على مدار نحو عقدين من الزمن سجلت قرية "الكفر" في محافظة "السويداء" عدداً من الأنشطة الخيرية التي بدأت من الجمعية الخيرية وتقديم الرعاية الصحية، مروراً بإنشاء مخبز ومطحنة وصالة أفراح وفعاليات كان آخرها تأسيس صيدلية تستثمر لصالح العمل الخيري، وتتحمل 80 بالمئة من أدوية الأمراض المزمنة للمرضى وكل من يحتاج الدواء في هذه البلدة.

صيدليّة خيريّة

يلبي العمل الخيري في مجتمع البلدة حاجة الأهالي، كما يسهم في تدعيم التعاضد الاجتماعي وتمتين أواصر المحبة بين أبناء القرية في الداخل وفي بلاد الاغتراب، وآخر هذه المشاريع الصيدلية الخيرية.

تم شراء أدوية بمبلغ يتجاوز أربعين مليوناً وقيمتها الآن تتجاوز مبلغ خمسة وستين مليون ليرة سورية كرصيد جيد لإطلاق المشروع الذي يتفاعل بشكل يومي ويحقق النجاح لصالح تطوير خدمات الجمعية

ويؤكد "يوسف مرشد" رئيس الجمعية الخيرية في "الكفر" نجاح المشروع وتفاعله منذ الشهر الثامن من العام الفائت موعد افتتاح الصيدلية.

يوسف مرشد رئيس الجمعية

ويقول: «تم تمويل المشروع من صندوق الجمعية وتبرعات من أهالي بلدة "الكفر" ومغتربيها، فالجمعية الخيرية في القرية مشروع رائد لتلبية احتياجات اجتماعية صحية متنوعة وبشكل دائم، حيث يتم من خلالها تأمين الأدوية للمرضى والحالات المزمنة لضمان الحصول على الدواء لكل من يحتاجه، وبالطبع فقد تزايد العدد خلال السنوات الأخيرة مع ارتفاع اسعار الادوية وتفاقم الوضع المعيشي».

دعم المرضى

يشير "مرشد" إلى أن الصيدلية تقدم خدماتها كأي مشروع يتم استثمار ريعه لصالح الجمعية الخيرية ودعم المرضى، من خلال تقديم الدواء لذوي الأمراض المزمنة وعددهم 140 مريضاً، وتتحمل الجمعية 80 بالمئة من ثمن الدواء، كما تقدم الصيدلية حفاظات العجزة بشكل مجاني للأسر المستوردة، ويتم العمل على مبادرات عند الحاجة كتقديم الدواء المجاني لعدد من مرضى السكر فترات انقطاع الأنسولين وتوزيع حليب أطفال وحفاظات على بعض الأسر في البلدة.

الدكتور مازن حديفة

ويضيف: «المشروع حظي بالنجاح ومباركة أهل بلدنا، وقد استمر العمل في تجهيز الصيدلية أربعة أشهر للفكرة التي طرحت قبل عامين، وتم التشاور مع أصحاب الخبرة والاستفادة من خدمات أطباء وصيادلة وخبراتهم في مجال الحصول على الأدوية المطلوبة، وذلك بهدف استكمال خطوات المشروع الذي يعتبر نتاج عمل كل أهالي البلدة، والتعاون مع صيدلانية للحصول على الترخيص وفق الأصول القانونية لتجسيد الفكرة التي ولدت من حاجة الناس للدواء وتسهيل عملية الحصول عليه بطريقة بسيطة وسهلة للمرضى، من دون الاستغناء طبعاً عن خدمات صيدليات البلدة التي قدمت وتقدم خدمات كبيرة للأهالي وفق "مرشد"، لتكون الصيدلية إضافة لخدمات القرية من باب الاستثمار والخدمة الخيرية كي تتمكن الجمعية من الاستمرار من خلال هذا المشروع».

نجاح العمل

الدكتور "مازن حديفة" نائب رئيس الجمعية ومدير المشروع عاد بنا لفكرة التأسيس التي وطنت أسماء المرضى المستفيدين من الجمعية الخيرية في هذه الصيدلية، كون الجمعية منذ التأسيس تتحمل ما يقارب قيمته مليوني ليرة وفق الأسعار بتاريخ إطلاق الصيدلية وهي عبارة عن أدوية لأصحاب الحالات المزمنة، هذا الدواء كان يؤمن من رصيد الجمعية كثمن للدواء في صيدليات البلدة، وفكرة التوطين للمستفيدين ضمن صيدلية واحدة هيأت لفكرة امتلاك صيدلية للجمعية كمشروع يسر ونظم عملية الحصول على الدواء من جهة، ومن جهة أخرى هيأت فرص استثمار أموال قدمت للجمعية كتبرعات تعود بالخير على العمل الإنساني والدور الخيري الذي تعودت جمعية الكفر الخيرية تقديمه في المجال الصحي، انطلاقاً من أهمية تطوير الرعاية الصحية بتكافل أفراد المجتمع وتظافر جهودهم والمغتربين من أبناء البلدة، الذين سجلوا بصماتهم في كل المشاريع الخيرية والإنسانية الهامة في بلدتنا وهي من أوائل البلدات التي أسست لعمل خيري منظم ودقيق.

صورة للصيدلية

ويضيف: «تم شراء أدوية بمبلغ يتجاوز أربعين مليوناً وقيمتها الآن تتجاوز مبلغ خمسة وستين مليون ليرة سورية كرصيد جيد لإطلاق المشروع الذي يتفاعل بشكل يومي ويحقق النجاح لصالح تطوير خدمات الجمعية».

مشروع مهم

الصيدلية لاقت استحسان واهتمام الأهالي تبعاً للدور الكبير الذي تقدمه في خدمة المرضى كما تحدث "كمي حديفة" من أهالي البلدة مؤكداً أن الصيدلية مشروع يعتز به الأهالي وقد لبى حاجة المرضى في مجتمع بلدة "الكفر"، وإنشاء هذه الصيدلية عمل يتلاقى مع الخدمات التي تقدمها الصيدليات الخاصة في البلدة فالكل مشترك في العمل الخيري.

ويضيف: «توافر باقة كبيرة ومتنوعة من الأدوية المزمنة في الصيدلية، خدم المرضى وكفل مردود مالي جيد للجمعية الخيرية لتحافظ على خدماتها، خاصة مع زيادة الحالات والظروف الاقتصادية التي نعيشها، بالتالي فإن استثمار أموال التبرعات بهذه الطريقة يحافظ على الاستمرارية ويشكل حالة استقرار للجمعية التي تأسست منذ أكثر من عقد ونصف بطموح كبير لرعاية أهالي القرية اجتماعياً وصحياً كهدف كبير وطموح لايمكن أن يتحقق من دون التعاون والمحبة».