تصمم "ربا الدمشقي" ابنة "السويداء" حقائبها من خامات قماشية وجلدية متنوعة تراعي فيها أذواق المستهلكين، وتنفذها بطريقة يدوية بالكامل من خلال ورشة متواضعة وجدت فيها مساحة للعمل والإبداع.

رغبة خاصة

الشابة تخرجت من كلية الآداب قسم اللغة العربية، ولم تعمل بشهادتها إلا لفترات قصيرة من خلال دورات متابعة للطلاب أو دورات تقوية، وتفرغت لاكتساب مهارات وخبرات اختارتها رغبة منها بعمل خاص تصممه على ذوقها.

التعامل مع الحقيبة واختيارها بالنسبة لي يحتاج الإجابة على عدة أسئلة أولها الشكل واللون، ومدى انسجامه مع الزي وشخصية المرأة.. في الانتقاء لحقيبتي الخاصة كنت أضع هذه الأولويات، فالحقيبة يجب أن تنتقى بعناية من الناحية الجمالية لتكون إضافة أنيقة للشكل، إذ لابد أن تلبي احتياجات الجمال للسيدة، وأيضاً من حيث السعة والأناقة

أتقنت "الدمشقي" فنون الخياطة والقص والتصميم، وطورت نفسها لاكتساب مهارات واستثمار أوقات الفراغ، لكنها اتجهت للحقائب تصميماً وتنفيذاً من خلال تجارب خاصة في بحثها عن تصاميم تناسبها، لأنها ترى في الحقيبة الأنيقة عنصراً مهماً يكمل أناقة السيدة، ويضيف إلى جمالها تفاصيل من خلال التصميم للخامة واللون والحجم.

ربا الدمشقي في ورشتها

عن مشروعها تقول "الدمشقي": «التعامل مع الحقيبة واختيارها بالنسبة لي يحتاج الإجابة على عدة أسئلة أولها الشكل واللون، ومدى انسجامه مع الزي وشخصية المرأة.. في الانتقاء لحقيبتي الخاصة كنت أضع هذه الأولويات، فالحقيبة يجب أن تنتقى بعناية من الناحية الجمالية لتكون إضافة أنيقة للشكل، إذ لابد أن تلبي احتياجات الجمال للسيدة، وأيضاً من حيث السعة والأناقة».

مشروع عمل

السيدة تدربت على الخياطة من خلال الاتحاد النسائي سابقاً، وتابعت دورة في مديرية الزراعة دائرة المرأة الريفية، إلى جانب دورة المعهد الأوروبي، والتحقت بدورات جمعية "نور" حيث حصلت على عدة شهادات وخبرة في مجال المحاسبة والأوتوكاد، وكانت بالنسبة لها بداية للقيام بعمل تحبه، لكن فكرة مشروع الحقائب والتصنيع لم تكن قد ولدت بعد، وكانت التجارب عبارة عن عمل محدود لتصميم حقائبها الخاصة.

ليلى أبو راس

وتضيف السيدة: «في الأحاديث المتداولة للسيدات نتمكن من التعرف على أفكارهن حول الحقيبة والاحتياجات التي من المفترض أن تلبيها، وكانت هذه البداية لصناعة حقيبة جميلة لأنني بدأت بتصميم حقائبي الخاصة، فأختار الخامة واللون والموديل، ولاحظت اهتمام الصديقات بما أقوم بتصميمه، لذا كنت أعيد المحاولة عدة مرات لأصل للشكل المناسب والتصميم الأجمل، وبذلك تحول تصنيع الحقائب إلى هواية شغلت وقتي، كونها تحتاج للعمل لساعات طويلة بناء على مهارة الخياطة التي تعلمتها، وبالحصول على ماكينة متواضعة تابعت لأنتج بعض التصاميم التي بدأت تطلب مني».

لم يظهر المشروع للنور بسهولة فقد كانت الكلفة المادية للمعدات كبيرة، وكان على "الدمشقي" البحث عن فرصة للدعم تحققت من برنامج الـ"undb"، لتأسيس المشروع وتشكيل ورشتها الخاصة، إلى جانب دعم مادي من زوجها لتتمكن من إطلاق المشروع منذ أكثر من عامين وهنا كانت البادية للمشروع.

