رغم انشغاله بدراسة الطب في بداية مشواره العملي، لم ينقطع الكابتن "عبود شكور" عن ممارسة لعبة كرة السلة، فقد ظل وفياً لها وهي التي بدأها لاعباً بناديه الأم "الجلاء"، وتدرج فيها إلى أن أصبح واحداً من أبرز مدربي اللعبة.

ولد الكابتن "شكور" في عائلة رياضية سلوية، فوالده الراحل "فيكتور شكور" كان لاعباً دولياً مشهوراً، وبعد اعتزاله تسلم تدريب أندية "الاتحاد والحرية" والمنتخب الوطني، وكذلك والدته كانت لاعبة في نادي "الشبيبة" سابقاً (الجلاء) حالياً، وكذلك شقيقته لاعبة بنادي "الجلاء"، كل ذلك جعل الطريق سالكة أمامه لمواصلة التألق، بداية من "نادي الجلاء" وبكافة الفئات العمرية، ليشارك مع فريق الرجال لمدة 12 موسماً متتالياً، كما لعب للمنتخب الوطني، ونتيجة تعرضه لإصابة هجر اللعبة وقرر الاعتزال مبكراً والتحول نحو ميادين التدريب في ناديه، ليتم مؤخراً اختياره كمساعد لمدرب منتخب "سورية" الأول مع المدرب الأسباني "خافيير".

مسيرة سلوية

يتحدث الكابتن "شكور" للمدونة التي التقته في مقر نادي "الجلاء" بحي "العزيزية"، عن تفاصيل مشواره في ملاعب كرة السلة لاعباً ومدرباً محترفاً، حيث يقول: "اكتسبت حب وممارسة اللعبة مبكراً من خلال والدي الذي كان يصطحبني معه أثناء تدريبه لنادي "الحرية" ومنتخب "سورية"، وكنت معجباً بأداء لاعبي المنتخب أمثال "محمد أبو سعدى وجاك باشاياني وعمار قصاص وهيثم شريفة" وغيرهم، وفي عام 1988، التحقت بنادي "الجلاء" ولعبت لفئة الصغار تحت إشراف المدرب "بشار حداد" الذي أثنى كثيراً على موهبتي وطلب مني المواظبة والالتزام بالتمارين، ومن بعده أشرف على تدريبي بالفئات العمرية عدة أسماء أذكر منهم المدرب "عامر سلطان" و"بشار خوكاز" والكباتن "روبير باشاياني و"روبير خوام" والمدرب القدير "جورج ليون"، وتدرجت في اللعب بكافة فئات النادي وصولاً لفريق الرجال".

شكور مع منتخب سورية

أجمل الذكريات

مع فريق الجلاء

يعود الكابتن "شكور" بذكريات إلى أول مباراة خاضها مع فريق رجال "الجلاء"، وكانت في عام 2001 وكانت أمام فريق "تشرين"، وكان المدرب حينها الأرميني "يغيش" حيث فاز فيها "الجلاء" وبسهولة على حد وصفه.

ويضيف: "واصلت اللعب بالفريق الأول كلاعب أساسي لمدة 12 عاماً من دون انقطاع، نلنا خلال تلك الفترة لقب الدوري أربعة مرات، والكأس مرة واحدة، وكان لدينا بالفريق مجموعة متميزة من اللاعبين منهم "ساري بابازيان وميشل معدنلي ورامي مرجانة وجان مخول وميشل عيسى وروبير باشاياني وأدور جقي"، ومن أهم مدريبنا  في تلك الفترة كان المصري "شريف عزمي وثابت حجبج وجاك باشاياني ومنصور ابراموفيتش".

مع المدرب الأسباني "خافير"

وعن المباريات التي لا تزال عالقة في ذاكرته يقول إن أبرزها كانت أمام الجار العزيز "الاتحاد" وجماهيره الغفيرة، وهنالك مباراة في البال لا تنسَى كانت في موسم 2005 عندما كان الفريقان متعادلين بالنقاط وكانت المباراة صعبة وبحضور جماهيري كثيف، حيث تمكن من خطف نتيجة اللقاء في آخر ثلاث ثوان، عندما تمكن من تسجيل سلة الفوز.

ويشير "شكور" إلى أنه لعب لمنتخب شباب "سورية" وللرجال لمدة ثلاث سنوات متقطعة  تحت إشراف المدرب الراحل "راتب الشيخ نجيب"، وأهم المباريات الدولية مع المنتخب الوطني كانت في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في "تونس" عام 2001 ولعب حينها ضد منتخبات "إيطاليا وإسبانيا وصربياً.

