من ساحات وملاعب الأحياء الشعبية بمدينته وفريقه الشعبي "هضبة الجولان"، برزت نجومية الكابتن "مشهور حمدان" كمهاجم شاب امتاز بالسرعة وتسجيل الأهداف، ومع تألقه وموهبته الكروية، كانت مشاعره حاضرة ومتشوقة لحمل الصافرة وقيادة أصعب المباريات لفرق الأحياء الشعبية، حيث اكسبته تلك الهواية المزيد من التمرس والخبرة في التعامل اللائق والحسن مع اللاعبين والمدربين والجماهير.
بداية المشوار
في بداية حديثه يشير "حمدان" إلى بدايات مشواره التحكيمي وكان ذلك أثناء قيادته واحدة من أهم مباريات الأحياء الشعبية في ريف دمشق، حيث كان عضو لجنة الحكام الرئيسية الكابتن "جمال عوض" حاضراً ذلك اللقاء، وأعجب بما قدمه بتلك المباراة من مستوى تحكيمي وطلب منه الالتحاق بتمارين حكام المحافظة بملعب تشرين.
يقول الحكم الدولي المتقاعد "مشهور حمدان" والمقيم حالياً في "ألمانيا" حيث تواصلت مع المدونة: "انتسبت بشكل رسمي لكادر الحكام وأصبحت حكماً من الدرجة الثالثة، لمدة تجاوزت عشرين عاماً كحكم دولي مساعد، شاركت خلالها في قيادة أهم وأصعب المباريات المحلية والآسيوية، ومن حسن حظي في تلك الفترة عاصرت أهم القامات التحكيمية المشرفة على الحكام بالقطر أمثال "جمال الشريف والعقيد تاج الدين فارس وحسن سويدان ومحمد كوسا وباسل حجار ونزار وته ومعن كيالي وأحمد عقاد ونزار رباط وتوفيق قرام ومحمود عباس وحمدي القاري وخالد دلو ومحسن بسمة" وغيرهم كثر، حيث اكتسبت منهم الكثير من النصائح والتوجيهات وبما يخدم مسيرتي كحكم صاعد، وفي اختبارات اللياقة البدنية جئت بالمرتبة الأولى كان ذلك في عام 1990، وبعد عامين ترقيت للدرجة الثانية، وتم تكليفي بتحكيم دوري المحافظة والدوري السوري، وفي عام 1995 ونجاحي بالاختبارات الكتابية واللياقة البدنية ترقيت للدرجة الأولى".
حكم آسيوي
قضى "حمدان" ثمانية مواسم بالدرجة الأولى كحكم ساحة شارك خلالها بتحكيم عدد كبير من مباريات الدوري المحلي والكأس ودورات الصحفيين والفرق العربية الزائرة، وبناءً على نصيحة من "العميد فاروق بوظو" تحول لحكم مساعد حتى تتاح له الفرصة أكثر بدخول اللائحة الدولية، وفي عام 2003 وبعد نجاحه بكافة الاختبارات التحريرية والبدنية وترشيحه على اللائحة نال اللقب الدولي، ليتم بعدها تكليفه بتحكيم أهم مباريات الدوري المحلي والكأس لفرق "الاتحاد والكرامة وتشرين وحطين وجبلة والوثبة والفتوة" وباقي الفرق.
ويضيف: "دولياً شاركت بتحكيم عدد كبير من المباريات الآسيوية بتصفيات كأس العالم ولمنتخبات مثل "اليابان وأستراليا وقطر وأوزبكستان وكوريا والسعودية"، وكذلك شاركت بتحكيم مباريات أبطال الأندية الآسيوية والعربية، وحصلت على لقب أفضل ثالث حكم آسيوي مساعد في عام 2006 مع حصولي على أفضل العلامات".
ويكشف الكابتن "مشهور" عن أسباب نجاحه بالقول: "كنت مواظباً على استمرار تمارين اللياقة البدنية بشكل يومي، وتحليل المباريات التي أكلف بها والاستفادة من الأخطاء التي تحدث معي، وتقبل النصيحة والمشورة من الخبرات، وحضور كافة دورات الصقل والإطلاع على كل التعديلات الجديدة واحترام اللاعبين والجمهور والمدربين بكل حيادية وعدل بين الجميع.
ويشير "حمدان" إلى أنه أعلن اعتزاله التحكيم وكان ذلك في عام 2010، بعد مشوار حافل بالتألق والنجاح، ونظراً لسمعته وخبرته تم تكليفه مباشرة كما يقول، برئاسة لجنة حكام "دمشق" لدورتين، وكذلك بالعمل باللجنة الرئيسية لحكام "سورية" ولأكثر من دورة، وآخرها كان في عام 2013، قبل سفره واستقراره في "ألمانيا".
حديث أهل الكار
بدوره يشيد الحكم الدولي السابق العقيد "العقيد تاج الدين فارس" والمقيم في "مصر"، بالكابتن "حمدان" حيث كان -كما يقول- متفهماً لمهامه بأرض الملعب وكان مجتهداً في تطوير مستواه، فقدم أداءً تحكيمياً مميزاً خلال مسيرته وكان موفقاً في كافة المباريات التي قادها".
أمين سر لجنة الحكام الرئيسية حالياً الحكم الدولي السابق "خضر الحاج خضر" يقول: "شاركت مع الكابتن "حمدان" في الكثير من المباريات بالدوري المحلي، وسافرنا خارجياً في مهمات رياضية تحكيمية، فقد امتلك موهبة التحكيم بكفاءة ومقدرة وكان ناجحاً لأبعد الحدود وترك بصمة لاتنسى في عالم التحكيم المحلي والآسيوي، وتمتع بأخلاق عالية ومحبة الجميع، أتمنى له كل النجاح والتوفيق في حياته".
أما عضو لجنة الرئيسية الحكم الدولي السابق "خالد دلو يرى أن الحكم الدولي السابق "مشهور حمدان " يعد واحداً من أفضل الحكام المساعدين السابقين، وكان ملفتاً بأرض الملعب بنجاحه ودقة قراراته وصوابتيها، وتمتع بأخلاق رياضية عالية.
بقي أن نذكر أن الحكم الدولي السابق "مشهور حمدان" هو من مواليد عام 1965 عاش وتربى في منطقة "السيدة زينب".