تصنيع ربا الدمشقي أيضا

حقائب متنوعة

تعاملت "الدمشقي" /33/ عاماً، مع المشروع من خلال ميولها لتصنيع قطعة جميلة، وتطبيق أفكار تخدم شرائح متعددة، فإلى جانب الحقيبة النسائية صممت عدة أنواع من الحقائب أهمها الحقائب المدرسية، والاستخدامات المختلفة وحقائب أطفال الروضات بأنواع وخامات مختلفة.

وتتابع حديثها: «بدأت بالتعامل مع خامات الجينز والشامواه والجلد بأنواعه، ولا أنكر أن اهتمامي تركز على الحقيبة النسائية منذ البداية بأحجام مختلفة ووفق طلب السيدة، من خلال هذه التجربة انتقلت لأنواع أخرى لألبي طلبات الطلاب لحقيبة مدرسية متينة وكبيرة الحجم، ومقلمة لاقت استحسان الزبائن، وتكرر الطلب عليها بوصفها حقائب تنتج بشكل يدوي بالكامل من القص إلى التطبيق وإضافة الإكسسوارات غيرها».

السيدة التي انطلقت للعمل بشغف كبير تعاني من صعوبات كثيرة، أولها ارتفاع الأسعار للمواد الأولية ومستلزمات العمل، وتسعى لتحسين وزيادة الإنتاج بالاعتماد على تصاميم وخامات مميزة ترضي طموحها بتقديم حقيبة راقية وجميلة للسوق المحلي، وتلبية الطلبات الخارجية بمواعيدها.

وتختتم حديثها بالقول: «أعمل للتوسع فالسوق المحلي جيد، لكن المشكلة تتمثل بانخفاض القدرة الشرائية وغلاء المستلزمات الذي رفع الكلفة، ومع ذلك فأنا على يقين بأن الاستمرار بالعمل وتلبية الطلبيات سيحدث فرقاً، وسيساهم في تطوير مشروعي الذي أعتبره نواة لعمل قادم، وألمس ذلك من ردود كل من حصل على قطعة من ورشتي بشكل خاص، وعبر صفحة المشروع أو من خلال المعارض التي أشارك فيها بشكل دائم، والتي ساهمت بشكل جيد في التعريف بحقائبي بأنواعها».

حرفية ومهارة

"ليلى أبو راس" مختصة في مجال تصميم الأزياء، حصلت على حقائب مميزة صنعتها السيدة "ربا" بطريقتها الحرفية الماهرة، وكما أخبرتنا فقد ابتعدت عن الشراء من الأسواق وباتت تطلب منها التصاميم التي تناسبها.

تقول "أبو رأس" : «تجربتي مع "ربا" تجربة جميلة لأني تعرفت عليها بالصدفة، وجذب انتباهي تصميمها للحقائب وحاولت التواصل معها.. تحدثنا وتعرفت على أفكار مميزة تنوي تطبيقها في ورشتها، وبعدها طلبت منها عدة تصاميم لحقائب متوسطة الحجم غير تقليدية وبخامات من الجلد والشامواه، نفذتها بشكل جميل ووفق طلبي.. الجميل في مشروعها أنها توفر فرصة للحصول على منتج يصنع بشكل يدوي بالكامل وبجهد واهتمام كبيرين، والأفضل أن لديها أفكاراً جديدة، وهي متابعة للموضة وأهم ما يثير اهتمام النساء والشابات».

أما "غنى علاء الدين" وهي طالبة جامعية تعودت شراء حقائب من صناعة "ربا"، مع العلم أنها في البداية استغربت فكرة وجود ورشة تصنيع تقدم حقائب بهذه الحرفية والجودة.

تقول "غنى": «هي سيدة نشيطة ذكية تنفذ تصاميم خاصة بها بشكل يدوي دقيق ومميز، وقد حصلت على عدد من الحقائب مميزة من تصنيعها، وبشكل عام فأنا متابعة لصفحتها، وأجد في تصاميمها أناقة وذوقاً عالياً، لأنها تدرس تصاميمها وفق الفصول ووفق احتياجات السيدات، والسعر الذي تحدده سعر مناسب جداً للقطعة التي تنتجها بجودة عالية، وخامات جيدة جداً، وإن كانت حقائبها إنتاجاً محلياً فهي تستحق أن تنتشر بشكل واسع وتستحق الدعم».