الطبيب والمدرب

تعرض الكابتن "عبود" في عام 2012 لإصابة قاسية بالوتر الخلفي قرر بعدها هجر الملاعب، وكان ذلك قبل عام من تخرجه من كلية الطب البشري، ليتفرغ لمزاولة عمله بالمشافي، ومبتعداً لفترة بسيطة عن أجواء وشجون كرة السلة، وبقي على تلك الحالة حتى عام 2014، حيث وقع عليه الاختيار ليكون عضواً في الإدارة ومشرفاً على شؤون كرة السلة بنادي "الجلاء" ، وفي عام 2016 ولأسباب خاصة قرر السفر إلى "لبنان" وبقي هناك لمدة عامين درب خلالهما أندية "الحكمة وNSA" للفئات العمرية، ومع بداية عام 2018 عاد إلى مدينة "حلب" ليمارس حياته اليومية، ويجمع ما بين مهنته كطبيب بشري  وهوايته الرياضية في تدريب أشبال النادي، ليتم بعد فترة اختياره كمساعد مدرب لفريق الرجال مع الكابتن "هادي درويش"، وحل مع الفريق بهذا الموسم بالمركز الثاني خلف فريق "الجيش" الذي نال لقب البطولة، وفي الموسم اللاحق وبعد اعتذار الكابتن "درويش" عن تدريب النادي كلفته إدارة النادي كمدرب أول للفريق ليحصد اللقب الأغلى بمسيرته ويتوج بنيل لقب كأس الجمهورية موسم 2021 بعد الفوز على فريق "الجيش" في "دمشق"، ليستمر مدرباً في الموسم الحالي 2023.

ونتيجة تميزه وجهده وقع اختيار اتحاد كرة السلة ليكون هو المدرب الوطني للمنتخب مع المدرب الأسباني "خافير"، ولتحضير المنتخب في معسكر "أندونيسيا" وخوض التصفيات الآسيوية" والتي لم يحقق فيها المنتخب النتائج المرجوة لأسباب عديدة.

ويختم حديثه للمدونة بالقول: إن مدينة "حلب" هي الموئل الأول لكرة السلة السورية، مقدماً شكره العميق لجمهور ناديه الأم "الجلاء" من خلال حضوره الملفت في الصالات ودعمه للفريق.

أخلاق رياضية

بدوره يشير الدكتور "أنطوان عته" الرئيس السابق لنادي "الجلاء" إلى ما يتمتع به الكابتن "عبود شكور" من خصال حميدة وأخلاق رياضية.

ويضيف: "هو مدرب طموح ونشيط، ورياضي خلوق يحظى بمحبة ودعم الجميع.. هو قارئ جيد لمجريات اللعب وذكي ويستطيع تحويل مجرى اللعب ببراعة، فقد استفاد كثيراً من تجربته كلاعب ومدرب، وطور ذاته رياضياً بعدة دورات تدريبية عالية المستوى وما يميزه تواصله الدائم مع الكثير من مدربي العالم للاطلاع على أحدث علوم التدريب، وهو مكسب  لكرة النادي وله مستقبل مشرق، وافتخر خلال فترة رئاستي للنادي بالتعاون معه وتكليفه كمدرب وطني للفريق".

أما النجم الدولي السابق "محمد أبو سعدى" يقول: "سعدت جداً بعودة المدرب الوطني "عبود" لقيادة سلة ناديه في الموسم القادم، وهو يستحق ذلك وبكل جدارة نتيجة تميزه ونتائجه الجيدة، مع ما يتميز به من هدوء، فضلاً عن توجيهاته الصائبة أثناء قيادة فريقه، وبالمختصر هو مشروع مدرب سلوي ناجح لكرة ناديه والمنتخبات الوطنية".

ويرى زميله الحكم الدولي بكرة السلة "إيلي رهجي" أن كابتن عبود" هو لاعب مميز وتاريخه ناصع ويعد من الجيل الذهبي للنادي وحقق معه نتائج مهمة، وكمدرب لديه أفكار جميلة تخدم الفريق بأسلوب متطور، ونتيجة تميزه وقع الاختيار عليه ليكون في كادر المنتخب الوطني للرجال.

بقي أن نذكر أن الكابتن "عبود" من مواليد عام 1983 ولد في مدينة "حلب" ويحمل إجازة في الطب البشري، كما صقل ذاته بعدة دورات تدريبة دولية وأهمها مع المدرب التونسي "منير"، وكذلك اتبع دورتين في "لبنان" ويحمل شهادة تدريب دولية باللعبة.

تم إجراء اللقاء والتصوير داخل نادي "الجلاء" بـ "حي العزيزية" بتاريخ الخامس عشر من شهر أيلول لعام ٢٠٢٣.