أربعون عاماً في حقل التربية والتعليم ولا زال إلى الآن يزرع حب اللغة العربية في قلوب طلابه. سافر كثيراً، ولم يجد أحن من الوطن عليه، فعاد وكرس حياته للأدب.

ولد الشاعر مروان معماري في حمص عام 1947 ونشأ في مدارسها، التحق بجامعة دمشق وتخرج من كلية الآداب عام 1972- قسم اللغة العربية. بعد تخرجه سافر إلى الأورغواي ثم الأرجنتين فأمضى هناك ثلاث سنوات. وعند عودته عام 1976 عمل في لبنان كمدقق لغويّ في دار(مكتبة لبنان) للنشر لكن الظروف السياسية أثناءها لم تكن مناسبة للعمل، فعاد بعدها إلى حمص ثم سافر إلى السعودية. ويعتبر الأستاذ مروان معماري من أوائل من كتب المسرح الشعري للأطفال في حمص.

eHoms التقت الشاعر معماري والذي تحدث لها عن بداياته بقوله:" كان لوالدي المرحوم ميخائيل بطرس معماري الفضل الأكبر فعندما رأى فضولي وحبي للشعر علمني بحور الشعر كلها بطريقة السماع منذ أن كنت في الصف الثاني الإعدادي، كما كنت منذ طفولتي مولعاً بكتابة الخواطر والقصص القصيرة والمقالة الأدبية".

عن تجربته الشعرية يقول الأستاذ معماري: " لم أكن أجلس على الطاولة لأكتب.. إنما كان شيء ما يجبرني على الكتابة .. ودائماً كان الخيال لدي مرتبطاً بالواقع، والذاتية التي كنت أكتب بها مرتبطة بالجماعة وبواقع المجتمع المعاش وبالواقع القومي بشكل عام، لذلك شعر الغزل لدي قليل..." ويضيف" قرأت لمعظم الشعراء العرب وأحببت الشعراء الجاهليين لتلقائيتهم وصدقهم وعفويتهم وخصوصاً الشعراء الصعاليك، كما قرأت معظم الشعر العباسي وأحببت عنفوان المتنبي وفن ابن الرومي الذي يرسم بشعره، وأحببت الشعراء الصوفيين أمثال محي الدين بن عربي، وابن الفارض. ومن الأندلسيات أحببت ابن زيدون."

وفيما يتعلق بالقالب الشعري الجديد-شعر التفعيلة- قال:" كنت ضد هذا النمط من الشعر، لكن الذي حببني به الشاعر الكبير بدر شاكر السياب عندما قرأت له قصيدة أنشودة المطر، فغيرت رأيي، وكنت أقرأ لنزار قباني وأحب شعره، أجمع حالياً كل أعمالي الشعرية المنشورة وسأطبعها قريباً في ديوان جديد".

وعن إنتاجه القصصي يقول: " إنتاجي القصصي ليس كبيراً وأنا أميل لكتابة القصة القصيرة لكنني أرغب في زيادته". وفي نهاية لقائنا أحب شاعرنا اختتام اللقاء بأبيات شعرية من أواخر ما كتب، وهي قصيدة (الدجال في قانا) أثناء حرب تموز 2006 اخترنا الأبيات التالية:

تساءلْ أيّها العربيْ

سواء كنت عاديّاًً

أم اجتمعتْ

لك الألقاب في لقبِ

أقانا غيمة عبرتْ؟

وفي لبنانَ موقعُها ومدفنها؟

تساءلْ أيها العربي

أفي قانا

يفوح دمي؟

أفيها مدفني

ونشيدُ أطفالي وأحلامي

أفي قانا

فقانا أنت يا عربي.