقمتها مع كبار المسرحيين السوريين آنذاك، وقام على تدريبنا خلال الدورة أساتذة كبار، ومهمين، وهم أساتذة في المعهد العالي للفنون المسرحية الذي تقدمت إلى مسابقته من خلال الدورة نفسها على الرغم من صعوبتها، وبوجود الإصرار الذي لم يفارقني أبداً، وبعد المحاولة الثالثة نجحت في المسابقة".
وعما قدمه له المعهد العالي للفنون المسرحية قال: "إن جميع الأفكار والأعمال تكرست بشكل أكاديمي، علمي، معرفي، ومنهجي، وكما أقول دائماً لطلابي أن المعهد العالي لا يعطي كل شيء فهناك تحصيل ذاتي للطالب نفسه من خلال مهارته، وحنكته، وعمله، وأنا شخصياً استفدت من مكتبة المعهد في صقل معارفي بما تحويه من كتب ومراجع".
أما عن أول عمل قام بإخراجه فكان (موت موظف) حيث قال: "بدأت بالتحضير لهذا العمل ابتداءاً من السنة الثالثة من سنوات دراستي في المعهد، إلا أن الفنان "أسعد فضة" عميد المعهد آنذاك فضل أن أنتظر حتى التخرج، وفعلاً تخرجت، وبدأت العمل على إنجاز (موت موظف) والذي نال إعجاب الكثير من النقاد، والمتابعين، وحصل على خمس جوائز ذهبية كان أهمها في مهرجان الكوميديا الدولي في مدينة أصفهان الإيرانية".
ويتابع الأستاذ (شانا): "كان لي مشاركة هامة قامت في سورية لمرة واحدة فقط وهي الأوبرا، والتي كانت لمخرجة انكليزية، وكادر أجنبي كامل حيث ساهمت كثيراً بإعطائي حافزاً كبيراً من أجل أن أعمل وأنظر نحو أفق كبير وواعد".
أكثر من (15) عمل إخراجي شارك بها الأستاذ (لؤي شانا) ضمن فعاليات مهرجانات دولية ومحلية، ومن هذه الأعمال "رجال بلا رؤوس والباطوس والممثل والأساطير الأوغاريتية الثلاث" التي تناولها في الهواء الطلق، وكانت تجربة جديدة على صعيد المحافظة، بالإضافة إلى أعمال خاصة بالأطفال، ومنها أخذ صدىً كبير في المحافظة، وحتى في جميع أنحاء القطر، أما عن التجربة الأهم في حياته، والتي كانت خاصة بملحمة الكبير (أبو خليل القباني) فيقول: "إن ملحمة (أبو خليل القباني) تجربة مميزة جداً بالنسبة لي حيث روت هذه الملحمة سيرة رجل كبير اعتبر رائداً للمسرح العربي لمعاناته الكبيرة من أجل الدفاع عن حقوقية المسرح، واضطهاده من قبل رجال الواقع حينها، حيث تناولت الشخصية بكل ما فيها ضمن مجتمع متعصب، وشاركنا بالعرض بالكثير من المهرجانات أهمها مهرجان دمشق الدولي للفنون المسرحية، بالإضافة إلى مهرجانات محلية كثيرة.