شهدت بلدة "رامي" في ريف السويداء، مبادرة أطلقها شقيقان اثنان من أبناء القرية وهما "هشام وأيسر حمود مقلد" المغتربان في "فنزويلا"، وتستهدف المبادرة مساعدة ما يقارب 400 من طلاب الجامعات، عبر توزيع مبالغ مالية عليهم تتراوح ما بين 100 و150 ألف ليرة شهرياً لكل طالب، شريطة النجاح السنوي للاستمرار لتتحول تلك المبادرة إلى عمل مؤسساتي.

مأسسة المبادرة

ولدت فكرة المبادرة انطلاقاً من الحرص الإنساني والاجتماعي من الشقيقين "هشام وأيسر حمود مقلد"، بعد الاطلاع على الوضع الاقتصادي للعديد من الأسر في البلدة. وبحسب حديث شقيقة أصحاب المبادرة المهندسة "يمامة حمود مقلد" لموقع مدونة وطن، فإن شقيقيها أرادا المساهمة في دعم رسالة التعليم، يقيناً منهم أن التعليم وبناء الشخصية العلمية هي القادرة على تحقيق التنمية، لذلك عمدا إلى تأسيس صندوق دعم للطلاب وقدما مبالغ مالية كمساعدة للطلاب الجامعيين أو طلاب المعاهد غير القادرين على إتمام مراحل التعليم بسبب وضعهم الاقتصادي. وتضيف: "أي عمل إن لم يكن منظماً تسوده الفوضى ويبتعد عن هدفه المنشود، لذلك قام مجموعة من أبناء العمومة من آل "مقلد" الذين يعملون بالشأن العام، بوضع آلية عمل وقاعدة بيانات وأهداف للصندوق المحدث، حيث يتم حالياً اتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة والموافقات من الجهات المعنية للترخيص بإقامة مؤسسة أطلقوا عليها اسم "مؤسسة الأخوين مقلد للتعليم والتنمية الخيرية"، وهي تهدف إلى دعم الطالب الجامعي براتب شهري، وتأمين مستلزمات الدراسة من كتب وقرطاسية وغيرها، وكذلك تقديم الدعم النفسي والتوعوي لطلاب الجامعات والمعاهد، بحيث تشكلت المؤسسة بمشاركة مؤسسين للعمل الخيري ومساعدة الطلاب، وهم الموجه الأول لمادة الرياضيات في السويداء "نشأت مقلد"، والدكتورة "ميس مقلد" المدرّسة في جامعة دمشق كلية الآداب فرع السويداء، وهناك أعضاء مجلس أمناء المؤسسة يعملون في الحقل الإداري مثل "رافع مقلد" أمين سر مجلس محافظة السويداء، والدكتور "عدنان مقلد" المعروف بتوجهه الإنساني، وهو اليوم رئيس جمعية أصدقاء مرضى السرطان، وأنا معهم شقيقة أصحاب المبادرة".

تنموية واجتماعية

بدوره يوضح "نشأت مقلد" الموجه الأول لمادة الرياضيات في السويداء، أن المبادرة خلقت نوعاً من التنافس الشريف على التفوق، حيث تتم المتابعة للطلاب ونشاطهم ومدى تفوقهم في الجامعات والمعاهد. وينوه "رافع مقلد" أمين سر مجلس محافظة السويداء إلى أن المبلغ الإجمالي الشهري الذي يتم دفعه للطلاب، يصل إلى حوالي 60 مليون ليرة سورية، وهذا المبلغ يشكل عاملاً تنموياً في المحافظة على تعليم طالب ضمن أسرة، خصوصاً وأن المبادرة تأتي في ظروف عصيبة اقتصادياً، وبالتالي فقد حققت أهدافاً إنسانية واجتماعية وتنموية معاً. ويؤكد الدكتور "عدنان مقلد" عضو مجلس أمناء المؤسسة ورئيس جمعية أصدقاء مرضى السرطان، أن فكرة العمل المؤسساتي جاءت تلبية لاستمرار وتطوير العمل الخيري، خاصة وأن هذه المبادرة حملت دعم الطلاب من الناحتين النفسية والاجتماعية وتأمين مستلزمات العمل التعليمي، ولكن الجميل في المبادرة هو شعور الأخوين المغتربين في "فنزويلا" وهما "هشام وأيسر أبناء الراحل حمود مقلد"، باحتياجات أبناء بلدتهم لإكمال تعليمهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة، إضافة إلى أن المبادرة جاءت لزرع حس المسؤولية لدى العديد من الطلاب الذين باتوا في سنوات متقدمة.

المهندسة يمامة حمود مقلد

ويعرب الدكتور "مقلد" عن أمله في تعميم مثل هذه المبادرة وتوسيعها، مؤكداً أن العمل جارٍ لتوسيع العمل المؤسساتي والوصول الى الفئات الأكثر استحقاقاً.

400 مستفيد

إلى ذلك تشير الدكتورة "ميس مقلد" المدرّسة في كلية الآداب بالسويداء إلى أن المبادرة أخذت على عاتقها تقديم المساعدات وفق أهدافها إلى 400 طالب وطالبة، يتمتعون بتسجيل رسمي في إحدى الجامعات السورية أو المعاهد، بحيث تم قدم بالبداية تقديم مبلغ شهري بقيمة 100 ألف ليرة سورية لكل طالب، وحالياً وبعد ارتفاع أجور النقل وتكاليف الحياة المعيشية تم رفعها إلى 150 ألف ليرة. الطالب "سليمان جمعة عيسى" وهو أحد المستفيدين من المنحة، يشيد بالمساهمة المالية التي جرى تقديمها من خلال المبادرة له ولغيره من الطلاب، كونها كما يقول، جاءت لسد احتياجات التعليم والمساهمة في التخفيف من الأعباء على ذوي الطلاب، علماً بأن هذه المنحة لم تقتصر على طيف واحد من أبناء السويداء بل شملت أطيافاً متنوعة ومتعددة. ويقول "طلعت كمال ضيف الله" أحد المستفيدين: إن المبادرة الخيرية للأخوين "مقلد"، عملت على ترميم ما يحتاجه العديد من الطلاب من نفقات لتأمين مستلزمات التعليم الجامعي ونفقات السفر بشكل دوري، حيث يصل حصة كل فرد ما بين 100 إلى 150 ألف ليرة سورية شهرياً، وهي (المبادرة) متميزة بتنوعها الإنساني وإدارتها المتميزة.

الاستاذ نشأت مقلد
د. ميس مقلد