تتعاون الحرفية "كارميلندا رسلان" مع عدد من السيدات لتصنيع أكياس قماشية وبيعها للحصول على ريع يدعم مبادرة تعليم الطلاب وخدمة المرضى من جهة، ويسهم في التخفيف من استخدام الأكياس البلاستيكية لحماية البيئة.

أكياس المحبة

الكيس الذي صممت فكرته ليس مجرد كيس عصري المظهر مزركش بالرسومات والألوان وقابل للاستخدام لعدة مرات فقط، فهو علاوة على ذلك يعد وسيلة تم التخطيط لها ليحقق عدة غايات إضافة لكونه عملاً يدوياً فنياً.

عدد من النساء يقدمن خدمات خياطة وتزيين الكيس بأجور رمزية، تساعدنا رسّامات وسيدات بارعات بالحياكة والتطريز وأنا أعمل بمجال الطباعة.. تبدأ العملية من يدي سيدة تخيط الأكياس لتكون جاهزة للتزيين، وبعدها تتابع باقي الأعمال وتتم المشاركة بين النساء في عدة حالات وبحرف مختلفة، مما ساعد على إنتاج باقة كبيرة منها ترضي الزبائن وساعدت على انتشار الأكياس وتنويع استخدامها

تقول "رسلان": «تتشكل مجموعتنا من عدد من النساء المهتمات بالشأن الاجتماعي، وضعنا نصب أعيننا العمل لتأمين ريوع لمساعدة عدد من الطلاب بمبالغ تساهم في تأمين متطلبات وصولهم للجامعات ومصاريف الدراسة، إلى جانب الحصول على بعض المستلزمات الطبية وتقديمها بالمجان لعدد من المرضى، وخدمات أخرى تدعمها مجموعتنا التي حملت اسم مجموعة "المحبة"، كما أسمينا الأكياس أكياس "المحبة"، ونعتبرها فرصة للحصول على إيراد مادي لدعم أهداف وغايات المجموعة المؤلفة من خمس نساء».

كارميلندا رسلان

جسدت "رسلان" فكرة تصنيع أكياس قماشية أنيقة بتصاميم مختلفة لتحقيق هدف المجموعة، وبذات الوقت فإن مشروعها يقدم فرصة عمل حتى وإن كانت محدودة للنساء الحرفيات، اللاتي يقمن بصناعة أكياس قابلة للاستخدام فترات طويلة وتبقى صالحة لحمل أغراض السوق، أو التدريب في النوادي الرياضية أو للأطفال واليافعين.

السيدة بدأت الفكرة منذ أكثر من عام، لتستخدم نوعاً معيناً من قماش "المبرد" المقاوم الذي يمكن الرسم عليه أو الطباعة أو حتى تركيب نماذج صوفية أو أي نوع من الزينة وفق الطلب، وتثق أن جودة العمل ساهمت في انتشار وطلب الأكياس على شكل هدايا أو للاستخدام الشخصي.

موندا الجرماني

وتضيف: «عدد من النساء يقدمن خدمات خياطة وتزيين الكيس بأجور رمزية، تساعدنا رسّامات وسيدات بارعات بالحياكة والتطريز وأنا أعمل بمجال الطباعة.. تبدأ العملية من يدي سيدة تخيط الأكياس لتكون جاهزة للتزيين، وبعدها تتابع باقي الأعمال وتتم المشاركة بين النساء في عدة حالات وبحرف مختلفة، مما ساعد على إنتاج باقة كبيرة منها ترضي الزبائن وساعدت على انتشار الأكياس وتنويع استخدامها».

"الغصن العتيق"

تتحدث "رسلان" وهي إحدى مؤسسات معرض "الغصن العتيق" كمعرض دائم للأعمال اليدوية، وتتلاقى به مجموعة كبيرة من الحرفيات، عن أن الأكياس هي نوع جديد من الصناعة اليدوية بالكامل، بدءاً من عملية القص والخياطة وتحضير عدد من الأكياس بقياس محدد، ليكون مفيداً لعدة استخدامات، وكانت البداية للتزيين من الرسم لعدة ألوان وتشكيلات بألوان ثابتة زاهية، وتطورت الفكرة إلى تركيب مشغولات صوفية، وبعدها الطباعة بالأختام الخشبية والاستفادة من حرف التطريز والشك وتفاصيل يطلبها الزبائن تعود لاستخدام الأكياس، فثمة من يقدمها كهدية أو إرسالها لخارج سورية.

ليندا حسن

وتتابع: «توقعت نجاح الفكرة وكانت البداية باندفاع ورغبة عدد جيد من النساء بالعمل بإنتاجها، وبعد ذلك أخذت الأفكار تتنوع ليكون لدينا فرصة جيدة للعرض من خلال "الغصن العتيق"، والتعريف به من حيث الجودة والمتانة والحالة الجمالية العصرية، ليكون مناسباً لأزياء معينة (رياضية ورحلات أو لباس التسوق)، وبالتالي أصبح لدينا قطعة قماشية قابلة للغسل وأنيقة، وتم التعامل أيضاً مع عدد من التجار لطباعة أو تطريز لوغو المحل أو الماركة التجارية ليكون خط إنتاج إضافي للعمل، وقد جهزنا عدة طلبيات من الأكياس كهدايا نقلها مسافرون إلى الخارج، ونتلقى طلبيات بشكل مستمر».

توسع المشروع

ثمة العديد من الأفكار لتوسيع المشروع، فحسب "رسلان" هناك خطة لإضافة الدمى أو الرسومات البارز، وكل ذلك يدخل في مجال تطوير الكيس ونشر ثقافة الاستغناء عن الأكياس البلاستيكية وحماية البيئة.

وتوجه "رسلان" في ختام حديثها، الدعوة لكل من يرغب في استخدام بدائل مناسبة لحماية البيئة بالتواصل مع مجموعة "المحبة" أو "الغصن العتيق" وتجربة الأكياس التي تنفذ بمهارات حرفيات ومواهب فنية عالية الجودة لدعم الطلاب والمرضى، وهذا هدف لا يمكن أن يتحقق إلا بدعم كل أفراد المجتمع.

"موندا الجرماني" الخبيرة في مجال الخياطة والأزياء، تجد في خياطة الأكياس خدمة لمشروع اجتماعي إنساني كبير، حيث أفردت للمشروع الوقت والجهد لتتابع مساعدة السيدات بما يساهم بانتشار أكياس المحبة.

تضيف: «التحقت بالمشروع بعد اتباع دورة إعادة التدوير مع السيدة "كارميلندا" وأجمل ما وجدته بالمشروع أن هناك تعاوناً بين المجموعة وكل من أحب الفكرة على الرغم من ضغوط العمل، لأقوم بالخياطة والتطريز وفق الشروط المحددة للكيس قياساته وشكله والخامة المتفق عليها..

العمل بهذه الطريقة محبب وجميل لأننا نسعى لانتقاء تصاميم فريدة وألوان راقية تعطي للقطعة رونقاً، وباتت الشابات تطلبها وتهديها وبتنا نراها مرافقة لنساء وشابات في الأسواق، وبالنسبة لي أرسلت عدة قطع كهدايا، وطلبت كثير من الصديقات المغتربات القطعة وهذا يساعد في التسويق وتحقيق ريع جيد لصالح الطلاب

"ليندا حسن" حرفية من قرية "مياماس" تتابع العمل من خلال ورشتها الخاصة في التطريز للأكياس، وتجد في العمل فائدة كبيرة رغم أن الأجور رمزية لكن غاية المشروع تدفعها للعمل وإنتاج كميات أكبر.

وتشير: «الفكرة جديدة وقابلة للتطوير ففي كل مرة نعد لتشكيلة جديدة نحرص فيها على تنويع الألوان والخيوط وتصميم رسومات جديدة تتناسب مع رؤية شريحة معينة من الشابات أو السيدات تناسب أذواقهن، وبالنسبة لي وجدت متعة كبيرة في هذا العمل والمشروع مؤهل للنجاح فالطلب متزايد الحرفيات مقبلات على العمل بهمة عالية للعطاء».

أخيرا أكياس المحبة باتت ماركة معروفة للهدايا وللاستخدامات الشخصية ومكملة لأناقة الشابات والسيدات بأسعار مناسبة وصديقة للبيئة، وقد بدأ التعاون مع التجار ليكون الكيس القماشي بديلاً عن أكياس النايلون خاصة للماركات الراقية والأنيقة من عدة منتجات.

المهندسة "غادة مسعود" مهتمة باقتناء الأعمال اليدوية حصلت على كيس قماشي من الدفعة الأولى وعادت الشراء لقطعة ثانية لابنتها تقول: الكيس أنيق ومتين إلى جانب الجمالية التي تضفيها الرسومات أو التطريز. استخدمت الكيس الذي اشتريته لحمل أغراض شخصية أثناء التنقل إلى دمشق أو زيارة الأخوات. طلبت كيس آخر لكن بتزيين مختلف يناسب ابنتي وقد أعجبها كبديل عن الحقيبة الجلدية للتسوق، ولاحظت إعجاب الجارات بالكيس وطلبن قطع جديدة كل منهن وفق ذوقها وأتصور أن انتشار هذا الكيس يساهم في تطور الجمعية وزيادة الخدمات المقدمة للمحتاجين إلى جانب الهدف البيئي علما أن السعر مناسب ومقبول مقارنة بجماله ومزاياه الفنية.